بعد ضبط الحدود مع لبنان .. «رحلة» تهريب الأغنام تتحول إلى العراق
بيّن الآمر العام للضابطة الجمركية العميد سعيد صبيح أن حالات تهريب الأغنام باتجاه لبنان مضبوطة، موضحاً أن معظم عمليات التهريب تتم عبر الحدود العراقية، حيث يستغل بعض التجار «المهربين» الظروف الأمنية ويعملون على الاتجار بقطيع العواس السوري بسبب وجود فارق مغرٍ في السعر بين المحلي لهذه الأغنام والسعر في الأسواق العراقية والذي يصل أحياناً لأكثر من الضعف، ما يعتبر محفزاً للتهريب ويخلق بيئة مشجعة لنشاط عمليات التهريب لدى ضعاف النفوس، مبيناً أن ارتفاع سعر العواس في المناطق الشرقية خاصة في دير الزور مقارنة مع دمشق وريفها هو مؤشر على نشاط حالات التهريب في المناطق الشرقية وانخفاضها في دمشق باتجاه لبنان كما هو شائع عادةً.
وحول الإجراءات التي تقوم بها الجمارك أوضح صبيح أن من أهم الإجراءات التي يعمل بها هو تزويد ناقلي الأغنام بين المحافظات والمناطق السورية ببيان خاص يظهر عدد الأغنام المنقولة ووجهتها والجهة القادمة منها، إضافة إلى تزويد الناقل ببيان آخر لدى وصوله للمنطقة التي يريد الاستقرار بها يظهر أن هذه الأغنام بقصد التربية والرعي، وكل ذلك من أجل رصد حركة نقل الأغنام وضبط الأعداد لدى الناقلين وفي الجهات التي يريدون الاستقرار بها، بما يخفف من حالات التلاعب والتهريب، إضافة إلى تنسيق إدارة الجمارك مع كل الجهات المعنية للحد من ظاهرة التهريب وضبطها.
من جهته كشف معاون وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك جمال شعيب أن سبب الارتفاعات السعرية لمادة لحوم الأغنام في الأسواق انخفاض العرض والمتوافر أمام حالة الطلب، مبيناً أن عمليات الرصد اليومية لسعر هذه اللحوم تبين أن متوسط السعر في أسواق دمشق يقترب من 5500 ليرة، وهو قريب من النشرة السعرية التي تصدرها مديرية تموين دمشق التي تستمد أسعارها من الأسعار الفعلية والواقعية، وأن تسجيل أي سعر أعلى من ذلك هو مخالف ويمثل حالة استغلال في بعض المناطق، كما بين أن متوسط سعر كيلو الخروف الحي 1800 ليرة.
مبيناً أن انخفاض العرض من لحوم العواس يرتبط بحالات نشاط التهريب لهذه الأغنام إضافة لانخفاض عدد قطيع الأغنام في سورية بسبب الأزمة ووجود معظم المربين ضمن المناطق التي تشهد توترات ما انعكس على حجم القطيع وتراجعه وتخلي بعض المربين عن عملهم.
وبين معاون الوزير أن الوزارة تدرس استيراد اللحوم الحمراء لتلبية احتياجات السوق المحلية وتحقيق التوازن السعري وأن الوزارة قادرة على تأمين أنواع مستوردة موثوقة بالتعاون مع وزارة الزراعة وتحديد الدول الممكن الاستيراد منها حيث يمكن توفير العديد من أنواع اللحوم الحمراء مثل لحوم الجاموس ولحوم أغنام البيلا التي وفق تجارب سابقة لاستيرادها وصل سعر مبيعها في السوق المحلية إلى نصف سعر لحم الخاروف المحلي، وهو ما يوسع مساحة المعروض من اللحوم وتنوعه ويمكن العديد من المستهلكين تأمين احتياجاتهم من اللحوم بما يتوافق مع قدرتهم الشرائية على أن تكون هذه اللحوم مدروسة وضمن المواصفات السورية المعتمدة.
وأكد معاون وزير الزراعة أحمد قاديش انخفاض تعداد القطيع بسبب الأزمة، مبيناً أن الوزارة لم تتمكن من تنفيذ إحصاء شامل للثروة الحيوانية أو قطيع الأغنام بسبب الظروف العامة في البلد، لكن تقارير الأمم المتحدة تشير إلى تراجع قطيع الأغنام في سورية بين 30 إلى 40 بالمئة. وعن تدابير الوزارة وإجراءاتها للحد من تراجع القطيع والعمل على ترميمه أوضح معاون الوزير أن هناك جملة من الإجراءات تعمل عليها الوزارة أهمها إكثار الأغنام وبيعها للمربين وزيادة الدورات العلفية ومنح التراخيص النظامية للمربين لإقامة حظائر التربية المناسبة، إضافة لتوفير وتوزيع جميع اللقاحات على المربين مجاناً ولا بيع لأي لقاح إضافة لتوفير جميع الخدمات والاحتياجات البيطرية للمربين، كما تعمل الوزارة على تأمين الزراعات الرعوية البديلة على هوامش المزارع لتوفير النباتات الخضراء للقطعان مضافاً لذلك مشروع البادية وما يتم العمل عليه فق الظروف المتاحة من تعزيز ودعم للمراعي الطبيعية.
عبد الهادي شباط
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد