القنيطرة: الجيش يسيطر على السرية الرابعة
«الجسر الصغير» هو معنى اسم القنيطرة. رمزية موقعها بين سوريا والأردن وفلسطين ولبنان. فوق هذا الجسر تدور المعارك بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة، كما تأخذ المعارك في جنوب سوريا منحى آخر بسبب دخول العامل الإسرائيلي فيها مباشرة، لتصبح الأوضاع الميدانية في حالة مد وجزر في السيطرة على المناطق والتلال والقطع العسكرية.
وأطلقت المجموعات المسلحة في جنوب سوريا معركة في عيد الأضحى الماضي تحت عنوان «وبشِّر الصابرين»، بهدف السيطرة على مدينة البعث في القنيطرة لفتح الطريق أمام المسلحين للوصول إلى ريف دمشق الغربي، في امتداد من الحدود الأردنية والجولان السوري المحتل نحو العاصمة. وتمكنت المجموعات المسلحة بعد إطلاقها المعركة من السيطرة على عدة نقاط مثل تل الأحمر والسرية الرابعة، ومن الأهداف الأساسية السيطرة على «اللواء 90» في القنيطرة بالإضافة للوصول إلى الريف الدمشقي.
وفي الفترة الأخيرة بدأت وحدات الجيش السوري بالتعاون مع المقاومة اللبنانية باستعادة تلك النقاط. ويتحدث مصدر ميداني عن المعارك في منطقة حضر موضحاً «بدأت المعارك في حضر بداية الصيف، وهي في منطقة وسطى بين القنيطرة وريف دمشق، ما يجعلها قريبة من مناطق سيطرة المسلحين في الغوطة الغربية من جهة، وفي مواجهة مع العدو الإسرائيلي من جهة ثانية، إضافة إلى امتدادها الجغرافي غرباً نحو مزارع شبعا اللبنانية». ويضيف «تتواجد مجموعات مسلحة في قرى ريف دمشق الغربي، مثل بيت جن وبيت سابر، وهي قريبة من قطنا وخان الشيح وأوتوستراد السلام. وتسعى المجموعات المسلحة لفك الحصار عن هذه القرى من جهة جباتا والقنيطرة، بالإضافة إلى مؤازرات من درعا، لنقل المعارك إلى أطراف العاصمة».
ويشير المصدر إلى سيطرة المسلحين في بداية المعارك على تل الأحمر والسرية الرابعة وتل قبع ومزارع الأمل. وكانت آخر نقطة تمت السيطرة عليها هي تل قبع، ليتم بعدها تنفيذ هجوم معاكس عليهم من الجيش السوري وأبناء القرى المجاورة، ويتم استعادة جميع النقاط، وكان آخرها السرية الرابعة.
وفتحت سيطرة الجيش السوري على مزارع الأمل والحاجز الطريق نحو التلال الحمر، فبدأت عملية التقدم نحوها. وتعتبر السيطرة على التلال الحمر نقطة مهمة في عمليات الجيش السوري، كونها تعد من أعلى المناطق جغرافياً، وهي الواقعة في الريف الشمالي للقنيطرة، لتصبح السرية الرابعة الواقعة على طريق حضر تحت السيطرة النارية، لتبدأ الوحدات العسكرية بعملية اقتحام لها والسيطرة عليها كاملة قبل يومين.
يوضح المصدر الميداني دور الاحتلال الإسرائيلي في المعارك الأخيرة، وخاصة بسبب قربها من الجولان المحتل. ويقول «لإسرائيل دور في العمليات، من معالجة الجرحى في المستشفيات داخل المستوطنات، والتشويش على الأجهزة اللاسلكية للجيش السوري، والتدخل المباشر كما حصل مع السرية الرابعة، حين عجزت المجموعات المسلحة عن السيطرة عليها قام الطيران الإسرائيلي باستهدافها. إنه جاهز دائماً لتقديم الدعم للمسلحين، وخاصة عن طريق القصف الصاروخي باتجاه وحدات الجيش السوري والمقاومة اللبنانية ولجان الدفاع الشعبي، وهو يسمح بإدخال آليات ثقيلة بالقرب من الحدود، وقصف أي عملية دعم وإمداد عسكري للمنطقة».
ويعد «اللواء 90» في القنيطرة من أهم وأكبر القطع العسكرية، كونه في مواجهة مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي، ولهذا فإن إسرائيل تعطي أهمية كبيرة لتدميره والسيطرة عليه من قبل المسلحين، إضافة لمحاولة تلك المجموعات الاستفادة من معداته العسكرية من جهة، والتحصينات المنتشرة على كامل المنطقة من جهة ثانية، وهي التحصينات التي تم الإعداد لها والموجودة تحت الأرض للاختباء من القصف الجوي.
وقد قام «جيش الإسلام ـ القطاع الجنوبي» بتقسيم معركة «وبشِّر الصابرين» إلى مراحل، الهدف منها كما أعلن الوصول إلى الغوطة الغربية، فاستطاع إنجاز ثلاث مراحل، الأولى السيطرة على سرية طنجة، والثانية تل الأحمر، والثالثة تل القبع. ومع استعادة الجيش السوري للنقاط تكون المراحل السابقة «لجيش الإسلام» عادت إلى البداية من دون تحقيق الإنجاز الكامل الذي أعلنته. مع التذكير بأنها ليست المعركة الأولى التي تطلقها المجموعات المسلحة باتجاه القنيطرة و «اللواء 90»، فقد أُعلن في تموز العام 2014 عن معركة «»والشمس وضحاها» التي كانت تهدف السيطرة على المنطقة الوسطى في محافظة القنيطرة.
وسام عبد الله
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد