سجون للبيع

11-10-2016

سجون للبيع

أطلقت الدولة الفرنسية قبل 15 عاماً خطة واسعة لتحديث السجون بعدما تعرضت للانتقاد على الصعيد الأوروبي بسبب اكتظاظ سجونها وتداعي بعضها. وقد فتحت الكثير من السجون القديمة الواقعة في وسط المدن في فرنسا صفحة جديدة من حياتها بتحويلها الى مساكن أو قاعات حفلات فيما تهمل أخرى لعدم وجود من يشتريها بسبب كلفة ترميمها العالية.سيقام في هذا السجن مركز للفنون البصرية وستحول الباحة الرئيسة الى قاعة عروض (أ ف ب)
يضم موقع وزارة المال الفرنسية الالكتروني حوالى عشرة إعلانات لبيع سجون سابقة. فثمة إعلان لبيع سجن مساحته 1277 متراً مربعاً يعود تاريخ بنائه الى نهاية القرن التاسع عشر في غراس. وتقول وزارة المال إن «ظروف استقبال السجناء وعمل الحراس لم تكن ممتازة» فيما أكد رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس مطلع أيلول انه ينبغي استحداث عشرة آلاف مكان جديد في السجون في السنوات العـــشر المقبلة. ومن أجل المشـــاركة في استدراج العروض لشراء سجن غراس ينبغي تقديم ضمانة قدرها 50 الف يورو.
المكلف التخطيط المدني لبلدية نانت لوران فيلبير، قال إن هذه العملية عموماً تكلف أقل من بناء منزل جديد. اشترت بلدية المدينة السجن بسعر 4,9 ملايين يورو. ويتم تحويله ليضم مساكن شعبية ودار حضانة وموقف سيارات تحت الارض بحلول عام 2018. وتوضح وزارة المال ان «الأولوية تعطى لبلدية المنطقة التي يقوم فيها العقار. وتتم عملية البيع عندها بالتراضي».
هذا ما حصل في كولومييه قرب باريس حيث اشترت البلدية بسعر 2,34 مليون يورو السجن القديم المشيد عام 1851 لتحويله الى مكتبة عامة. وباتت الكتب تغطي جدران الزنزانات فيما تؤمن واجهات زجاجية كبيرة النور المطلوب.
في غينغان في منطقة بروتانييه تعود ملكية سجن ذي هندسة معمارية نادرة على طراز «بنسيفانايا» مع زنزانات فردية حول باحة داخلية، الى البلدية منذ عام 1992. وسيقام فيه مركز للفنون البصرية. وستحول الباحة الرئيسة الى قاعة عروض تتسع لـ 160 مقعدا بعد عملية ترميم تستمر سنتين بوشرت في ايلول بكلفة ثمانية ملايين يورو.
فرنسا ليست البلد الوحيد الذي يبيع سجونه، ففي سلوفينيا حوّل السجن العسكري السابق في لوبليانيا الى نزل للشباب وسجن اكسفورد في انكلترا الى فندق فخم.
وفـــيما تستطيع بعض البلديات شراء سجونها القديمة تعجز اخرى عن تأمين المبالغ المطلوبة. فقد بيع سجن فونتيـــنبلو قرب باريس في حزيران الماضي في مزاد بسعر 480 ألف يورو الى شخص ينوي تحويله الى مساكن. وكان المبنى يستخدم كسجن حتى عام 2010 إلا أن البلدية لم تكن تملك المال الكافي لشرائه.
إلا أن ثمة سجوناً لا تجد من يشتريها. وتعزو وزارة المال ذلك الى صعوبة في تحويل هذه الأبنية ومشاكل التلوث فضلاً عن بيئة عقارية غير مناسبة. ففي رين سجن «جاك كارتييه» غير القابل للاستخدام منذ عام 2011 معروض ايضاً للبيع، وقد استخدم كموقع تصوير لفيلم «السجينة» من بطولة صوفي مارسو. أما سجن سان ميشال العائد الى القرون الوسطى فقد حول الى ناد ليلي يرتاده الكثير من الطلاب.


 (أ ف ب)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...