اتصالات سرية بين متزعمي “داعش” وتركيا لمناقشة خيارات بديلة للتهريب عبر الحدود
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن مسؤولين أتراكا ومتزعمي تنظيم “داعش” الإرهابي يجرون اتصالات سرية لمناقشة سبل جديدة للتهريب عبر الحدود السورية التركية.
ونقلت وكالة تاسعن لافروف قوله في مقابلة مع صحيفة موسكوفيسكي كومسوموليتس الروسية نشرت اليوم “إن هناك مؤشرات على أن متزعمي تنظيم “داعش” الإرهابي يحافظون على اتصالات سرية مع المسؤولين الأتراك لمناقشة خيارات بديلة للتهريب عبر الحدود في ظل الظروف الحالية ولا سيما أن الضربات الجوية الروسية حدت بشكل جدي من إمكانية استخدام طرق التهريب التقليدية”.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي أوليغ سيرومولوتوف أكد أمس أن مغازلة تركيا تنظيم “داعش” وغيره من التنظيمات الإرهابية تزيد الخطر الإرهابي في المنطقة والعالم برمته وقال إن “شركات تركية وغيرها تقوم بتجارة النفط مع الإرهابيين من الأراضي التركية وبتجاهل واضح أو بدعم من السلطات الرسمية”.
وفي تعليقه على الانتهاكات التركية للأراضي السورية قال لافروف “لا أظن أن غزوا قد يحدث على الإطلاق فبعض الاستفزازات الثانوية التي تم إخباري بها كنصب مخيمات وتجهيز منشات هندسية على بعد 100 إلى 200 متر من الحدود مع سورية لا تشكل “غزوا” ولا أعتقد أن التحالف الذي يقوده الأميركيون والذي تشارك فيه تركيا سيسمح بتنفيذ خطط مجنونة من هذا النوع”.
وجدد وزير الخارجية الروسي التأكيد أن لا حل عسكريا للأزمة في سورية قائلا “خلال اجتماع مجموعة دعم سورية في فيينا أبدينا نحن والولايات المتحدة الإرادة وقدمنا الوثائق اللازمة بهذا الشأن”.
وتابع لافروف “إلا أن بعض حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة أعاقوا فكرة الحل السياسي بحزم ولذلك فإن السيناريو العسكري ممكن ونحن نسمع حاليا تصريحات حول خطط لإرسال قوات برية فالسعودية قالت إنه وبهدف محاربة تنظيم /داعش/ فإنها لا تستبعد تدخل قوات مما يسمى /تحالف مكافحة الإرهاب الإسلامي/ الذي أوجدته هي”.
ولفت لافروف إلى أنه خلال زيارة ملك البحرين إلى روسيا وردت أنباء مفاجئة بأن بلاده تؤيد هذه الفكرة مضيفا “ولكن وكونه في روسيا فإن ملك البحرين ووزير خارجيته صرحا أن هذا الأمر غير صحيح وأنه ليس هناك من خطط بهذا الشأن”.
وحول جريمة إسقاط قاذفة سو 24 الروسية من قبل سلاح الجو التركي في تشرين الثاني الماضي بينما كانت تنفذ مهمة لمكافحة الإرهاب فوق الأراضي السورية قال لافروف إن هذا “الحادث دل على أن قادة تركيا فقدوا الصواب في التعامل مع العالم”.
وفي موضوع آخر توقع وزير الخارجية الروسي أن تمتد العقوبات الغربية ضد روسيا لعقود قادمة مضيفا00 إن العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا تسوء بشكل متواصل وأحد الأمثلة على ذلك قائمة ماغنيتسكى للعقوبات ضد المسؤولين الروس.
وتابع00 إن الولايات المتحدة ترغب بحصر روسيا ووضعها في مأزق دائم وذلك ليس بسبب سورية أو أوكرانيا وإنما لأن تنامي قوة روسيا كدولة لها إراوءها وتوجهاتها الخاصة أمر لا يمكن التهاون معه بالنسبة لواشنطن.
إلى ذلك أكد لافروف أن الاتهامات التي تساق ضد روسيا بزعم أنها لا تتقيد بمذكرة بودابست بشأن الضمانات الأمنية والتي من المفترض أن تسترشد بمبادئ منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تشكل فقط مثالا جديدا على “لعبة قذرة” ضد موسكو فمتطلبات وبنود هذه الوثيقة يتم انتهاكها فقط من قبل أولئك الذين يقفون وراء الانقلاب في أوكرانيا موضحا “أن مبادئ المنظمة لا تسمح بأي انقلابات وتحظر ترسيخ التفريق على أساس اللغة والعرق وبهذا تكون هذه المبادئ قد انتهكت بشكل صارخ من قبل منفذي انقلاب كييف”.
ولفت وزير الخارجية الروسي إلى أن “تعزيز مواقف روسيا في العالم لا يروق للإدارة الأمريكية على الإطلاق ولذلك يحاول البعض في واشنطن إجبار موسكو على خوض الحرب على جبهتين”.
وأضاف لافروف في مقابلته مع الصحيفة الروسية.. “هناك دلائل على رغبة البعض في واشنطن بإجبار روسيا على خوض الحرب على جبهتين كما يقولون بأنفسهم في دوائر ضيقة” معتبرا أن “هؤلاء الصقور الأمريكيين لا يريدون تخفيف التوتر في أوكرانيا بل يعملون على إثارة مراحل ساخنة جديدة في سياق الأزمة بمنطقة دونباس في جنوب شرق أوكرانيا”.
وأوضح لافروف أن “إصرار واشنطن على الحفاظ على عقوباتها ضد روسيا يثبت أن الأمر يتعلق ليس بالوضع في أوكرانيا وسورية بل بتعزيز مواقف روسيا كدولة لها آراء خاصة بها في الشؤون العالمية” مبينا أن الجهود الرامية لترويج “خرافة الخطر الروسي” في العالم تأتي من أجل تبرير وجود حلف الناتو الذي فقد هدفه كحلف عسكري منذ تفكك حلف وارسو.
وجدد لافروف انتقاد بلاده لمواصلة توسع حلف الناتو شرقا مشددا على أنه يشكل “تجاهلا تاما للالتزامات التي أخذها الغرب على عاتقه بعد تفكك الاتحاد السوفييتي عندما تعهد بعدم نشر بنية تحتية عسكرية في أراضي الأعضاء الجدد في الحلف” مضيفا.. إن “أعضاء الناتو رفضوا بشكل قطعي اقتراحا روسيا بجعل مبدأ الأمن غير القابل للتجزئة ملزما قانونيا وأصروا على أنه لا توجد أي ضمانات مطلقة بخصوص الأمن خارج الحلف”.
ونبه وزير الخارجية الروسي إلى أن هذا الوضع المصطنع يجعل الدول الأوروبية الصغيرة ضحية للتلاعب بها ويتم جرها إلى الناتو بذريعة تقديم ضمانات الأمن هذه المزعومة لها لافتا إلى أن “واشنطن لم تتخل أبدا عن القيود التي فرضتها على التجارة مع الاتحاد السوفييتي ومن ثم مع روسيا بل كانت تبحث عن ذرائع جديدة لإحياء تلك العقوبات تحت تسميات مختلفة”.
وأوضح وزير الخارجية الروسي أن الجانب الأمريكي “لم يخف أبدا أنه أجبر الأوروبيين على الانضمام إلى العقوبات التي فرضت على روسيا على خلفية الأزمة الأوكرانية” مضيفا.. إن “الأوروبيين باتوا يدركون أن تلك العقوبات كانت فخا لأن الغرب تعهد بعدم رفع العقوبات عن روسيا قبل تطبيق اتفاقات مينسك السلمية أما كييف فلا تنوي الوفاء بها ولا يقدر أحد على إجبارها على ذلك باستثناء الأمريكيين”.
وكان لافروف أكد في كلمة له بمناسبة يوم الدبلوماسي الروسي أن “روسيا تسترشد في سياستها الخارجية على الدوام باستراتيجية ترتكز على ضمان مصالح أمنها الوطني”.
وكالات
إضافة تعليق جديد