نظام أردوغان يسمح لمخابراته بشراء ونقل الأسلحة من دون وثائق
بعد فضيحة الشاحنات الثلاث التابعة لجهاز مخابراته والموجهة إلى التنظيمات الإرهابية في سورية، سمح النظام التركي لجهاز مخابراته بشراء الأسلحة ونقلها من دون وثائق رسمية، في محاولة للتغطية على دعمه المفضوح للتنظيمات الإرهابية في سورية بما فيها تنظيم داعش، المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية. وبحسب وكالة «سانا» للأنباء، أدخل النظام التركي تعديلاً جديداً على النظام الداخلي لجهاز مخابراته، سمح بموجبه لرئاسة المخابرات بشراء أي كمية من الأسلحة والمعدات العسكرية ونقلها من مكان إلى آخر من دون أي وثائق رسمية مسجلة في الإدارة العامة للجهاز تثبت أنها تابعة له.
وذكرت مواقع إخبارية تركية بينها صحيفة «جمهورييت» أمس، أنه بموجب التعديل الجديد سيتسنى لرئيس المخابرات شراء الأسلحة وإرسالها إلى التنظيمات الإرهابية أو استخدامها داخل تركيا من دون أن يكون هناك أي وثائق تثبت شراءها أو نقلها بوسائل النقل المختلفة.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذا التعديل يمنح جهاز المخابرات عدم تسجيل الأموال المنقولة التي يتم شراؤها، بهدف أداء المهام المكلف بها وفق قانون خدمات الاستخبارات وجهاز المخابرات الوطنية وعدم تسجيل دخولها وخروجها وكذلك يفسح المجال أمام استخدام الأسلحة التي يقوم بشرائها هذا الجهاز بشكل غير شرعي ورسمي ونقلها من مكان إلى آخر. ويأتي هذا التعديل في وقت يحاول فيه هذا النظام ترهيب الصحفيين لمنعهم من كشف الدعم الذي يقدمه للتنظيمات الإرهابية من خلال إغلاق وسائل الإعلام التي تفضح ممارسات أردوغان وأركان نظامه ومحاكمة الصحفيين التي كان من بينها محاكمة رئيس تحرير صحيفة جمهورييت التركية جان دوندار ومدير مكتب الصحيفة في أنقرة أردن غول، بعد نشر الصحيفة وثائق وفيديوهات تثبت تورط النظام التركي بدعم الإرهابيين في سورية.
يشار إلى أن المحاكمة الخاصة بقضية الشاحنات الثلاث التي كانت تنقل أسلحة وذخائر للتنظيمات الإرهابية في سورية التي أوقفتها قوات الدرك التركية مستمرة، حيث اعتقل النظام التركي في محاولة للتغطية على هذه الفضيحة وكلاء النيابة الذين أمروا بتوقيف الشاحنات، وكذلك قائد الدرك ونحو 30 من عناصره الذين قاموا بتفتيش الشاحنات. وأكدت وزارة الخارجية الروسية الشهر الماضي أن هناك زيادة في تدفق الأسلحة والذخيرة المهربة إلى التنظيمات الإرهابية في سورية عبر الحدود التركية.
من جانبه قال رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي كمال كيليتشدار أوغلو في مقابلة مع محطة «إن تي في» التركية: إن «لأردوغان علاقات خطيرة مع داعش وكل الجماعات الإرهابية في سورية، ولذلك فهو لا ولن يستطيع محاربة التنظيم بشكل جدي، على الرغم من قصفه لمدينة كلس التركية»، واصفاً سياسات أردوغان حيال سورية والمنطقة بأنها خطيرة على الأمن الوطني لتركيا التي عليها أن تتخلص من أردوغان قبل أن يخلق لها المزيد من المشاكل.
ولفت كيليتشدار أوغلو إلى أنه حذر أردوغان مراراً من مخاطر هذه السياسات الخاطئة التي أوصلت تركيا إلى طريق مسدود ووضعتها في عزلة تامة في المنطقة بعد أن خرب رئيس نظامها علاقاتها مع سورية والعراق ومصر وإيران وروسيا وباقي دول المنطقة.
وحول الحكومة التركية الجديدة حذر كيليتشدار أوغلو من أهداف أردوغان الرامية إلى إقامة نظام استبدادي ديكتاتوري يحكم به تركيا بمفرده ولا يحترم الدستور ولا يلتزم به، مؤكداً أن حزبه وأغلبية الشعب التركي لن يسمحوا له بتحقيق أحلامه ومشاريعه ومخططاته للقضاء على النظام الجمهوري العلماني في تركيا.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد