حاميها حراميها

تتناقل الأوساط العسكرية في العراق، قصص ذات دلالة عميقة، منها أن القيادة الأميركية اكتشفت أن القوات العراقية حديثة التكوين التي جرى تسليمها أحد المعسكرات قرب تكريت، سطا أفرادها على موجودات المعسكر وحولوه في أقل من أسبوع إلى خراب، الأمر الذي يضع علامات سؤال كبيرة حول طول الفترة التي ستبقى فيها القوات الأجنبية في العراق، فيما بدت علامات التأهب للمغادرة واضحة لدى القوات الإيطالية.
ووفقاً لصحيفة «دايلي تلغراف»، يواجه صاحب مطعم صغير متخصص في صنع رقائق البيتزا استقدمته القوات الإيطالية مشكلة كبيرة، إذ عليه أن يغادر العراق مع القوات الإيطالية التي من المؤكد سيأمر رئيس الوزراء الجديد رومانو بارودي بإعادتها إلى إيطاليا أسوة بالقوات الإسبانية في العام الماضي، رغم أن مطعمه الكائن داخل معسكر خاص بالجنود الإيطاليين قرب الناصرية، أصبح مشهوراً في الفترة الأخيرة، ويجتذب زبائن من معسكرات القوات الدولية الأخرى خصوصا الأميركية منها.
ووفقاً لمراسل الصحيفة، الذي زار المطعم، فإن رقائق البيتزا تجتذب في شكل خاص المجندات الأميركيات اللواتي أولعن بها, ويقول صاحب المطعم السنيور كيانو انه يشعر بالحزن لاقتراب موعد عودته، لكنه يقول انه خلال فترة قصيرة تمكن من تحقيق نجاح باهر في مهنته وجنى أرباحاً لا بأس بها من مطعمه الصغير، تقدر بنحو مئة ألف دولار، وفقاً لبعض المقربين منه، رغم أن عدد الجنود الإيطاليين لا يتجاوز 2500.
وألقت «دايلي تلغراف»، نظرة على معسكرات القوات الأجنبية الأخرى في العراق، حيث زار مراسلها معسكر «الأسد»، وهو أكبر معسكر للقوات الأميركية في منطقة الأنبار، وقال ان الانطباع الذي خرج به يشير إلى أن انسحاب القوات الأجنبية، ليس قريباً، كما تروِّج له وسائل الإعلام الأميركية وغيرها.
ووفقاً لمراسل الصحيفة فإنه ما أن يدخل المرء إلى قلب المعسكر حتى يشعر كأنه دخل إلى بلدة في الريف الأميركي، حيث وجد فيه سلسلة من المطاعم والمقاهي الشبيهة بمطاعم ومقاهي المدن الكبيرة بما فيها محلات الوجبات السريعة والبيتزا إلى جانب أماكن أخرى للهو كالحانات والمراقص وحوض سباحة كبير وملعب لكرة القدم، فيما تعرض دور السينما أحدث ما أنتجته هوليوود من الأفلام.
وإلى جانب كل ذلك، وجد في المعسكر مكتبا لتأجير السيارات الخاصة المصفحة ذات الزجاج المقاوم للرصاص تؤجر بأسعار معقولة للراغبين بمغامرات شخصية خارج حدود المعسكر.
ونقلت الصحيفة أنباء أوردتها تقارير أميركية عن مخططات لدى البنتاغون، لبناء أربعة معسكرات ضخمة جداً على الأراضي العراقية لاستيعاب عشرات آلاف الجنود، شبيهة بمعسكرات أخرى كبيرة للقوات الأميركية في أماكن مختلفة من العالم, ومع ان القوات الأميركية تريد تسليم القيادة الأمنية للجيش العراقي الجديد، إلا أنها ستُبقي داخل المعسكرات المذكورة أعداداً كبيرة من جنودها من أجل دعم القوات العراقية وضمان استمرارية حفاظها على الأمن.
ومع أن القيادة الأميركية تتحفظ في الحديث عن المعسكرات الجديدة التي سيتم إنشاؤها، خشية المعارضة العراقية لاستمرار الوجود العسكري الأجنبي، أشارت الصحيفة إلى أن «معسكر الأسد» ربما سيظل قائماً وسيشكل واحداً من المعسكرات الأربع المنوي إقامتها.
ومن ضمن الإشارات غير المشجعة التي التقطها مراسل الصحيفة، تصريح للكولونيل إتش آر ماكماستر، قائد القوات الأميركية في تلعفر، الذي حظيت تكتيكاته العسكرية بالمديح في واشنطن في الفترة الأخيرة، انه رداً على سؤال عمّا من شأنه أن تكون عليه صورة الوضع بعد نحو عام، قال «أي شخص يدعي أنه يفهم ماذا يجري في العراق، غير صادق ولا يفهم شيئاً».

المصدر : الوطن