اليمن: الغزو البرّي للقضاء على النفوذ الإيراني!
يهدف الغزو البرّي لليمن إلى «القضاء على النفوذ الإيراني»، هذا ما أعلنه أخيراً وزير خارجية البحرين الذي حدَّد أولويات هذه الحرب. إلَّا أنَّ الأولويات هذه، تستبعد من قائمتها استهداف تنظيم «القاعدة» الذي عزَّز نفوذه مع بدء «عاصفة الحزم»، لتركّز حصراً على قتال الجيش اليمني و «أنصار الله».
لا تعتبر هذه التصريحات جديدة، لأنَّ الرئيس اليمني الفار عبد ربه منصور هادي كان قد أشار، في نهاية آب الماضي، إلى أنَّ هدف «التحالف» السعودي بات «إيقاف التوسع الإيراني في المنطقة»، غير أنَّ الجديد هو أنْ يصدر هذا الإعلان عن أحد أجنحة هذا «التحالف».
وفي مقابلة مع صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية، يوم أمس، قال وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة أنَّه يؤيّد عمليّة بريّة في اليمن: «علينا أن نكون حاضرين على الأرض لتطبيق قرار الأمم المتحدة الرقم 2216، وإعادة السلطة الشرعية»، مضيفاً «يجب علينا أن نكون متأكّدين من القضاء بالكامل على النفوذ الإيراني ونفوذ حلفائهم الحوثيين».
وفيما اعتبر أنَّه «لا يمكننا الاستمرار في التعرّض لهجمات صاروخيَّة»، أكَّد الوزير البحريني أنَّ عمليات القصف الجوّي التي نقوم بها تؤدي إلى ما وصفه بـ «أضرار بشريّة جانبيّة».
وبدا الوزير البحريني مشككاً في استقرار إقليميّ أكبر بعد توقيع الاتفاق النووي مع إيران في 14 تموز الماضي. وقال في هذا الإطار، إنَّ هذا الاتفاق «لن يؤمّن الاستقرار لأنَّه لا يتناول سوى النووي». وأضاف «منذ توقيعه، لم يتغيَّر الدعم الإيراني للإرهاب. واكتشفنا مؤخراً أنَّ المتفجّرات التي قتلت أحد شرطيينا جاءت من إيران»، مشيراً إلى أنَّه يجري تقاسم «هذه المعلومات مع حلفائنا الأميركيين والفرنسيين».
وفي تصريح لافت، اعتبر أنَّ تنظيم «القاعدة» الذي يتمتع بنفوذ كبير في اليمن، يبقى هدفاً لـ «التحالف»، وإنْ كانت مكافحة هذا التنظيم ليست أولويّة في الوقت الراهن. وقال إنَّ «القاعدة هدفٌ شرعيّ لأنَّه عدوّ لليمن. إذا لم يستهدف هؤلاء الناشطون حالياً، فهذا لا يعني أنَّ ذلك لن يتمّ عندما يحين الوقت».
ميدانياً، أفادت مصادر المسلحين الموالين لهادي في محافظة الجوف شمال اليمن، بوصول أسلحة ثقيلة و»نوعية» إلى معسكر جديد أٌطلق عليه معسكر «النصر» استحدثته قوات «التحالف» مؤخراً، استعداداً لخوض ما سمَّاها بـ «معارك تحرير محافظة الجوف».
في هذه الأثناء، أعادت قيادة «التحالف» توزيع قوَّاتها المتواجدة في محافظة مأرب، ونشرتها في ثلاثة محاور استعداداً لبدء معارك بريَّة من تلك المحاور للهجوم على المناطق التي يسيطر عليها الجيش اليمني و «أنصار الله»، وفقاً لمصدر عسكري موالٍ تحدَّث إلى «بي بي سي».
وفي محافظة تعز، أفاد المسلحون عن وصول إمدادات عسكرية مكوّنة من ذخائر ومضادات دروع ورشاشات ثقيلة حديثة إلى المسلحين الموالين لهادي بواسطة طائرات نقل عسكريّة سعوديّة أوصلت تلك الإمدادات عبر الإنزال المظلي. وتزامن ذلك مع اقتراب سفن حربية تابعة لـ «التحالف» من ميناء المدينة التابعة إدارياً لمحافظة تعز، بالتزامن مع تحليق للمقاتلات الحربية في سماء المدينة، بحسب مصادر عسكرية يمنية موجودة في مدينة المخا غرب اليمن.
وقتل ثمانية مدنيين في غارة شنَّها «التحالف» مساء أمس الأول، في محيط بلدة بيحان على الحدود بين محافظتي مأرب وشبوة.
وقال مسؤول محلي إنَّ عمليات القصف هذه أصابت مركزاً لمربِّي النحل، ما أدى إلى مقتل «ستة من هؤلاء ومدنيين اثنين آخرين».
وقصفت طائرات «التحالف» أهدافاً في أنحاء العاصمة صنعاء، في ما وصفه شهود بأنَّه أعنف هجوم على المدينة خلال الحرب.
واستهدفت الغارات منازل قياديين سياسيين في جماعة «أنصار الله» وقواعد عسكرية، ما أدى إلى مقتل 18 مدنياً.
إلى ذلك، قتل جندي سعودي عندما تعرّض مركز لحرس الحدود في منطقة جيزان جنوب المملكة، يوم أمس، لإطلاق نار كثيف من داخل الأراضي اليمنية، بحسب ما أفادت وزارة الداخلية السعودية.
(«السفير»، رويترز، أ ف ب)
إضافة تعليق جديد