روسيا تؤكد قيام تركيا بقصف مناطق سورية
بينما ادعت أنقرة أنها ستدعم محادثات جنيف السورية، أعلنت الرياض أنها ستدعم المعارضة السورية سواء بقيت في محادثات جنيف أم لا»، في وقت لا تزال فيه تداعيات ادعاء تركيا قيام مقاتلة روسية بانتهاك أجوائها تخيم على تصريحات مسؤولي البلدين، وسط تأكيد روسي بقيام تركيا بقصف مناطق سورية باستخدام المدفعية الثقيلة». وادعى وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، دعم بلاده والسعودية للمفاوضات ولعملية «الانتقال السياسي» في سورية، معتبراً أن «المطالب التي قدمتها المعارضة السورية لبدء المفاوضات كانت في محلها»، وذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره السعودي، عادل الجبير، عقب اجتماعهما في الرياض، حسب وكالة «الأناضول» للأنباء. من جانبه، وفي إقرار علني على استمرار دعم السعودية أدواتها، أعلن الجبير، أن السعودية «ستدعم المعارضة السورية سواء بقيت في محادثات السلام في جنيف أم لا»، مدعياً «عدم وجود أي ضغوط من الرياض عليها».
وفي رده على سؤال ما إذا كانت هناك ضمانات سعودية للمعارضة السورية لمشاركتها في مباحثات جنيف، قال الجبير: «نحن لا نعطي ضمانات للمعارضة السورية، نحن معهم في الفريق نفسه، الضمانات تقدم لهم ولنا في الوقت نفسه، والضمانات التي تلقوها كتابياً من الأمم المتحدة تفيد بأن القرار 2254 سيطبق، وأن الفقرتين 13 و14 بشأن تقديم المساعدات الإنسانية ووقف القصف هي مسائل غير خاضعة للتفاوض، وأن الضمانات المتعلقة بفتح ممرات إنسانية تم تقديمها من القوى العظمى لإخواننا السوريين»، حسب تعبيره.
وعلى الرغم من أن بياني فيينا وقرار مجلس الأمن «2254» لم يأتو على ذكر الرئيس بشار الأسد لا من قريب ولا من بعيد، فسر الجبير تلك المحادثات على مقاس حكومة آل سعود، معتبراً أن هناك «ضمانات بشأن بدء المفاوضات على أساس «جنيف1»، بحيث يكون هناك «مجلس انتقالي له كامل الصلاحيات»، تنقل له الصلاحيات من الرئيس الأسد!!، ويتم صياغة دستور وإجراء انتخابات جديدة، ومن ذلك «تبرز سورية جديدة لا يكون للأسد دور فيها»، مدعياً بقوله: «هذا ما ذهبت المعارضة السورية للتفاوض بشأنه، وندعم هذا القرار، وندعمهم إذا ما قرروا عدم التفاوض، وندعمهم إذا ما قرروا عكس ذلك، نحن لا نقوم بالضغط عليهم وإنما ندعمهم للتوصل إلى أفضل مقاربة لهذه القضية». وفي رده على سؤال فيما يتعلق بإسقاط تركيا لطائرة روسية في 24 تشرين الثاني الماضي، وادعاء أنقرة أن مقاتلة روسية من طراز «سوخوي 34» اخترقت الأجواء التركية، السبت، قال الجبير: «ندعم حق تركيا في الدفاع عن أراضيها بالأسلوب الذي تراه مناسباً». وبهذا الخصوص قال جاويش أغلو: إن «تأكيد انتهاك مقاتلة روسية مجالنا الجوي السبت، لم يتم من طرفنا فحسب، بل من مركز حلف شمال الأطلسي «ناتو» في إسبانيا أيضاً»، داعياً موسكو «للكف عن تصرفات من هذا القبيل، وإبداء موقف إيجابي أكثر لأجل تحقيق الاستقرار والانتقال السياسي في سورية».
وأعلنت الخارجية التركية السبت، عن انتهاك مقاتلة روسية من طراز «سوخوي 34» الأجواء التركية، قرب ولاية غازي عنتاب المتاخمة لمحافظة حلب السورية، واستدعت السفير الروسي لدى أنقرة للاحتجاج على هذا الانتهاك، فيما نفت موسكو تلك الادعاءات واعتبرتها «بروباغاندا لا أساس لها من الصحة»، ودعا كل من حلف شمال الأطلسي «الناتو» وأميركا موسكو إلى احترام المجال الجوي التركي.
من جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية الفريق إيغور كوناشينكوف في تصريحات نشرها موقع وزارة الدفاع، حسب وكالة «سانا» للأنباء: أن بلاده تملك «أدلة مؤكدة تثبت قيام تركيا بقصف مناطق سورية باستخدام المدفعية الثقيلة»، موضحاً أن «الجانب الروسي حصل على مقطع فيديو يظهر نشر منظومات متنقلة للمدفعية الثقيلة عند أحد الحواجز الحدودية».
بموازاة ذلك، صرح السكرتير الصحفي للرئيس الروسي دميتري بيسكوف أمس، بأن «الكرملين ينطلق من حقيقة أنه لم يكن هناك انتهاك للمجال الجوي التركي من طائرة مقاتلة روسية مؤخراً».
وكالات
إضافة تعليق جديد