تفاصيل الحرب الجوية السرية التي تنفذها القيادة الأمريكية في العراق
الجمل: تم الإعلان خلال الأسبوع الماضي عن مقتل 18 متمرداً بعد أن قامت الطائرات الأمريكية باستهدافهم بصاروخ جو- أرض في مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار العراقية.. وقد لفت هذا الحادث انتباه بعض خبراء الحرب الجوية، وبالربط بين هذه الحادثة، وحادثة استخدام الطيران الأمريكي معركة الزركا (بالغرب من مدينة النجف) والتي تم فيها قتل أكثر من 300 مدني عراقي، تحت مزاعم أنهم ينتمون إلى تنظيم (جند السماء)، إضافة إلى الحشد المكثف لحاملات الطائرات الأمريكية.. فقد توصل هؤلاء الخبراء إلى الآتي:
- سوف تقوم أمريكا في الفترة القادمة باستخدام الطائرات في علمياتها العسكرية الجارية حالياً في العراق، وأيضاً ضد الأهداف المحتملة الأخرى في منطقة الشرق الأوسط.
- البنتاغون أصبح أكثر تكتماً على أنشطة القوات الجوية الأمريكية، وفقط تتحدث تصريحاته عن عمليات نفذتها القوات الأمريكية، بما يوحي للرأي العام بأن الجنود الأمريكيين هم الذين قاموا بذلك.
- إن زيادة القوات الأمريكية في العراق، تتصاحب وتتزامن مع زيادة حشد الطائرات الأمريكية في المنطقة.
- عززت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) سراً من قدرات قاعدة بالاد العسكرية الجوية الأمريكية، والموجودة في العراق، وتقول المعلومات: إن حركة الطائرات في هذه القاعدة أصبحت تفوق حركة الطائرات في مطار شيكاغو الذي يعد من أكبر وأكثر المطارات حركة في الولايات المتحدة والعالم.
يقول توم ديسباتش في مقاله عن الحرب الجوية في العراق بأن دور ومهام القوى الجوية الأمريكية في العراق، لم يتم التطرق إليه الآن، ومن المتوقع أن يتزايد الحديث عنه في المستقبل، ويجد طريقه إلى العناوين الرئيسية في كبيرات الصحف الأمريكية والعالمية.
المعلومات الأخرى التي أشار إليها الكاتب نيكتورس في مقاله على موقع توم الالكتروني تقول: إن صواريخ شركة هيدرا التي يتم إطلاقها بواسطة الطائرات الأمريكية قد بلغت فيه ما تم استهلاكه منها في عام 2005م 900 مليون دولار، وذلك استناداً إلى العقد الموقع بين البنتاغون وشركة هيدرا الأمريكية، ولما كانت قيمة الصاروخ الواحد من طراز هيدرا- 2،75 بوصة، تبلغ 73 ألف دولار، فإن عدد صواريخ هيدرا التي أطلقتها الطائرات الأمريكية على العراقيين في عام 2005م وحده هو 12327 صاروخ تقريباً.
خلال فترة حرب فيتنام، قامت الولايات المتحدة بشن حرب جوية ضد كمبوديا، وأنكرت ذلك أمام الصحافة وأجهزة الإعلام، كذلك حاولت إخفاء تلك الحرب بعناية من المسؤولين الأمريكيين لضمان عدم تسريبها إلى الإعلام والرأي العام الأمريكي.
وحالياً في العراق قامت وزارة الدفاع الأمريكية على غرار عمليات كمبوديا الجوية بشك العديد من الحملات الجوية العسكرية السرية.
التوقعات تقول: إن استخدام القوات الجوية والطيران هو أمر يدخل في صميم العقيدة العسكرية والقتالية الأمريكية. وكل العمليات والخطط العسكرية التي تنفذها القوات الأمريكية يعتمد على الضربات الجوية، ودورها الحاسم يدمر الأهداف ويفسح المجال أمام تقدم صنوف القوات البرية الأمريكية الأخرى التي تتكون منا الدروع والمشاة.
والحرب الجوية كما يتوقع أحد الخبراء العسكريين بمؤسسة كارينجي الأمريكية، سوف لن تكون حصراً على العراق، بل سوف تمتد بطريقة أو بأخرى إلى مناطق الشرق الأوسط.
كذلك وردت معلومات تقول: إن القواعد الجوية الأمريكية الموجودة في العراق وتركيا تقوم بإرسال العديد من طائرات التجسس الأمريكية لاستطلاع أراضي بعض الدول المجاورة للعراق، كإيران مثلاً، وتعمل وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) على عدم الاكتفاء بطائرات الأواكس في عملية توجيه الطيران العسكري الأمريكي، بل وتعمل على بناء وتصميم شبكات للحرب الالكترونية، باعتبارها تمثل واحدة من أهمل البنى التحتية اللازم توافرها لشن الحرب الجوية في منطقة الشرق الأوسط.
بالنسبة لإحصائيات الحرب الجوية الأمريكية في العراق، فقد أشار مركز سينتفاكت الأمريكية في تقريره الإحصائي بأن القوات الجوية الأمريكية قد نفذت في عام 2006 المنصرم وحده حوالي 10519 طلعة جوية، أطلقت فيها آلاف الصواريخ وأطنان القنابل، كذلك تستعين القوات الجوية الأمريكية حالياً بحوالي 67 قمراً صناعياً أمريكياً مخصصة جميعها لحرب العراق، ويتوقع أن يتزايد عددها إلى الضعف خلال هذا العام.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد