المذهبية النووية في العقيدة الأمريكية
الجمل: العقيدة العسكرية المذهبية النووية التي تبنتها مؤخراً إدارة بوش تتضمن العديد من البنود النوعية التي تسمح باستخدام الأسلحة النووية في الضربات الاستباقية ضد الـ(قوى المارقة) التي تمتلك، أو تقوم بتطوير برامج امتلاك أسلحة الدمار الشامل.
المذهبية النووية وفقاً لاعتبارات مبدأ الضربة الاستباقية ضد إيران وكوريا الشمالية، وغيرها من الدول المتهمة بالسعي لامتلاك أسلحة الدمار الشامل، هي مذهبية مفتوحة على أساس اعتبارات (التكامل الهجومي والدفاعي).. وكل ما يطلبه البنتاغون، هو موافقة (البيت الأبيض) فقط، وبالتالي يتفادى الدخول في ورطة ضرورة الحصول على موافقة الكونغرس، لكي يتجاوز استخدام الأسلحة التقليدية، وينتقل إلى التعامل بالأسلحة غير التقليدية.
أصدر البنتاغون استراتيجيته التي حملت اسم (مذهبية العمليات النووية المشتركة) وقد تضمنت هذه المذهبية ثلاث نقاط:
• المدى والنطاق: ويتضمن الخطوط العريضة لعملية التوظيف والاستخدام المشترك للقوات في العمليات الحربية العسكرية النووية، وإضافة لذلك، حدد البنتاغون في هذا البند الموجهات النظرية والعملية لاستخدام القوة النووية الأمريكية، وعلاقات القيادة والسيطرة المرتبطة بها، واختيار الأسلحة التي تحقق التطابق بين قدرة السلاح وتدمير الهدف.
• الغرض: تهدف المذهبية النووية الجديدة إلى تعزيز السيطرة على الأنشطة والأداء العملياتي للقوات الأمريكية التي تشن الهجمات النووية، كذلك تهدف هذه المذهبية إلى توفير الأساس النظري والعملي المذهبي لدخول القوات الأمريكية في عمليات نووية مشتركة يمتد نطاقها المحتمل بشكل يغطي كل مسارح العالم الحربية، ولا يستثني بلداً.
تركز المذهبية الجديدة على تقديم الموجهات المتعلقة باستخدام القوات المسلحة في إعداد الخطط التحضيرية اللازمة للعمليات النووية.
• التطبيقات: وحددت المذهبية الجديدة، ثلاثة تطبيقات هي:
- المذهبية المشتركة يتوجب أن يلتزم بها قادة المسارح الحربية، والقيادات الفرعية، وقيادة قوات المهام الخاصة، وما يتفرع عن كل ذلك من قيادات ووحدات.
- يتم الالتزام بهذه المذهبية النووية الجديدة، والاستثناء الوحيد هو إدراك القائد بوجود ظروف ومواقف جديدة تستلزم أن يطبق غير ما هو وارد في هذه المذهبية
وفقاً للمذهبية النووية الجديدة، أصبح بالإمكان تنفيذ إدارة بوش إلى خمسة أنواع من خطط البنتاغون المعدة للاعتداءات والهجمات النووية:
- خطة كومبلان (COMPLAN).
- خطة أوبلان (OPLAN).
- خطة كومبلان- أوبورد (COMPLAN- OPORD).
- خطة فنكبلان (FUNCPLAN).
- خطة تيسيب-تيب (TSCP-TEP).
أشرف الإٍسرائيليون على وضع ما سموه (خارطة الطريق النووية الإسرائيلية- الأمريكية المشتركة إزاء إيران)، ويركز طريق هذه الخارطة على المعالم الآتية:
داخل إيران:
- إثارة التوترات العرقية والمذهبية.
- تجنيد المزيد من العملاء.
- تحريض الرأي العام الإيراني ضد النظام الحاكم.
- خلق الأزمات الاقتصادية.
- تنشيط المعارضة الإيرانية الداخلية.
- جمع المعلومات الاستخبارية.
خارج إيران:
- بناء التحالفات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط ضد إيران.
- توريط إيران في العنف العراقي.
- إضعاف حلفاء إيران، وبالذات سوريا وحزب الله.
- تطويق إيران من جميع الجهات بالقواعد والوجود العسكري الأمريكي المكثف.
- الضغط على روسيا والصين من أجل التخلي عن إيران.
- الضغط على الدول الأوروبية الغربية بضرورة القبول بأجندة الحرب ضد إيران.
- استخدام المنظمات والمؤسسات الدولية كعنصر ضغط في مواجهة وإدانة إيران، وبالذات مجلس الأمن الدولي، والوكالة العامة الذرية العالمية.
وعموماً فإن كل الاحتمالات تقول وتفيد بأن الضربة النووية ضد إيران ماتزال قائمة ووشيكة الحدوث، وذلك برغم التصريحات المتضاربة التي تحاول بها الإدارة الأمريكية تضليل الرأي الأمريكي والعالمي بعد تخطيطها المسبق لتنفيذ هذه الضربة.. وعلى الجانب الآخر يبدي الزعماء الإسرائيليون يوماً بعد يوم المزيد من الفزع والقلق من جراء تأخر حدوث الضربة الأمريكية لإيران، زاعمين أن إسرائيل قد تضطر في نهاية المطاف إلى حزم أمورها والإقدام على ضرب إيران.
إن المذهبية النووية الأمريكية التي أصدرها البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية) تطرح في واقع الأمر الدليل التنفيذي العملي الذي سوف تقوم بموجبه قوة الضربة النووية المشتركة (أي القوة الإسرائيلية- الأمريكية المشتركة) بتنفيذ مهمة ضرب المنشآت الإيرانية، ويتضح المضمون العملي لهذه المذهبية إذا أسقطنا المهام الواردة في التقرير حول التعاون الاستراتيجي والعمليات والتعبوي والتكتيكي، على حالة قيام قوة نووية أمريكية- إسرائيلية مشتركة بتنفيذ ضرب المنشآت الإيرانية وفقاً لأي واحدة من الخطط العملياتية التي أشرنا إليها.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد