كيف يرى صحافيو سوريا "عيدهم" في عيدهم؟
مرت سنوات الحرب السورية الخمس على المواطن السوري وكأنها 50 عاماً ، دخل فيها الحزن إلى كل بيت ، واستوطن فيه ، وحارب المواطن السوري على أكثر من جبهة ، بدءا من جبهة البحث عن لقمة العيش ، ولا انتهاء بجبهة " الأيديولوجيا " ، وبين هذا وذاك ، مواطنون سوريون وجدوا أنفسهم ، بحكم طبيعة عملهم أمام جبهة أخرى ، قد تكون الأخطر ، جبهة تشكيل الوعي .
صحافيو سوريا بشكل أو بآخر ، وجدوا أنفسهم أمام تحد ، وجودي ربما ، لا يتعلق بكونهم مواطنين سوريين ينتمون إلى الدولة السورية فحسب ، بل بكون الحمل الملقى على عاتقهم ، ليس مجرد نقل الخبر في بلد يحترق هو بلدهم .
انتهزنا فرصة " عيد الصحافة السورية " ، لاستطلاع راي الزملاء ، ونقل ارائهم ، حول المهنة وهمومها ، والعيد ، وهم الذين لطالموا نقلوا اراء غيرهم ، وقدموها للجمهور .
لم يكن انتقاء الزملاء " عشوائيا " لاستطلاع ارائهم ، هم زملاء متعددي التوجهات ، والرؤى ، والمؤسسات التي ينتمون إليها ، وذلك ما انعكس من خلال ارائهم ، والتي نقدمها كما وردت :
الزميل نبيل صالح - رئيس تحرير موقع " الجمل بما حمل "
عيد الصحافة بالنسبة للإعلامي السوري مثل عيد الأب، لا أحد يحفل أو يحتفل به..فمنذ ثورة البعث الفلاحية وحتى الفورة السلفية في سورية ومهنة الصحافة في أدنى سلم المهن عندنا..
فالصحفي لا الحكومة تحبه ولا الناس تصدقه ولانقابة الصحفيين تحفل به، ومع ذلك مازال الكثير من المغامرين يلقون بحياتهم في أتون الصحافة معتقدين أنهم بقليل من الحبر وكثير من الصراخ سوف يصلحون ذيل الأمة الأعوج.. لولا أن الصحفي الجيد يجثم فوق قلمه جيش من الرقباء الخبثاء: رئيس القسم فمدير التحرير فرئيسه يلي رقابة الوزارة فالأجهزة..الأمنية فالرقابة الدينية، حيث يغدو الصحفي مكبلا بقيود في يديه ولسانه وعينيه، ومع ذلك يجب أن يرقص ببراعة تعجب الجمهور ؟!
لقد كان دور الصحفي تنويريا في سابق الأيام ، فقبل أن تظهر كلية الإعلام كان الكتاب يرفدون ساحات الإعلام، وكانوا يتميزون بأعمدتهم اليومية التي تمزج بين الأدب والسياسة والفن والسخرية، بينما تحول غالبية صحفيي اليوم إلى صيادي خبر وبات الفرق بينهم كالفرق بين أنواع كلاب الصيد وسرعتهم باصطياد الخبر، وبسبب العجلة وضحالة الثقافة لم يظهر بين الجيل الجديد كاتب عمود مشهور يهتدي به الجمهور..
وفي النهاية نعود إلى البداية:لكي يتحقق عيد الصحافة السورية يجب أن يتوفر للصحفي: الحماية والإحترام والمصداقية والعيش الكريم، وهذي أشياء غير متوفرة لنا اليوم ، ولكن من أجل دماء كل الزملاء والأصدقاء الذين ضحوا بأرواحهم يجب أن نبدأ بتحقيق ذلك اعتمادا على مبدأ: عش عزيزا أو مت وأنت كريم..
الزميل الياس مراد - رئيس اتحاد الصحفيين السوريين
التحية لجميع العاملين في مهنة الكرامة والشرف مهنة الصحافة والاعلام في سورية، نرى كم كان دور الاعلام السوري مهما في هذه المعركة. وكم كان لحضوركم وعملكم من تاثير في كشف الحقيقة وفضح التزوير .. معركتنا طويلة واعداؤنا يستثمرون في اﻻعلام ...لكننا سننتصر ﻻننا ندافع عن قضية عادلة والى جانبنا اصدقاء اوفياء لهم كل التقدير.
وكم كان لدماء الشهداء من تحفيز و تأثير في استمرار مسيرة التحدي ومتابعة المهام الوطنية الى جانب باقي قطاعات المجتمع . وفي المقدمة قواتنا المسلحة الباسلة..
مسؤوليتنا تكبر اﻻن.. وبخاصة في اطار ما حدده لنا السيد رئيس الجمهورية في خطابه امام ممثلي المنظمات الشعبية والنقابات قبل اسابيع... حيث دعانا الى ضرورة العودة لاستخدام المصطلحات الوطنية في خطابنا الاعلامي ..ونبذ الحديث في كل ما يفرق..
الزميل علي حسون : رئيس تحرير جريدة بلدنا سابقا وموقعها الإلكتروني حاليا
أعتقد أن يوم الصحافة السورية هو مناسبة للتفكر والتدقيق فيما آل إليه وضع الصحافة السورية والبحث عن حالة المراوحة أو التراجع الذي تمر فيه. نحن اليوم نعيش أزمة حقيقية في صحافتنا المحلية في ظل حالة حادة من الاستقطاب لم تشهدها الصحافة السورية في تاريخها، حالة تطيح بالمصداقية والمهنية وبشرف المهنة لمصلحة الولاءات والتخوين والإلغاء، إلغاء لكل آخر مختلف سياسيا .
اعتقد انه يصح القول أن شعار المرحلة الحالية ، اكذب .. اكذب.. اكذب حتى يصدقك من يوافقونك ويتوافقون معك سياسيا ، للأسف الصحافة اليوم ، مهنة من لا مهنة له ولا ضوابط أو قواعد أخلاقية أو مهنية.
لا شك أن هناك الكثير من المبدعين في الصحافة السورية لكن ذلك لا يصنع صحافة محترمة وذات مصداقية والسبب بنيوي، بدءا بقانون المطبوعات الذي برغم التعديلات، إلا انه ما يزال يقيد الصحفي ويحد من ابداعاته مرورا باتحاد الصحفيين الذي مازال يعمل وفق عقلية عفا عليها الزمن وصولا إلى مؤسسات إعلامية لم تستطع رغم المحنة الخروج من ردائها أو رداءتها .
أخيرا لابد من القول أن مواقع التواصل الاجتماعي أضافت تحديا جديدا على الصحافة والصحفي السوريين ما يتطلب اجتهادا أكبر لانتزاع حيز مهم في هذا الدفق المعلوماتي الهائل.
الزميلة مرح ماشي - جريدة الأخبار اللبنانية
تحتكر الصحافة كل الأيام.. وتسطو على كل الأعياد. في كل يوم تصادف خسارة أحد الزملاء.. تصادف ذكرى ليوم كئيب سرق من الصحافة حرّاس نزاهتها وضيع ميزان هيكلها. وعندما نحدد الصحافة بيوم واحد.. فهو سيكون حكماً استذكاراً لما قدّمتْه الصحافة الحقّة وأهلها من أجل البلاد وقضيتها.
في الحروب تعدّ الأوطان خسائرها من أبنائها.. وتُحصي الصحافة من فقدتهم من جنود الحقيقة. وفي يوم الصحافة أجد نفسي وقد نسيت الموعد، إذ إن الصحافة ورطة لذيذة ورحلة طويلة تجعلني مفتونة في مهنة المتاعب.. في كل الأيام. الخلود لشهداء الحقيقة.. أبناء المهنة.
تفتقد الصحافة السورية صون حرية التعبير، إذ لا تعتبر المهنة امتيازاً ولا حقوق مكفولة لأصحابها.. ولهذا فإن الصحافي السوري هو فدائي على جبهتين.. على أمل أن ينال ما يستحق من حقوق.
الزميل كيفورك ألماسيان - صحافي ومحلل سياسي
أثبتت الحرب الشرسة على سوريا، أن للصحفيين والإعلاميين السوريين دورا مكمِّلا لجهود جنود الجيش السوري في الحرب ضد الإرهاب. تصدرت الحرب النفسية وحرب المعلومات العوامل الحاسمة لنتيجة كل معركة.
يقول المنظر العسكري ليدل هارت "في معظم الحملات العسكرية، كانت زعزعة التوازن النفسي والجسدي للعدو في مقدمة الأسباب الحيوية لنجاح اسقاطه" لذلك نرى الصحفي والمراسل السوري وقد انخرط إلى جانب زملائه في الجيش للدفاع عن البلد بالقلم والصورة، مقدمين أرواحهم قرباناً من أجل حضارة سوريا المدنية في مواجهة حضارة الرمال.
تحية للصحفي السوري في عيده، وألف تحية للجنود المرابطين على الجبهات، بدونهم لما بقيت سوريا بل أصبحت واحة للإرهاب وأمراء البترودولار .
الزميل كامل صقر - صحيفة القدس العربي
في عيد الصحفيين يكتب الصحفيون السوريون لحظات بلادهم ويومياتها بالدم والخطر والخوف... يكتبون سيرة سورية الممهورة بالقلق على مستقبل بلادهم. في سورية يختلط الدم بالحبر... ويختلط الدمار بألوان الكاميرا.. والألم بأثير الإذاعة.
في سورية يجري الصحفيون وراء خبر منزوع من فم الخطر؛ وراء صورة مسروقة من قلب الحدث الدامي... وراء لقطة لا تتكرر الا في سورية. للصحفيين السوريين التحية ولجهدهم الاحترام؛ كثيرون لايعلمون كيف يجري الصحفيون السوريون او بعضهم او معظمهم وراء خبر هنا وقصة هناك وكم يعانون لتقديم المعلومة للجميع.
هي مهنة المتاعب وصاحبة الجلالة تستحق كل معاناة واجتهاد. ربما لم يهنئهم أحد ولم يكتب لأجلهم أحد؛ لكن تكريمهم وتهنأتهم في قيامة سورية وانتصارها وبقائها واحدة موحدة.
الزميل علي الكنج - مراسل قناة سما
كل عام وكل صحفي على هذه الأرض الطاهرة أرض سورية بألف خير، هذه الأرض التي ارتوت بدماء العديد من زملائنا الذين قدموا أرواحهم فداء لها.
نتمنى في عيدنا الذي علمت موعده منكم أن يعطى إعلامنا حقه بأن يتمتع بالحصانة الحقيقية والحرية الحقيقية وليست تلك المسجلة على الأوراق ... هذا أملنا وحمى الله أرضنا المقدسة.
الزميلة افرورا عيسى - رئيسة فرع الاعلام الحربي - مركز حماة
الصحفي في بلادي منبر الحق وناقل للحقيقة ومدافع عنهما حتى انه يفديهما بدمائه كما فعلت أميرة الشهداء يارا عباس ونبض الشارع ثائر العجلاني بالإضافة للإعلامي محمد السعيد وغيرهم . وهو معرض للخطر في إي وقت وأي مكان كما حدث مع الزملاء كريم الشيباني وربيع ديبة وجعفر يونس وعبدو زمام وأوس حسن وغيرهم .
والصحفي السوري في هذه الأزمة اثبت انه قادر على الحرب بالمايك والكاميرا، رغم كل الظروف ورغم إرهاب المجموعات المسلحة التي تجعل من أي صحفي هدف لرصاصها . وبالرغم من كل المخاطر وقلة الإمكانيات كان للصحافة السورية دورها الفاعل في نقل وقائع هذه الحرب لتبقى الكلمة والصورة كالرصاصة وتوازيها بالقوة، سنبقى مستمرين بالعمل لأجل سورية حتى النصر القريب بإذن الله.
الزميل سركيس قصارجيان - صحافي ومحلل سياسي
في عيد الصحافة السورية جل ما نتمناه نحن الصحافيون السوريون اعادة احياء منابرنا الاعلامية وخاصة في الصحافة الورقية التي تعيش اسوأ أيامها عبر التاريخ، ما أدى وكنتيجة طبيعية إلى اتجاه الكاتب والقارئ السوري نحو صحافة دول الجوار، التي تحولت، بهدف ارضاء قرائها، إلى ناقل للحدث السوري الداخلي بأدق جزئياته.
كل عام وصحافيينا بألف خير رغم كل ما يعانونه من شبه انعدام في الوسائل والوسائط. ولنتذكر دوما أنه بالصحافة الحرة ترتقي المجتمعات وتبنى الأوطان.
الزميل محمد الخضر - قناة الميادين
لم يكن الصحفيون السوريون يهتمون لعيد الصحافة قبل خمس سنوات كما يفعلون اليوم ومنذ بدء الأزمة في بلادهم .. سنوات تجاوز الصحفي السوري إمكاناته البسيطة ليتحول ناقلاً للواقع من جبهات القتال المترامية الأطراف الى العالم المشغول بنقل أحادي الجانب للحدث السوري ..
نقل الصحفيون الوقائع من جبهات الحرب الساخنة من الأزقة والشوارع من مواقع التفجيرات وقذائف الهاون .. نقلوا وجع الناس نزوحهم عن بيوتهم مراراتهم تهجيرهم ..فتحولوا الى صانعي حدث بالفعل بعد غياب وضعف طالما وصف به الصحفيون السوريون والاعلام السوري عموما ..
الصحفيون السوريون قدموا عشرات الشهداء في ميادين الحرب ..تحولت سورية الى اخطر مكان لعمل الصحفيين في العالم .. لم يكن ذلك تقييم سوري بل تقييم أهم المؤسسات الاعلامية في العالم ..لكنها ظروف، كلما كانت قاسية، شكلت محكا حقيقيا لكثير من الاعلاميين السوريين ليبرزوا قدراتهم وإمكاناتهم في نقل الحقيقة .
شذى بدّور
الخبر
إضافة تعليق جديد