تحديد موعد ضرب إيران في نيسان
الجمل: نقلت وكالة شينخوا الصينية تحت عنوان تقرير خاص معلومات تفيد بان الضربة العسكرية ضد إيران قد تحدث قبل حلول شهر نيسان القادم، كذلك أشارك وكالة شينخوا الصينية إلى أن الضربة الأمريكية الموجهة ضد إيران، سوف يكون مصدرها انطلاقاً من البوارج والسفن العسكرية الأمريكية الضخمة المحتشدة حالياً في مياه كل من الخليج العربي وبحر العرب.
كذلك يقول تقرير الوكالة بأن شبكات الدفاع الصاروخي الموجودة في الأساطيل الأمريكية سوف تقوم باعتراض الهجمات الصاروخية الإيرانية الانتقامية المتوقعة بالنسبة للمؤشرات السياسية المتعلقة بالضربة يحدد تقرير الوكالة الآتي:
• أعلن جورج بوش استراتيجية الإدارة الأمريكية إزاء العراق، والتي لم يعلن فيها عن أية رغبة للتفاهم والتعاون مع إيران وسوريا، بل وبعكس كل التوقعات قام بتهديد إيران وسوريا.
• عقد الرئيس بوش اجتماعاً في البيت الأبيض الأمريكي ضم نائبه ديك تشيني، وروبرت غاتز وزير الدفاع الأمريكي، وكوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية، وكان الاجتماع مخصصاً لمناقشة تفاصيل خطة الهجوم على إيران، والجدول الزمني الخاصة بتنفيذها دقيقة بدقيقة.
• أطلق ديك تشيني المزيد من التصريحات التي تلقي الضوء على التهديد الذي تمثله إيران ضد السعودية وبقية بلدان الخليج.
• تم إطلاع توني بلير رئيس الوزراء البريطاني والذي كان رأيه أنه من الضروري قيام أمريكا باتخاذ الإجراءات الحاسمة ضد إيران وسوريا قبل حلول شهر نيسان 2007، وكذلك لأنه الشهر الأخير له في منصب رئاسة الوزراء.
• الاعتداء على إيران لن يكون على المنشآت النووية بل أجمع المشتركون في الاجتماع على ضرورة أن يتم توسيع العدوان بحيث يتم ضرب المنشآت النفطية والصناعية الإيرانية.
• الحشد العسكري الأمريكي في منطقة الخليج وبحر العرب سوف يكتمل في نهاية شهر شباط الحالي.
• خبراء الاستراتيجية في الإدارة الأمريكية، المنتمين إلى جماعة المحافظين الجدد، شددوا في التوصيات والاستشارات التي قدموها للإدارة الأمريكية، على الزعم بأن تنفيذ الهجوم العسكري ضد إيران سوف يؤدي إلى التغيير في توازن القوى السائد حالياً في المنطقة، وذلك لأن ضرب إيران سوف يؤدي إلى إخراجها من ميدان الصراع، وبالتالي فإن المسرح العراقي سوف يفقد أحد اللاعبين الأساسيين فيه وهو إيران، وبالتالي فإن الميليشيات الشيعية الناشطة في العراق وعلى وجه الخصوص جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر، وجيش المهدي التابع لعبد العزيز الحكيم سوف يفقدان خط الإمداد الرئيسي وقاعدة الإسناد المالي والمعنوي والروحي، وبالتالي تكون أمريكا قد قطعت شوطاً كبيراً في عملية السيطرة على العراق.
التقرير الذي أصدرته وكالة شينخوا، برغم حساسية موضوعه وأهمية معلوماته إلا أنه ركز على جانب واحد، وأغفل بقية الجوانب الأخرى:
- العامل الإسرائيلي: وكما هو معروف فإن الدور الإسرائيلي في الاعتداء على إيران سوف يكون بمثابة الشرارة الأولى التي تهدف إلى إشعال المنطقة، ومخطط إشعال إسرائيل للشرارة الأولى من المتوقع أن يتم على النحو الآتي:
* أن تقوم الطائرات الإسرائيلية بتوجيه ضربة مباشرة (الضربة الأولى) ضد الأهداف النووية الإيرانية، وعندما تقوم إيران بمحاولة القصاص عن طريق توجيه (الضربة الثانية) ضد إسرائيل والمنشآت الأمريكية، تقوم أمريكا بعملية احتواء الرد الإيراني بتوجيه (الضربة الثالثة)، والتي تشتعل بعدها الحرب الشاملة.
* أن تقوم إسرائيل بالاعتداء سراً على السفن العسكرية الأمريكية الموجودة في الخليج العربي، (قد يكون ذلك باتفاق مسبق مع أمريكا، وقد لا يكون)، ثم يتم اتهام إيران زوراً وبهتاناً بهذا الهجوم، على غرار اتهام سوريا باغتيال الحريري، ومن ثم تستخدم أمريكا الواقعة كذريعة لتبرير قيامها بضرب إيران.
- ولم يتحدث تقرير وكالة شينخوا عن تأثير عملية ضرب إيران على توازن القوى بمنطقة شرق المتوسط.
- أشار التقرير إلى سوريا بشكل عابر ولم يفصل في طبيعة الإجراءات الأمريكية التي يمكن أن تتعرض لها سوريا في حالة العدوان الأمريكي ضد إيران.
وعموماً نقول: هناك إجماع كامل في كل أنحاء العالم بأن الضربة أياً كان مصدرها أمريكا أم إسرائيل، قد أصبحت وشيكة الحدوث ضد إيران. وما لم تتحدث عنه التقارير يتمثل في قول نابليون بونابرت الشهير (أن الذي يبقى في الخنادق سوف يكون مهزوماً).. وبالتأكيد فإن العسكريين الإيرانيين لن يكونوا حتى الآن قابعين داخل إيران بانتظار أن تأتيهم الضربة الأولى ليردوا بعد ذلك. وعلى الأغلب أن يرد الإيرانيون على إسرائيل وأمريكا بتوجيه الضربات الانتقامية من أماكن أخرى كثيرة في هذا العالم، قد يكون أحدها صاروخاً مدمراً ينطلق ضد مدينة أمريكية من سفينة إيرانية، على سبيل المثال.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد