غسان بن جدو: إسكات «الميادين» خط أحمر
عقدت قناة «الميادين»مؤتمراً صحافياً بالأمس، تحدث خلاله رئيس مجلس إدارتها الإعلامي غسان بن جدو حول قضية وقف بثها عبر القمر الصناعي «عرب سات»، والضغوط التي تمارسها الشركة المشغّلة للقمر على لبنان، لإقفال القناة. وكانت «الميادين» تلقت كتاب إنذار من إدارة الشركة المذكورة، على خلفية تعليق لضيف إيراني حول كارثة التدافع في منى، خلال حلقة تلفزيونية بُثَّت في أيلول الماضي.
تضامناً مع «الميادين»، اكتظت صالة فندق «كورال بيتش» (بئر حسن) بأهل الصحافة والإعلام والسياسة الذين لبّوا دعوة القناة، دفاعاً عن مبدأ حرية التعبير، ورفضاً لسياسة الحصار على أيّ صوت إعلامي مغاير.
منذ انطلاقتها قبل نحو ثلاث سنوات، لم تعقد القناة مؤتمرات صحافيّة للحديث عمّا تتعرّض له من تضييق. هذه المرّة هي الأولى التي يكسر فيها بن جدّو صمته، ويطلق صرخة دفاع عن حقوق المحطّة التلفزيونيّة التي حقّقت انتشاراً واسعاً في وقت قصير. فنّد الإعلامي الاتهامات الموجّهة للقناة التي أسّسها، من دون أن يلجأ إلى لغة استفزازية. فتساءل لماذا يتزامن قرار «عرب سات» مع فتح القناة هواءها لدعم الانتفاضة في فلسطين، معلناً أنّ «هناك جهة عربية تتعامل مع شركة إنتاج في أوروبا وأميركا، تتولى مهمة التشهير بالقناة». وأكدّ أنّ «القناة تعاملت مع قرار عرب سات بهدوء، ومن دون انفعال، وقامت بالرد عبر محاميها، رغم أن الأولى تتمسك برأيها بأن التصريح الإيراني يناقض ميثاق الدول العربية».
لم يخفِ بن جدّو أنّ «الميادين» كانت تتعرّض للهجوم منذ انطلاقتها، لكنّها لم تُثِر أيّ ضجّة إعلاميّة، لأنّ «مسار القناة في التعاطي مع الأزمات لا يهدف إلى الترويج لها بل لخدمة الرأي العام العربي».
وأعلن بن جدو للمرة الأولى، أنّ «وزير إعلام إحدى الدول العربية اقتحم برفقة بلطجية مكتب «الميادين» لإقفاله، كما أقفلت مكاتبها في دول أخرى، ولم نخرُج بالموضوع إلى العلن». وبالطبع لم ينسَ حملة التشويش التي تعرّضت لها القناة منذ فترة، مؤكداً أنه على علم بالجهة التي تقف وراء ذلك. وكشف عن دراسة أجرتها إحدى الدول الكبرى لرصد الفضاء العربي و «أثبتت أن موقع القناة متقدّم بالنسبة للمشهد العربي».
وفي ما يتعلّق بقرار «عرب سات»، والتهويل بفسخ التعاقد مع الدولة اللبنانيّة إن لم تضيّق على «الميادين»، أكّد بن جدو أن إدارة القناة تطلب من المحاورين ترك الضيوف للتعبير عن آرائهم بحرية. وعرض خلال المؤتمر مقتطفات من حلقات تلفزيونيّة لضيوف معارضين هاجموا سوريا وإيران وحزب الله.
ورغم الاتهامات الموجّهة للقناة بمخالفة شروط التعاقد مع «عرب سات»، أكّد بن جدّو حرصه على التعامل مع الشركة، داعياً إياها إلى «عقد اجتماع لحلّ هذه القضية». وأعرب عن استغرابه من «الضغوط التي تمارسها الشركة على الحكومة اللبنانية، رغم قدرتها على إقفال «الميادين» بكبسة زر»، ليشدّد على أن «إسكات الميادين وإخراجها من لبنان خط أحمر»، وأنّ «القناة تملك إمكانيات تقنية تضمن استمرارية بثّها».
وتوقف عند تعاطي الحكومة اللبنانية مع القرار، لافتاً إلى أنه لم يتصل بأي مسؤول، تفادياً لإحراجهم، إلّا أنّ «وزير الإعلام رمزي جريج أكّد له تكليف لجنة مختصة لمتابعة الأمر».
وفي ختام المؤتمر الصحافي، توجّه بن جدو إلى أسرة «الميادين»، وطمأنهم بأنّ قرار «عرب سات» لا يهدّد مصير القناة، قائلاً إنّ «هذه معركة من المعارك».
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد