واشنطن: قوات خاصة إلى سوريا
أكد البيت الأبيض، أمس، أن الإستراتيجية الأميركية في سوريا «لم تتغير»، رغم قرار إرسال عدد محدود من القوات الخاصة على الأرض، وذلك في تغير لإستراتيجية الرئيس باراك أوباما الذي كان يرفض إرسال جنود إلى سوريا.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست «إستراتيجيتنا في سوريا لم تتغير»، مشيرا إلى أن العسكريين الذين سيرسلون إلى هذا البلد «اقل من خمسين عنصرا»، ولن يقوموا «بمهمة قتالية». وأضاف ان «صلب إستراتيجيتنا العسكرية في سوريا هو تعزيز قدرات القوات المحلية لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية على الأرض، في بلدهم».
ولم يستبعد أرنست احتمال زيادة هذا العدد في المستقبل. وقال «لا أريد أن أتنبأ بالمستقبل». وأضاف «من الواضح أن هؤلاء العسكريين سيواجهون مجازفات فعلية»، مؤكدا أنهم «سيجهزون من اجل الدفاع عن أنفسهم».
وحول الفترة التي سيبقون فيها داخل سوريا لم يقدم المتحدث باسم البيت الأبيض ردا واضحا. وقال «لا اعتبر هذه المهمة دائمة»، مضيفا انه ليس بإمكانه تحديد موعد لعودة هؤلاء العسكريين الأميركيين إلى الولايات المتحدة.
وأكد ارنست أن أوباما لا يفكر في حملة برية طويلة الأمد للقوات الأميركية في العراق وسوريا.
وكان مسؤولون أميركيون أكدوا أن القوات لن تشارك في القتال على الخطوط الأمامية، لكنها ستقدم المشورة والمساعدة للمعارضة «المعتدلة». وقال مسؤول إن الدور الأساسي للقوات سيكون «لوجستيا» لضمان وصول الأسلحة والإمدادات الأخرى إلى الجماعات «المعتدلة» التي تدعمها الولايات المتحدة.
وقال مصدر رفيع المستوى في الكونغرس إنه وبالتزامن مع الإستراتيجية الجديدة للمساعدة في القتال ضد «داعش» في سوريا، سيتم نشر قوات خاصة في إربيل بشمال العراق و «تكثيف» التعاون مع العراقيين في عملية استعادة الرمادي وتوسيع نطاق الدعم الأمني للأردن ولبنان. وأوضح أن المساعدات الموسعة إلى الأردن ولبنان ستشمل مساعدة مخابراتية وتوسيع نطاق الضربات الجوية الأردنية ضد «داعش».
وقال مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية إن أوباما وافق على نشر طائرات «ايه 10» و «إف 15» في قاعدة انجيرليك في تركيا لدعم المعركة ضد التنظيم.
وانتقد النائب الجمهوري كيفن مكارثي قرار أوباما إرسال قوات إلى سوريا، ووصفه بأنه «خطوة تكتيكية في غياب إستراتيجية شاملة».
وقال، في بيان، «ما قصَّر الرئيس في القيام به هو الرد المناسب على زيادة التعاون بين روسيا وإيران في سوريا. الرئيس يكافئ إيران وروسيا بقبول مشاركتهما حول طاولة التفاوض».
واعتبر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إنه لا يمكن لأي دولة استخدام القوة العسكرية في سوريا من دون أن تحصل أولا على موافقة الحكومة السورية.
وقال ريابكوف، رداً على سؤال عن احتمال أن تشن الولايات المتحدة عملية برية في سوريا، «مسألة استخدام القوة العسكرية بأي شكل، من دون موافقة دمشق، غير مقبولة بالنسبة لنا».
وكان مدير الاستخبارات الأميركية جيمس كلابر اعتبر، في مقابلة مع شبكة «سي ان ان»، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يملك إستراتيجية على المدى الطويل في سوريا وانه «يرتجل» قراراته فيها يوما بعد يوم.
وقال كلابر «أتساءل شخصيا عما إذا كانت لديه إستراتيجية طويلة الأمد، أو إذا كان يبني موقفه بناء على التطورات يوما بيوم».
وعما إذا كان بوتين يمتلك خطة حيال سوريا، قال كلابر «لست متأكدا من أن لديه واحدة». وأضاف «اعتقد انه يرتجل يوما بيوم»، معتبرا أن بوتين «مندفع في قراراته وانتهازي».
وكالات
إضافة تعليق جديد