ميليشيات إدلب: تركيا قد تتدخل لإنهاء «الفلتان الأمني»!
أوجدت تركيا الظروف الملائمة لتدخلها عسكريا في إدلب بذريعة إنهاء «الفلتان الأمني» بين الميليشيات المتقاتلة ووضع حد لطغيان «جبهة النصرة» الإرهابية وأبرز مكونات «هيئة تحرير الشام» إثر اجتياح معرة النعمان ومغبة انتقال احترابها مع بقية الميليشيات إلى الحدود التركية.
وقالت مصادر معارضة مقربة من ميليشيا «الجيش الحر : إنها تبلغت بشكل غير رسمي عزم الجيش التركي التدخل برياً في إدلب لصالحها ولصالح الميليشيات الإخوانية وفي مقدمتها «حركة أحرار الشام الإسلامية» في حال هددت مصالحها في عمق أمنها القومي.
وأوضحت المصادر، أن الجيش التركي، وفي خطوة استباقية، نقل مئات المسلحين ممن دربهم في عداد الجيش التابع له من جرابلس والراعي شمال حلب إلى حدود حارم ودركوش وسلقين للزج بهم كرأس حربة في أي عملية عسكرية مرتقبة في إدلب، لافتة إلى أن الظرف راهناً يتطلب مزيداً من التريث والتأني قبل القيام بمثل هكذا إجراء قد يخلط الأوراق ويثير حفيظة روسيا وإيران الدولتين الضامنتين لوثيقة المناطق الأربع «مخفوضة التوتر» الموقعة في «الأستانا».
ورأت المصادر، أن العملية العسكرية التي نفذتها «النصرة» في معرة النعمان أنهت حال الترقب والاصطفاف في صفوف فريقي الرياض والدوحة المتصارعين، ودفعت بتركيا إلى بدء إعادة تشكيل التحالفات العسكرية في إدلب لصالحها وعدم السماح بتمادي التشكيلات المحسوبة على تنظيم القاعدة على الميليشيات الموالية لها والممولة قطرياً والتي سرت إشاعات عن قرب تخلي داعميها عنها.
وتندرج الجهود التركية، التي ستترسخ على الأرض في غضون أيام، بحماية الميليشيات الاخوانية وفي مقدمتها «حركة أحرار الشام الإسلامية» والميليشيات المنضوية فيما يسمى «الجيش الحر» وتحصينها ضد أي غزو محتمل قد تقوم به «تحرير الشام» ضد معاقلها أو تصفية أي منها على غرار «الفرقة 13».
وتسعى أنقرة إلى تحويل محافظة إدلب أو على الأقل المناطق الحدودية معها إلى محمية شبية بجرابلس شمال حلب لكن الأمر يتطلب كميات كبيرة من الأموال قد تنشغل الدوحة عن تقديمها في ظل ظرفها الاقتصادي الجديد وتضرر مصالحها مع دول الجوار.
وتخشى ميليشيات إدلب أن توسع السعودية والدول العربية المتحالفة معها قائمة الكيانات الإرهابية المرتبطة بالدوحة لتشملها كأولى التداعيات التي ستتمخض عن الصراع السعودي القطري بغية تقليص نفوذ الأخيرة على الساحة السورية وما سيتبعه من تقليص نفوذ تركيا التي تعمل على كسب مزيد من نقاط الربح ولو عن طريق التدخل العسكري المباشر.
ورجحت المصادر، انتقال المعارك بين النصرة و«الحر» ثم مع «أحرار الشام» إلى الريف الجنوبي لمعرة النعمان ولاسيما في كفروما ثم إلى الريف الشمالي كما في خان السبل فسراقب العقدة الطرقية المهمة والتي شهدت أمس مظاهرات ضد «تحرير الشام» قبل أن تصل المعارك إلى المعابر الحدودية وخاصة باب الهوى الذي يشهد جانباه حالاً من التوتر والاحتقان بعد استدعاء تعزيزات من الطرفين، وهو ما يبرر ويسوع تدخل الجيش التركي.
وأشار مراقبون للوضع في إدلب إلى أن نية تركيا التدخل عسكرياً في إدلب لم تتبلور بعد وما زالت موضع نقاش على مستوى حكومة «العدالة والتنمية» والجيش والاستخبارات التركية، ورجحوا عزم أنقرة عدم طلب الضوء الأخضر من واشنطن لعمليتها لأن الأخيرة ستغض الطرف في حال كان الإعلان عن أن هدف العملية نزع سلاح «النصرة» وأخواتها في «تحرير الشام» وتصفيتها.
ودليل ذلك، أن تركيا لم تتدخل بشكل مباشر لنصرة «الفرقة 13» وميليشيا «جيش إدلب الحر» في معرة النعمان حيث جرى الاتفاق أمس على حل الفرقة على الرغم من رفضها بالاتفاق مع «جيش إدلب الحر» و«تحرير الشام» التي يفترض أن تفك الحصار عن المدينة في حال تم تنفيذ بنود الاتفاق، ما يعني فرض «تحرير الشام» هيمنتها وأجندتها من دون رادع لها ليقوى نفوذها أكثر بعدما مدتها أنقرة بعناصر القوة والاستفراد بالساحة الإدلبية كي تطغى بغية تقليم أظافرها، بحسب المراقبين.
المصدر: الوطن+ وكالات
إضافة تعليق جديد