«جنيف 7» ينطلق بجلسة محادثات بين وفد سورية ودي ميستورا
انطلقت، أمس، في مدينة جنيف السويسرية، الجولة السابعة من المحادثات السورية السورية، بجلسة ثنائية بين المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، ووفد الجمهورية العربية السورية برئاسة بشار الجعفري، لوضع جدول أعمال الجولة، وسط آمال أممية ضئيلة في إمكانية تحقيق تقدم ملموس وعاجل لإنهاء الأزمة السورية
في حين تحدث وفد «الرياض» عن أجواء تفاؤلية وكشف عن الاقتراب من تشكيل وفد واحد للمعارضة وعن احتمال عقد مفاوضات مباشرة بينه وبين الوفد الحكومي، الأمر الذي نفاه رئيس منصة موسكو للمعارضة قدري جميل.
على حين أعلن ممثل روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف أليكسي بورودافكين، أن موسكو تأمل بأن يتم تحقيق تقدم خلال جولة جنيف الحالية، مشيراً إلى أن الحوار سيركز على توحيد الجهود في مجال مكافحة الإرهاب والعملية الدستورية.
وعقد وفد سورية جلسة محادثات مع دي ميستورا في مقر الأمم المتحدة في جنيف في بداية جولة جنيف السابعة التي ستستمر خمسة أيام بمفاوضات غير مباشرة.
تأتي هذه الجولة غداة بدء سريان وقف إطلاق النار في ثلاث محافظات جنوب سورية، عملا باتفاق روسي أميركي أردني استند إلى مذكرة «مناطق تخفيف التصعيد»، والتي أقرت في اجتماع «أستانا 4» في أيار الماضي.
ومن المقرر في هذه الجولة من المحادثات، أن يستكمل السوريون بحث أربع قضايا أساسية في التسوية، هي الإرهاب والانتخابات والدستور والحكم، بالترافق مع اجتماعات تقنية ستتناول «مسائل قانونية ودستورية»، بحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم».
يذكر أن محادثات جنيف الأخيرة التي اختتمت في الـ19 من أيار الماضي، لم تثمر عن أي تقدم يذكر على مسار التسوية، إذ أقر المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا في إحاطة رفعها إلى مجلس الأمن في أعقاب جولة «جنيف 6» بوجود هوة عميقة بين الطرفين حيال القضايا الأساسية، معتبراً أن ضيق الوقت ألغى جميع فرص التقدم في اتجاه التسوية.
على خط مواز، قال بورودافكين: إن موسكو تأمل في أن يتم تحقيق تقدم خلال جولة «جنيف 7»، وتابع في حديث له في ختام إيجاز صحفي لـميستورا، عقد على هامش هذه الجولة، وفق «روسيا اليوم»: «أطلعنا المبعوث الخاص على خططه وأفكاره وكيف ينوي إجراء هذه المفاوضات والعمل مع الأطراف. وكل ما قاله حظي بتأييد ودعم ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي في جنيف. ونحن نأمل بأن يتم تحقيق تقدم محدد».
وذكر أن المحادثات ستركز على موضوعين: «توحيد جهود السلطات السورية والمعارضة في مجال مكافحة الإرهابيين، وعملية الإصلاح الدستوري التي ووفقا لآراء الأطراف السورية، تعتبر المفتاح والأساس لكل القضايا الأخرى في التسوية السياسية بسورية».
وفي مؤتمر صحفي في جنيف أمس أكد دي ميستورا ضرورة الاستفادة من النتائج الإيجابية التي تحققت خلال اجتماع أستانا الأخير بشأن سورية لتحقيق تقدم خلال الجولة الحالية من الحوار السوري السوري في جنيف.
وقال بحسب «سانا»: «لا نتوقع الاختراقات والانفراجات رغم أننا ندعم ذلك لكننا نريد أن نرى التطورات المهمة التي أعطت نتائج إيجابية كالتي جرت في أستانا والتي يمكن استخدامها إلى جانب الوضع الإقليمي والدولي كي تسمح لنا بتنفيذ إنجازات خلال محادثات جنيف».
وأضاف: إن «سياق أستانا وجنيف مرتبطان حيث كان هناك الكثير من العمل الجيد في اجتماعات أستانا وخصوصاً بشأن مناطق تخفيف التصعيد»، لافتاً إلى أن إنجاز هذه المناطق «لم يتم الانتهاء منه بشكل كامل إلى الآن».
وأشار دي ميستورا إلى أنه التقى أمس مع وفد سورية ووفود من المعارضة، بالإضافة إلى ممثلين عن مجلس الأمن في جنيف.
واعتبر، أن إحلال الاستقرار في سورية يبدأ بالتوازي مع وقف التصعيد، وقال: «هذا يعني المزيد من الطاقة وبذل الجهود والبحث عن الذين قد يسهلون هذا المنهج للعملية السياسية الشاملة الشفافة وفقاً لقرار مجلس الأمن 2254».
ولفت إلى أن قمة مجموعة العشرين في هامبورغ الألمانية شهدت الكثير من اللقاءات على أعلى المستويات بشأن الأزمة في سورية بما في ذلك لقاء الرئيسين الروسي والأميركي والاتفاق على «منطقة تخفيف التصعيد» جنوب غرب سورية.
وبين أن اجتماعات قادة الدول في هامبورغ عكست أيضاً رؤية المجتمع الدولي بأنه لا بد من توحيد الجهود لمكافحة الإرهاب كأولوية أساسية.
في غضون ذلك، قال عضو وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة، خالد المحاميد، وسط جو من التفاؤل المفاجئ، في مقابلة من جنيف مع قناة «العربية الحدث»: إن «المعارضة اقتربت من تشكيل وفد واحد لها»، وأوضح أن «الخلاف ما زال قائماً على مرجعية هذا الوفد».
وأضاف: «هناك احتمال لعقد جلسات تفاوض مباشرة بين الوفد المعارض والوفد الحكومي». وحين سئل عن هذه التطورات المفاجئة، قال المحاميد: «لقد حان الوقت للعقلاء من كل الأطراف أن يعملوا بجد على وقف نزيف الدم السوري»، لافتا إلى اهتمام أميركي كبير بهذه الجولة من المحادثات الجينيفية.
لكن رئيس منصة موسكو للمعارضة نفى ما ذكره المحاميد، حيث قال إن هذا الأمر «غير صحيح وكذب».
تأتي جولة جنيف الحالية، استمراراً لسلسلة من الجولات التفاوضية غير المباشرة بين السوريين والتي انطلقت برعاية أممية سنة 2014، على حين دخلت على الخط اجتماعات أستانا منذ مطلع العام برعاية روسيا وإيران وتركيا، أثمرت حتى الآن بتحقيق تقدم فعلي على الأرض انتهى إلى وقف إطلاق النار في معظم أنحاء سورية، وصاغت اتفاق «مناطق تخفيف التصعيد» الأربع، ولم يتم الاتفاق حتى الآن على حدود هذه المناطق.
واختتمت جولة جنيف السادسة في التاسع عشر من أيار الماضي وتركزت حول اجتماعات الخبراء من دون التطرق إلى السلال الأربع.
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد