اليمن: الهدنة الثالثة برعاية «التحالف»
بعدما عزَّز مكاسبه ميدانياً في عدن، بات «التحالف» الذي يقود حرباً على اليمن، جاهزاً لإعلان «هدنة إنسانية» موقتة ردَّها إلى طلب الرئيس عبد ربه منصور هادي، لإفساح المجال أمام توزيع المساعدات على المحتاجين، إلَّا أنَّ جماعة «أنصار الله» لم ترد على هذه المبادرة، بالرغم من تداول أنباء حول رفضها الهدنة السعودية.
ونفت جماعة «أنصار الله»، على لسان أحد قيادييها، ما جرى تداوله بشأن رفضها الهدنة الإنسانية التي أعلنها «التحالف». وقال قيادي في الجماعة، في حديث تلفزيوني، إنَّ «أنصار الله» لم تُصدر أيّ موقف، حتى الآن، بشأن الهدنة.
وفيما نُقل عن زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي رفضه، في تغريدة عبر «تويتر»، الهدنة الإنسانية التي يفترض أن تدخل حيِّز التنفيذ عند منتصف الليل، أكَّد القيادي في «أنصار الله» أنَّ الحوثي لا يملك أيّ حساب شخصي على الموقع المذكور.
وكُتب في تغريدة نشرت على حساب يحمل اسم عبد الملك الحوثي: «الهدنة المرفوضة التي طلبها العدوان السعودي تريد متنفساً لتحشد الدواعش والقاعدة في عدن لقمع الثوار». وأضاف أنَّ «المعركة مستمرة والحرب لم تنته»، مؤكداً أنَّ «طرد مرتزقة العدوان السعودي.. من اليمن أمر محتوم».
ومع دخول الحرب شهرها الخامس، أعلن «التحالف»، أمس الأول، «هدنة إنسانية» ابتداءً من منتصف ليل الأحد ـ الاثنين، استجابة لطلب الرئيس اليمني، المقيم في السعودية، عبد ربه منصور هادي، تتوقَّف خلالها الغارات بهدف تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان.
وجاء في بيان نشرته وكالة الانباء السعودية ـ «واس»، إن الهدنة ستبدأ في الساعة الصفر بالتوقيت المحلي و «تتوقف خلالها الأعمال العسكرية من قبل قوات التحالف، وفي حال استمرار قيام الميليشيات الحوثية والقوات الموالية لها بأيّ أعمال أو تحركات عسكرية في أي منطقة، فسوف يتم التصدي لها من قبل قوات التحالف».
وفي الرياض، استقبل هادي مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد احمد الشيخ. وأفاد مصدر مقرَّب من الرئيس بأنَّ اللقاء شمل «إيصال المساعدات الإنسانية في إطار الهدنة»، وأعاد التأكيد على أنَّ وقفاً دائماً لإطلاق النار في اليمن «مرتبط بتطبيق القرار 2216 الصادر عن مجلس الأمن الدولي حول اليمن» الذي ينصّ خصوصاً على انسحاب الجيش اليمني و «أنصار الله» من المدن التي يسيطرون عليها.
وكان ولد الشيخ أحمد قد أعلن، أمس الأول، أنَّه سيتوجه إلى الرياض لـ «مواصلة مشاوراته الحثيثة مع الحكومة والأطراف السياسية اليمنية، والدول الأعضاء في المنطقة، من أجل استطلاع إمكانية تنفيذ وقف شامل لإطلاق النار واستئناف العملية السياسية السلمية والشاملة».
وقبل ساعات من دخول الهدنة حيز التنفيذ، أعلنت الميليشيات الموالية لهادي أنَّها عزَّزت سيطرتها على مدينة عدن، بعدما شنَّت هجمات خلال الليل في دار سعد وجعولة والبساتين شمال المدينة، حيث تمكنت من السيطرة، وفق مصادر عسكرية، على البساتين وجعولة بعد معارك عنيفة استخدمت فيها مدرعات حصلت عليها من «التحالف». وقال سكان إن المسلحين استولوا كذلك على حي صبر شمال المدينة.
ولا تزال الاشتباكات متواصلة في محيط قاعدة العند العسكرية في لحج الجنوبية، في ظلّ سعي الميليشيات للسيطرة على أكبر قاعدة جوية في البلاد.
وفي صنعاء، انفجرت قنبلة أسفل حافلة ركاب، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة خمسة في منطقة دار سلم جنوب المدينة.
وقد أُعلنت الهدنة غداة مقتل 80 مدنياً في غارة شنَّها «التحالف» في مدينة مخا (جنوب غرب) في تعز، أمس الأول، وخلفت أكثر من 150 جريحاً.
وكانت وكالة «سبأ» قد أوردت أنَّ الغارة على تعز أوقعت 55 قتيلاً، لكنَّها قالت إن عدد الضحايا في ارتفاع.
وفي ميناء الحديدة المطل على البحر الأحمر، قالت «سبأ» إنَّه تمّ إبطال مفعول قنبلة كانت مزروعة في شاحنة صهريج في طريقها إلى بعض المنشآت النفطية، فيما يجري التحقيق في هذه الواقعة.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد