ناجية من عبودية داعش: السعودية تدير شبكات دعارة ورقيق أبيض
الجمل- بقلم: Jack Burns- ترجمة: وصال صالح: هاربة من الاستعباد الجنسي، فتاة كانت ذات يوم أسيرة لدى تنظيم داعش تفضح السعودية- البلد الذي عقد معه ترامب صفقات بمئات مليارات الدولارات- يعمل على إدارة حلقة ضخمة للاتجار بالجنس، وسط تكتم وسائل الإعلام الرئيسية كما البيت الأبيض على الدور السعودي في عبودية ونخاسة العصر الحديث.
قلة من الأميركيين بالكاد يمكن أن يتصوروا حجم الدمار والخراب والرعب الذي يعيشه الشعب العراقي نتيجة اتخاذ الإدارة الأميركية قرار الغزو عام 2003، ويمكن القول، أنه ليس هناك شعب على الإطلاق تحمل المعاناة التي عاناها الإيزيديون، وهم أقلية عراقية.
نادية مراد المرأة الإيزيدية المعروفة، التي اختطفت عام 2014 وتم معاملتها كرقيقة جنس من قبل داعش. كشفت للتو، عن دور الأوروبيين، التونسيين، والسعودية –حليفة الولايات المتحدة- في تجارة الجنس المروعة هذه.
وكانت مراد هربت في النهاية من جحيمها على الأرض وعادت إلى قريتها ومسقط رأسها في قرية كوجو قضاء سنجار، يوم الخميس استقبلها أهالي قريتها مرحبين بها بالأحضان. واقفة فوق سطح مدرستها القديمة والدموع تنهمر من عينيها، خاطبت مراد المجتمعين من أبناء قريتها، ووجهت رسالة إلى جميع أنحاء العالم ممن يجرؤون الاستماع إلى ما ستقوله.
بعد ثلاثة أشهر فقط من الاغتصاب والتعذيب، هربت مراد من خاطفيها الإرهابيين، وفي نهاية المطاف وجدت لها مأوى في مخيم للاجئين، ولاحقاً وجدت الأمان في ألمانيا، لكنها لم تبق هناك لفترة طويلة، وهي لم تصمت إزاء ما عاشته وما عانته.
رويترز ذكرت أنها صارت سفيرة الإيزيديين إلى العالم؛
وهكذا حملت مراد مطالب الأقلية الديية الإيزيدية إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في عام 2015 ولجميع الحكومات على الصعيد العالمي، وحصلت على الترشيح لجائزة نوبل للسلام ودور سفيرة للنوايا الحسنة للأمم المتحدة.
كانت نادية مراد واحدة من بين ما يقرب من 7000 فتاة ممن استخدمهن تنظيم داعش كعبيدات جنس وتم التعامل معهن كسيارات مستعملة لمقاتلي داعش الذين كانوا يخوضون الجهاد. شاهدت مراد كيف كان يتم فصل الرجال عن النساء والأطفال، ليُقتلوا لاحقاً ويدفنوا في مقابر جماعية. بينما يتم إرسال الأولاد إلى مخيمات تدريب داعش، و تؤخذ النساء إلى مقاتلي داعش لاغتصابهن.
في حديث لرويترز، قالت مراد أنها كانت تتمنى الموت، في ذلك الوقت، " كنا نأمل لو كان مصيرنا مثل مصير الرجال وأن نُقتل، لكن بدلاً من ذلك –جاء المقاتلون الأوروبيون والسعوديون والتونسيون وغيرهم واغتصبونا ثم باعونا".
العام الماضي، فضح دور السعودية -البلد التي وقع الرئيس دونالد ترامب معها صفقة بمليارات الدولارات- حيث لم تقم فقط بتقديم التسهيلات لداعش في تجارة النخاسة والعبيد –وإنما شاركت وتورطت في ذلك.
وفقاً لتقارير شهود عيان، تنظيم داعش يبيع العبدات في السعودية، وذكر موقع مراقبة أنشطة الجهاد: "إنها ليست أخباراً جديدة، داعش يقوم منذ فترة طويل بالاستغلال و الاتجار بعبيدات الجنس –خصوصاً الفتيات الإيزيديات- لكن الآن تم اكتشاف أنه يجري بيع عبيدات جنس داعش في مزادات مرعبة للسعودية –حليفة الولايات المتحدة وبريطانيا".
أحد شهود العيان قال:
يتم احتجاز عشرات النساء في غرفة كبيرة، وليست العراقيات والسوريات فقط من يتم الاتجار بهن، وإنما أيضاً سعوديات وغربيات، ممن لم تعرف جنسياتهن الحقيقية. مصادر تحدثت أن نساء غربيات كن أيضاً من بين الضحايا تماشياً مع ممارسات داعش في استعباد نساء "الكفار":
تجدر الإشارة إلى أن عملية اتجار داعش بالبشر تتضمن استعباد النساء ممن يعتبرن "كافرات"، أي الناس غير المسلمين مثل الإيزيديات والمسيحيات، قبل بيعهن مقابل المال. السفاحون السفلة أيضاً متورطون في تطرف الشابات في جميع أنحاء العالم ويحاولون إغوائهن وإغرائهن للقدوم إلى الخلافة مع وعود كاذبة بالثروة والزواج ومغفرة الخطايا.
الأعمال الشريرة والآثام وانتهاكات حقوق الإنسان من قبل السعودية مثيرة للدهشة. الآن لا مشكلة لدى ترامب في عقد صفقة مع النظام الإرهابي وكذلك بالركوع أمامهم.
بالعودة إلى نادية مراد والدموع تفيض من عينيها، قالت لأهل قريتها " أنا ابنة هذه القرية" ثم ناشدت الأمم المتحدة "لفتح قضية أولئك الذين فقدوا كل شيء، أهاليهم الناس الذين لا يستطيعون العودة إلى قراهم" .
ثم توجهت مراد بكلمات قاسية للعالم الذي بدا بعيداً، بما في ذلك الولايات المتحدة تحت قيادة باراك حسين أوباما والآن دونالد ترامب. رويترز قالت بأنها أعلنت عن فشل المجتمع الدولي في المساعدة على تحرير النساء الإيزيديات والأطفال المحتجزين و المغتصبين "المجتمع الدولي لم يتحمل مسؤولياته" قالت، مضيفة "أنا أقول أنكم لستم عادلون لأنكم لم تدعموا أقلية مثل الإيزيديين". ودعت مراد المجتمع الدولي إلى الاعتراف رسمياً بالإبادة الجماعية للإيزيديين والتعامل معها على هذا الأساس وليس كصراع عالمي. من المفارقات، أنه لم يكن حلف شمال الأطلسي –ناتو- من حرر الإيزيديين، إنها إيران، جنباً إلى جنب مع الجنود العراقيين ليدفعوا داعش على طول الحدود مع سورية.
الرواية الأميركية القادمة في واشنطن أنه لا يمكن الوثوق بالإيرانيين. هم يتهمونهم بالتخطيط لتطوير الأسلحة النووية التي تشكل تهديداً للولايات المتحدة، لكنهم الإيرانيون من يظهرون رغبتهم في القضاء على تنظيم داعش.
إذا ما صدقت تولسي غابارد السيناتور الجمهوري عن ولاية هاواي والسيناتور الجمهوري عن ولاية كنتاكي راند بول ، فإن الحكومة الأميركية تمول عن قصد المتطرفين الإسلاميين وتعمل على تزويد المنظمات الإرهابية بالأسلحة. و إذا ما صحت اتهامات السيناتور فإن هذه الأسلحة تقع في أيدي داعش، ما يعني أن الولايات المتحدة هي في الواقع مسؤولة عن الإبادة الجماعية للإيزيديين بسبب عدم سيطرتها وتحكمها في هذه الفصائل.
عن:The Free Thought
الجمل
إضافة تعليق جديد