ارتفاع الأسعار والسفر يخيّمان على أجواء عيد الأم في سورية
يأتي عيد الأم هذا العام في ظل أزمة اقتصادية قاسية، يعانيها معظم المواطنين مع استمرار جنون الأسعار، وانخفاض القوة الشرائية لليرة السورية بنسبة 90%، ليصبح تأمين الاحتياجات الأساسية للحياة، أمراً بالغ الصعوبة وتأتي التكاليف الإضافية التي تفرضها الأعياد والمناسبات الاجتماعية، لتثقل كاهل المواطن بأعباء إضافية، لابدّ منها بينما يراها التجار فرصة لتحريك عجلة السوق التي هي شبه متوقفة.
في أسواق دمشق، لاحظنا أن كثافة الشراء تتجّه نحو قوالب الكيك التي تحمل رمزية الاحتفال بعيد الأم، حيث تقدّم العديد من المحلات تشكيلة كبيرة لهذه المناسبة، حيث تبدأ الأسعار من نحو 2500 ليرة لقالب متوسّط الحجم، وترتفع هذه الأسعار إلى 3500 ليرة، للمحلات المشهورة أما من يرغب بإضافات خاصة على قالب الكيك فلابد من دفع أضعاف هذه الأسعار حسب الموديل المطلوب.
وأشار مدير “مطبخ وحلويات لويزا مورو” في منطقة الميدان الشيف خلدون الصفراوي، إلى وجود حركة جيدة على قوالب الكيك بمناسبة عيد الأم، حيث يتم تحضير كافة القوالب وبأشكال مختلفة حسب رغبة الزبائن، وهنالك من يرغب بقوالب لها أشكال خاصة، تكون مغطّاة بعجينة اللوزينا التي يضاف إليها ملونات طبيعية منوعة مستخرجة من الفواكه، وهناك من يستخدم ملوناتٍ صناعية كما يتم إضافة بعض الأشكال للقوالب وهذا مايؤدي إلى رفع الكلفة لتتراوح بين 5-10 آلاف ليرة حسب الحجم و الموديل.
ومن أكثر ما يتم إهداءه في عيد الأم، قطع الألبسة كروب النوم والتيور والبلوز، وعادةً ماتشهد محلات الألبسة حركة جيّدة بهذه المناسبة، وأوضح أحد أصحاب المحلات بمنطقة الصالحية، أن المبيعات منخفضة كالأعوام الماضية، بسبب ارتفاع الأسعار فروب النوم من النوعية ذات الجودة المقبولة لايقل سعره عن 5 آلاف ليرة، والماركات المعروفة يصل إلى 8 آلاف ليرة، وباقي أسعار الألبسة هي بنفس هذه الأسعار وأكثر، وهنالك بعض الأسواق تبيع بأسعار أقلّ ولكن بجودة متدنية.
وعليه، فإن الارتفاع الكبير والمستمر للأسعار أخرج العديد من الهدايا، من قائمة التداول في عيد الأم وعلى رأسها الذهب، فإهداء الأم قطعة صغيرة من الذهب بات ضرباً من الخيال، مع وصول سعر غرام الذهب مع أجرة الصياغة لأكثر من 17 ألف ليرة، وكذلك أصبح شراء الأدوات الكهربائية نادراً وفي بعض الأحيان قد يتشارك الأولاد جميعهم لشراء هذه الهدية إن كانوا قادرين على ذلك، فما كان يتم إهداءه بهذه المناسبة من قطع كهربائية بالتقسيط كالميكرويف وبرادة الماء، أصبح سعرها يزيد عن 50 ألف ليرة، وسعر المكواة المقبولة أكثر من 10 آلاف ليرة.
وبالتالي، فإن الكثيرين اليوم غير قادرين على شراء أي هدية بهذه المناسبة، إضافةً لظروف الحرب وانتشار الأسر السورية في أنحاء العالم، و عدم إمكانية الاجتماع بهذه المناسبة جعل المعايدات والهدايا عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وائل الدغلي
المصدر: الاقتصادي
إضافة تعليق جديد