أنقرة تفتح قاعدة إنجرليك أمام سلاح الجو الأميركي ومقتل تركي وداعشي في توتر حدودي
تدهور الوضع الأمني عند الحدود السورية التركية، في أعقاب اشتباك مسلح حصل بين الجيش التركي وعناصر من تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام"- "داعش"، أدى الى مقتل ضابط صف واصابة اثنين من الجنود، في حين أرسلت أنقرة طائرات مقاتلة إلى الحدود.
وبعد أيام من تفجير انتحاري قتل 32 شخصاً وألقيت المسؤولية فيه على "داعش"،أفادت وكالة "الأناضول" عن مقتل ضابط صف تركي وأصابة عسكريين اثنين في اشتباكات مع ارهابيين من تنظيم "داعش" من الجانب السوري، في ولاية كيليس.
وقال مسؤول تركي رفيع المستوى "رد الجنود الأتراك بعدما أطلقت النيران من الجانب السوري من الحدود من منطقة يوجد بها متشددون من الدولة الإسلامية".
ومن جهته، أكد والي كيليس، سليمان تابسيز، لـ"الأناضول"، أن "قوات الأمن ردت مباشرة على مصادر النيران التي جاءت من منطقة خاضعة لتنظيم داعش الإرهابي في سوريا، واستهدفت مخفراً حدودياً".
ولفت الوالي الانتباه إلى أن العسكريَّين المصابين نقلا إلى المستشفى، وأن حالتهما الصحية جيدة.
كما أفاد مراسل "الأناضول" أن القوات التركية ضربت أهدافاً في الجانب السوري من الحدود، عقب الحادث، "ما أدى إلى مقتل عنصر من داعش".
وفي وقت لاحق،توجه قائد اللواء المدرع الخامس في ولاية غازي عنتاب، العميد جمال الدين دوغان، إلى المنطقة التي تتواصل فيها الاشتباكات على الحدود جنوب تركيا.
وأبلغ مسؤول حكومي آخر "رويترز" بأن نحو نصف العربات المدرعة التي تحمي الحدود التركية منتشرة الآن على الجبهة السورية.
وقالت تقارير إعلامية تركية إن الاشتباكات قريبة من قرية إلبيلي - إلى الشرق من بلدة كيليس التركية - ومنطقة أرسلت إليها تركيا تعزيزات في الأسابيع الأخيرة.
وعزز الجيش التركي بالفعل الإجراءات الأمنية على طول الحدود خلال الأسابيع الماضية، مع احتدام القتال في سوريا بين مقاتلين أكراد ومتشددين تابعين لـ"داعش" وقوات الأمن السورية.
وفي سياق متصل، قُتل شرطي مرور في هجوم مسلح استهدفه مع زميل له في ولاية ديار بكر جنوب شرقي تركيا.
ووقع الهجوم في منطقة يني شهير، إذ كانا الشرطيان تانسو أيدن و علي قراهان في طريقهما لأحد الأحياء إثر تلقي بلاغ يفيد بوجود حادث، حيث تعرضا لاعتداء مسلح من قبل مجهول أو أكثر، ما أدى إلى إصابتهما.
وتوفي أيدن في مستشفى كلية الطب بجامعة دجلة، متأثرا بجروحه، فيما لا يزال زميله في حالة خطرة. هذا و بدأت فرق الأمن عملية تمشيط في المنطقة لإلقاء القبض على المشتبهين.
ومساء الخميس، أكدت الحكومة التركية، إصرارها على "مواصلة تطبيق كافة التدابير المتعلقة بحماية النظام العام، والأمن القومي، بكل حرص، والإسراع في تنفيذ بقية التدابير اللازمة في هذا الشأن".
جاء ذلك الاجتماع الأمني الخاص الذي ترأسه رئيس الحكومة أحمد داود أوغلو، اليوم، في العاصمة أنقرة، وحضره كبار المسؤولين الأتراك، بحسب بيان صادر عن رئاسة الوزراء التركية.
وأوضح البيان أن الاجتماع "تناول الهجمات التي تعرضت لها تركيا في الأيام الأخيرة، من قبل تنظيمي داعش، وبي كا كا الإرهابيين (حزب العمال الكردستاني)، بكافة أبعادها، حيث جرى إعادة النظر في التدابير المتخذة حيال الهجمات الشنيعة، التي تسببت في مقتل عدد كبير من مواطنينا المدنيين، واستشهاد عناصر أمنية".
وشارك في الاجتماع، نائبا رئيس الوزراء بولنت أرينتش، ويالجين أقدوغان، ووزيرا الدفاع عصمت يلماز، والداخلية صباح الدين أوزتورك، ورئيس الأركان نجدت أوزال، ورئيس جهاز الاستخبارات حقان فيدان.
كما حضر الاجتماع نائب رئيس الأركان يشار غولر، وقائد القوات البرية خلوصي أكار، وقائد الدرك عبدالله أطاي، وغيرهم من المعنيين.
ويأتي تبادل اطلاق النار غداة جلسة استثنائية للحكومة قررت تعزيز مكافحة "الجهاديين".
وقال المتحدث باسم الحكومة بولنت أرينتش "سيتم وضع نظام أمني على الحدود لمواجهة تهديد تنظيم الدولة الاسلامية"، مضيفاً في تصريح صحافي "سنمنع الإرهابيين من العبور ولكن عبور اللاجئين سيستمر".
وأفادت صحيفة "حرييت"، نقلاً عن مسؤولين أتراك أن الحكومة تفكر في نشر بالونات مراقبة على طول حدودها بطول 900 كيلومتر مع سوريا، ومضاعفة خط حواجزها لعرقلة تحرك "الجهاديين".
وفي تطور لافت في الموقف التركي ازاء محاربة تنظيم "داعش" الذي اتهمت أنقرة بدعمه وتسهيل تنقل عناصره بين سوريا وتركيا، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"، اليوم الخميس، عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية أن تركيا وافقت على السماح للجيش الأميركي بشن ضربات جوية ضد تنظيم "داعش" من قاعدة جوية أميركية في إنجرليك جنوب تركيا.
وذكرت وسائل إعلام محلية في تركيا أنه تم وضع اللمسات النهائية على الاتفاق في ساعة متأخرة من يوم الأربعاء، بينما قال البيت الأبيض إن الرئيسين الأميركي باراك أوباما والتركي رجب طيب إردوغان تحدثا هاتفياً يوم الأربعاء.
وبحث الرئيس الأميركي ونظيره التركي "تعاوناً مستمراً ويتكثف في المعركة ضد تنظيم الدولة الاسلامية وجهودهما المشتركة من اجل فرض الامن والاستقرار في العراق، وكذلك ايجاد حل سياسي للنزاع في سوريا".
وكان "حزب العمال الكردستاني" أعلن، الاربعاء، مسؤوليته عن اعدام شرطيين اثنين برصاصة في الرأس في منزلهما في جيلان بينار قرب الحدود مع سوريا.
وأقامت الحكومة التركية، التي توعدت بمكافحة تنظيم "داعش"، حفل تأبين الخميس للشرطيين، بينما أكد وزير الداخلية صباح الدين اوزتورك، خلاله، أن "لا احد سيغرق هذا البلد في الرعب باستخدام وسائل همجية ومروعة وكريهة".
وحرك هجوم "حزب العمال الكردستاني" الذي نُفذ "ردًا على مجزرة سوروتش" بحسب ما جاء في اعلان تبنيه، المخاوف من مخاطر اتساع رقعة القتال الجاري بين القوات الكردية و"الجهاديين" على الاراضي السورية وانتقاله الى الاراضي التركية المجاورة.
وفي هذا السياق اعلنت "حركة الشبيبة الوطنية الثورية" المقربة من "العمال الكردستاني"، على موقعها الالكتروني انها قتلت مساء الثلاثاء في اسطنبول رجلاً أكدت انتماءه لتنظيم "داعش"، مؤكدة في بيان أنها ستقوم بمحاسبة "قتلة سوروتش".
والهجوم الانتحاري الذي أوقع 32 قتيلاً ومئة جريح في سوروتش استهدف، قبيل ظهر الاثنين، حشدًا من الشباب المؤيدين للأكراد كانوا يريدون المشاركة في إعادة إعمار مدينة عين العرب (كوباني) الكردية السورية التي دمرت في معارك ضارية استمرت أربعة اشهر وانتصر فيها المقاتلون الأكراد السوريون في كانون الثاني على "الدولة الاسلامية".
وقالت صحيفة "ملييت"، الأربعاء، أحد محرريها المعروفين، قادري غورسيل، بعد تغريدة اوحى فيها بمسؤولية الرئيس رجب طيب اردوغان في الهجوم الانتحاري.
وكالات
إضافة تعليق جديد