حركة نشطة حول سوريا لاستبعاد شبح الحرب
فيما من المنتظر أن تستضيف لوزان السويسرية غداً السبت اجتماعاً دولياً بين الروس والأميركيين وممثلين عن دول المنطقة حول سوريا، تتجه الأنظار اليوم إلى واشنطن بانتظار ما سيخرج عن اجتماع الرئيس الأميركي باراك أوباما مع كبار مستشاريه للسياسة الخارجية لبحث الخيارات في سوريا.
وسيشكل لقاء لوزان الاجتماع الأول بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الاميركي جون كيري منذ اعلان واشنطن، في نهاية ايلول الماضي، تجميد المفاوضات مع موسكو وفشل الهدنة في سوريا. على أنه من المقرر ان يتوجه كيري غداة الاجتماع الى لندن للقاء «شركائه الدوليين»، ما يعني على الارجح نظرائه في فرنسا والمانيا وبريطانيا.
وقال لافروف، أمس الأول، إنه يأمل في ان تساعد تلك المحادثات على «اطلاق حوار جاد» يستند الى اتفاق الهدنة المنهار، موضحاً ان إيران وتركيا والسعودية وربما قطر ستشارك في المحادثات، بالإضافة إلى موفد الامم المتحدة الخاص الى سوريا ستيفان دي ميستورا. غير أن وكالة «تسنيم» الايرانية نقلت عن مصدر في الحكومة الايرانية قوله إن طهران لن تشارك في الإجتماع تحت اي شكل من اشكال التمثيل.
وفي سياق السعي الديبلوماسي حول سوريا، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، أمس، أن الوزير جان مارك ايرولت كرر في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي «عزم فرنسا على متابعة حوارها مع روسيا وبصراحة تامة»، مشدداً على «الضرروة الملحة للخروج من المأزق الحالي».
إلى ذلك، من المتوقع أن يجتمع أوباما، اليوم، مع كبار مستشاريه لبحث خيارات عسكرية وخيارات أخرى في سوريا.
وأوضح مسؤولون أميركيون أن بعض كبار المسؤولين يرون أنه يجب على الولايات المتحدة التحرك بقوة أشد في سوريا، وإلا فإنها تخاطر بأن تفقد ما تبقى لها من نفوذ لدى «المعارضة المعتدلة» ولدى حلفائها من العرب والأكراد والأتراك.
وقال مسؤول، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن بعض الخيارات تشمل عملا عسكريا مباشراً، مثل شن ضربات جوية على قواعد عسكرية أو مخازن للذخيرة أو مواقع للرادار أو قواعد مضادة للطائرات السورية، موضحاً أن مثل هكذا خيار يثير احتمال مواجهة مباشرة مع روسيا يحرص اوباما على تجنبها.
وإذ اعتبر مسؤولون أميركيون أنه من غير المرجح أن يأمر أوباما بضربات جوية على أهداف للحكومة السورية، ذكروا أن أحد البدائل هو السماح لحلفاء واشنطن بتزويد مسلحين، بمزيد من الأسلحة المتطورة من دون ان تشمل صواريخ مضادة للطائرات تطلق من على الكتف تخشى واشنطن أنها قد تستخدم ضد طائرات غربية.
وفي هذا الإطار، قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إن بلاده تبحث خياراتها العسكرية في سوريا، لكن أي إجراء يجب أن يكون في إطار تحالف يضم الولايات المتحدة.
واستدعى تصريح جونسون تدخلاً من رئاسة الوزراء البريطانية، فأوضحت على لسان المتحدثة باسمها أن «ليس هناك اي تغيير في موقف الحكومة، وفي الوقت الراهن نحن نركز جهودنا على توحيد شركائنا الدوليين».
من جهتها، حذرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا من أن أي أعمال عدوانية ضد القوات الروسية في سوريا لن تبقى من دون رد، مؤكدة أن «روسيا لن تسمح لأحد بتعريض حياة مواطنيها والعسكريين للخطر».
وفي الرياض، أعرب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عن أمله في الاستفادة بشكل أكبر من التقارب التركي ـ الروسي لحل الأزمة في سوريا وفتح باب الحوار بهذا الشأن.
وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو: «هناك تطابق بين أنقرة والرياض بالنسبة للأزمة السورية، إذا كان التخفيف من حدة التوترات بين تركيا وروسيا سيساعد في تغيير الموقف الروسي (فإننا) لا نرى أنه شيء سلبي بل هو شيء إيجابي».
بدوره، أوضح أوغلو أن «تطبيع العلاقات مع روسيا لا يعني تغيير موقفنا من سوريا ورئيسها بشار الأسد، ندعو موسكو للقيام بدور إيجابي في حلب»، معلناً أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيزور السعودية في وقت قريب.
وكانت وكالة «واس» ذكرت أن الجبير استقبل، أمس الأول، المبعوث الروسي الخاص لشؤون التسوية في سوريا، ألكسندر لافرينتيف، حيث تم البحث في «مستجدات الأوضاع على الساحة السورية والتحركات الدولية القائمة».
إلى ذلك، ذكرت مسودة بيان قبل اجتماع يعقد بين وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ، الاثنين المقبل، أنهم سيقولون إن الهجوم على الشطر الشرقي الخاضع لسيطرة مقاتلي «المعارضة» في حلب يشكل تصعيداً كارثياً في الحرب، وإن أفعال الجيش هناك «ربما ترقى إلى جرائم حرب».
وكانت نيوزيلندا، العضو غير الدائم في مجلس الامن الدولي، قدمت، أمس الأول، مشروع قرار يدعو الى «وقف فوري وشامل لكل الهجمات التي يمكن ان تؤدي الى مقتل او اصابة مدنيين او يمكن ان تدمر ممتلكات مدنية في سوريا لا سيما الغارات الجوية على حلب»، فيما لم يعرف ما اذا كان مشروع القرار سيطرح على التصويت ام لا.
من جهة ثانية، ومع تأكيد الأمم المتحدة أن تنظيم «جبهة النصرة» رفض مبادرة دي ميستورا حول تقديم الضمانات لخروجهم من أحياء حلب الشرقية باتجاه ريف إدلب، قال رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الجنرال سيرغي رودسكوي: «نحن مستعدون لضمان الانسحاب الآمن للمقاتلين مع اسلحتهم والعبور الحر للمدنيين من شرق حلب واليها وكذلك ايصال المساعدات الانسانية اليها»، مضيفاً أن الجيش الروسي مستعد «لبحث اية مبادرة او اقتراح».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد