«المواطن المثقف» ونظرية «المعمعة في خضمّ التفاعل»

07-10-2016

«المواطن المثقف» ونظرية «المعمعة في خضمّ التفاعل»

انتشر في الأيام الأخيرة فيديو طريف لشاب سوري يجيب عن أسئلة مراسلة صحافية بطريقة غريبة تتضمن مصطلحات سياسية وأخرى فلسفية مثيرة للجدل، مثل «الارتكاز المؤسس لمنحاه». تحوّل الفيديو إلى تسجيل طريف انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي.
التسجيل عبارة عن جزء من عملية استقصاء لرأي الشارع أجرته قناة «أوغاريت» الأرضية السورية ضمن برنامج يحمل اسم «ملفات ساخنة». قصدت مراسلة البرنامج لارا صالح، محطة الميكروباصات في مدينة اللاذقية لمناقشة قضية الازدحام وعدم توافر وسائل النقل بين مركز المدينة والأرياف. شارك المواطن حسن شبيب بمداخلة مطولة، وأجاب عن سؤال «كيف خط السير على الضيعة؟» بقوله: «ما في منهجية في تسيير الخطى بما يتناسب مع المعايير الموضوعة»، وتابع «يجب أن يكون هذا التنظيم عبارة عن فطرة وليس عبارة عن قوانين مسيرة دائما، القوانين تضع حاجزًا بين الإنسان والانضباط وتلغي عملية الانطلاق الذاتي».
حديث الشاب، على الرغم من تعمده استخدام مصطلحات غريبة، جرى بسلاسة كبيرة ومن دون أي تلكؤ أو تفكير، فأجاب عن ثلاثة أسئلة أخرى بالطريقة نفسها. «باصات النقل الداخلي فيها نوع من الارتكاز المؤسس لمنحاه، بغير حال عن المكرو. دائما باصات النقل الداخلي توفر كثيرًا من المعمعة في خضم التفاعل مع هذه الكثافة الموجودة في حيز التركيب».
قناة «أوغاريت» نشرت التسجيل منفصلا عن البرنامج ضمن فقرة خاصة «دون عنوان»، لينتشر بعدها انتشارا كبيرا، سواء داخل سوريا أو خارجها. بعض وسائل الإعلام السورية المعارضة تلقفت الفيديو وأعادت بثه مرة أخرى تحت عناوين ساخرة ذات توجه سياسي، بينها قناة «أورينت» التي عنونته بـ «اضحك مع نظرية الارتكاز المؤسس لمنحاه»، معتبرة أن إجابات الشاب هي نتيجة «تربية بعثية وتشكل مثالاً عن نوعية الجيل الذي ينتجه النظام».
حاولت «السفير» التواصل مع الشاب وهو من سكان قرية الجنجانية التابعة لناحية المزيرعة في ريف اللاذقية للوقوف على رأيه بأصداء اللقاء، إلا أن مشاكل تتعلق بالاتصالات حالت دون ذلك. أحد أصدقاء الشاب أكد لـ «السفير» أن «حسن شاب مثقف يتمتع بحس دعابي، وهو متخرج من قسم الفلسفة، وعازف ماهر على العود، السخرية هو جل ما أراده خلال حديثه».
المراسلة التي أجرت اللقاء لارا صالح قالت «أردنا أن نظهر من خلال بث اللقاء أن الشعب السوري شعب واعٍ»، وفق تعبيرها، فيما رأى معد البرنامج مازن مخلوف أن «اللقاء كان طريفا واستوجب نشره منفصلا كونه يشكل حالة فريدة». وساهم هذا اللقاء بانتشار قناة «أوغاريت» الأرضية التي تبث في المنطقة الساحلية في سوريا، وهو ما أكده مخلوف أيضاً الذي قال ان الفيديو ساهم بتقديم دعاية للقناة.
تمكن الشاب، خلال أقل من دقيقتين، من إشعال جدل واسع في الشارع السوري. اعتبره البعض «شابًا مثقفًا» وآخرون أصروا على أنه «مؤدلج»، فيما ذهب آخرون للقول إن الشاب تمكن ببساطة من أن «يحاكي الطريقة التي يتحدث فيها المحللون على الفضائيات ويجيبون بطريقة غير مفهومة عن أسئلة بسيطة بهدف الاستعراض أو بهدف التهرب من الاجابة». وأياً كان السبب فقد حقق الشاب نجومية كبيرة على «السوشال ميديا» لطرافته ولقدرته الكبيرة على استعمال مصطلحات غير مفهومة بسياق طبيعي ومن دون أي تردد.

علاء حلبي

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...