خيار السلفادور في بيروت
الجمل: نشر تريش سوها، في صحيفة جورنال أونلاين الالكترونية الأمريكية، مقالاً حمل عنوان (خيار السلفادور في بيروت).
أشار الكاتب في بداية مقاله إلى أربعة اقتباسات هي:
• حديث زئيف جابوتنسكي، الزعيم الصهيوني العسكري، الذي نشره بتاريخ 30 تشرين الثاني 1915، وحمل عنوان (نحن وتركيا)، والذي قال فيه: (التطلع المستقبلي الوحيد الذي يحمل الأمل بالنسبة لنا هو أن نقوم بتقسيم سوريا، ومهمتنا أن نحضر ونجهز لذلك التطلع المستقبلي، وكل ما عدا ذلك هو مضيعة للوقت لا فائدة منها).
• حديث ديفيد بن غوريون، الذي ورد في سيرته الذاتية (يتوجب علينا أن نمضي قدماً في حملة الهجوم، وغايتنا هي تحطيم وسحق لبنان، وعبر الأردن وسوريا، والنقطة الأضعف هي لبنان..).
• حديث أوديد ينون (... ان أي مواجهة عربية داخلية سوف تساعدنا على المدى القصير وسوف تقصر الطريق تجاه الهدف الأكثر أهمية، المتعلق بتفكيك العراق إلى كيانات طائفية.. وسوريا ولبنان...).
• ما ورد في ورقة المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي رقم 474: (تغيير النظام هو هدفنا بالطبع في كل من لبنان وسوريا.. وقد كتبنا منذ عدة سنوات بوجود ثلاثة طرق لإنجاز وتحقيق ذلك..).
يقول تريش سوها: إن المسافة من لحظة إعلان المهمة إلى لحظة إنجاز المهمة، تبدو نفس الشيء في المسافة التي تبدو حالياً من بيروت إلى بغداد.
ففي العراق، كانت الذريعة تتمثل في وجود أسلحة الدمار الشامل، والتي تبين أنها غير موجودة، والآن بالنسبة لسوريا فإن المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الحريري، على ما يبدو، يتم استخدامها ضد سوريا، على غرار ذريعة أسلحة الدمار الشامل التي تم استخدامها ضد العراق.
كذلك يشير الكاتب إلى أنه برغم انكشاف محاولات تزوير وتلفيق الاتهامات، (وقيام سعد الحريري بإغراء هسام طاهر هسام بمبلغ مليون وثلاثمائة ألف دولار إذا قدم شهادة أمام المحكمة تؤدي إلى تجريم السوريين) فإن ديتليف ميليس المحقق اليهودي الألماني، قد حصل على مبلغ 10 مليون دولار عداً ونقداً عبارة عن أتعاب جهده في إعداد التقرير المفبرك الفاشل.
استند ديتليف ميليس، كما أكد التلفزيون الألماني، إلى المعلومات الواردة في تقارير الجهات الآتية:
- وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA).
- جهاز المخابرات العسكرية الخارجية البريطاني (MI6).
- جهاز الموساد الإسرائيلي (MOSSAD).
وقد أكد التلفزيون الألماني أن المحقق ميليس قد اتبع نفس هذا الأسلوب في التحقيق الدولي السابق الذي أشرف على إجرائه حول قضية الهجوم على أحد المطاعم التي يرتادها الجنود الأمريكيين في ألمانيا، وأدى في نهاية الأمر إلى إدانة ليبيا ووفر الذريعة لإدارة الرئيس ريغان لكي توجه ضرباتها الجوية العسكرية ضد ليبيا.
لقد درجت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية على استخدام العمليات السرية (Covert Operations)، وتوظيفها في شتى الأغراض، وبالذات في خلق القلاقل والاضطرابات السياسية، وفي حقبة الستينيات والسبعينيات كانت أمريكا اللاتينية مجالاً خصباً لهذا النوع من الأنشطة التي برعت فيها وكالة المخابرات الأمريكية. ومن أمثلة ذلك: استخدام فرق الموت والإعدام بشكل واضح في كل دول أمريكا اللاتينية تقريباً وعلى وجه الخصوص في السلفادور وغواتيمالا. وعلى ما يبدو فإن أنشطة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لم تكن بمنأى عن جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد) وعملائه المنتشرين من بين أعضاء الجاليات اليهودية في سائر أنحاء العالم، وعلى ما يبدو فقد كانت فرق الموت في دول أمريكا اللاتينية تقوم على أساس اعتبارات الشراكة بين الموساد ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وعلى ما يبدو فقد اتسع نطاق هذه الشراكة في السنوات الماضية وأصبح ممتداً في الكثير من دول العالم.
فيما يتعلق بحرب لبنان (حرب الصيف الماضي بين حزب الله وإسرائيل) قام موقع دبكة فايل الالكتروني الإسرائيلي بالحديث عن نجاحات ما يطلق الإسرائيليون عليه تسمية (ميستا ارافيم) وهو نجاح يتمثل في وجود خليتين تجسسييتين من اللبنانيين الذين استطاع الموساد الإسرائيلي تجنيد عناصرهما واستخدامهم في زراعة الكثير من أجهزة التنصت والتجسس في لبنان.
وعلى وجه الخصوص يقول أحد اللبنانيين وهو الجنرال عدنان داوود عندما ظهر على التلفزيون الإسرائيلي وهو يبتسم ويشرب الشاي مع جنود جيش الدفاع الإسرائيلي وهو يأخذهم في رحلة أربع ساعات لقاعدته العسكرية في مرجعيون، وبعد مغادرة الجنود الإسرائيليين بساعة تقريباً قام جيش الدفاع الإسرائيلي بقصف موقع القاعدة في مرجعيون.
ويختتم الكاتب مقاله معلقاً بأن كل الدلائل تشير إلى ضلوع جهاز الموساد ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية في عمليات فرق الموت العراقية والاغتيالات السياسية الجارية حالياً في لبنان، وهي اغتيالات تهدف على وجه الخصوص إلى جعل بيروت وأهل بيروت يواجهون خيار فرق الموت السلفادورية.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد