أصدقاء الإنترنت.. «وهميون»
أظهرت دراسة جديدة احتمال أن يكون نشاط الشخص على «فيسبوك» نافذة على حالته الصحية وأن ينبئ عن احتمالات وفاته على المدى القصير. ولم يذهب الباحثون إلى حد القول إن استخدام موقع التواصل الاجتماعي سيعجل أو يؤخر وفاة الشخص، لكنهم توصلوا لاعتبار أن كيفية تفاعله يمكن أن تشير إلى الكثير من مستوى الخطورة التي يتعرض لها.
وقال أحد كبار الباحثين في الدراسة من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو جيمس فاولر: «لا يمكن أن نقول إن استخدام فيسبوك جيد لك، ولكني أعتقد أن الدراسة تقدم أدلة على أن ذلك على الأرجح ليس سيئاً بالنسبة لك».
وكتب فاولر وزملاؤه وبينهم ممثل من «فيسبوك» أن الدراسات السابقة أوضحت أن الناس الذين لهم أصدقاء وروابط اجتماعية أكثر يعيشون لفترة أطول، لأن الصلات الاجتماعية تشجع على السلوك الصحي وتحسن المناعة وتخفف من الالتهاب.
ولكن الدراسات السابقة ركزت على التواصل في الحياة الواقعية، ولم توضح ما إذا كان الأمر ذاته صحيحاً بالنسبة للتفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي الدراسة الجديدة استخدم الباحثون بيانات مجهولة المصدر عن نحو 12 مليون مستخدم لـ«فيسبوك» يعيشون في كاليفورنيا، انضموا للموقع قبل تشرين الأول 2010، وأعمارهم بين الـ20 والـ60، خلال الشهور الستة الأولى من عام 2011، وهي الفترة التي حلّل خلالها الباحثون النشاط عبر «فيسبوك».
ورصد فريق الباحثين الوفيات وسبب الوفاة، خلال العامين التاليين بمضاهاة البيانات مع سجلات إدارة الصحة العامة في كاليفورنيا للوفيات في العامين 2012 و2013.
وقارن الباحثون معدلات الوفاة بين مستخدمي «فايسبوك» و89597 من غير مستخدميه، فتبين أن نسبة الوفيات بين مستخدمي «فيسبوك» خلال هذه الفترة، كانت أقل بنسبة 12 بالمئة على الأرجح.
وركز الباحثون على مستخدمي «فيسبوك» وحللوا نشاطهم عبر الإنترنت مثل إرسال وقبول «طلبات الصداقة» ونشر الصور و«الإعجاب» بما نشره آخرون على صفحاتهم.
وجاءت النتيجة أن الذين قبلوا طلبات معظم الأصدقاء بالانضمام إلى صفحاتهم، كانت نسبة وفاتهم أقل بنحو 34 بالمئة عمن قبلوا عدداً أقل من طلبات الصداقة، لكن لم تكن هناك مزايا لإرسال عدد أكبر من طلبات الانضمام لصفحات الآخرين.
وقال فاولر: «إن النتيجة كانت مخيبة للآمال نوعاً ما، إذ إنها تشير إلى إمكان ألا يؤدي السعي لتكوين صداقات جديدة إلى مزايا صحية».
وكالات
إضافة تعليق جديد