31-12-2017
كيـف سيسهر السوريون اليوم…؟!
صلّى السوريون من أجل المطر فاستجابت السماء بخجل معلنة بدء شتاء هذا العام.
لكن صلوات السوريين من أجل انتهاء الحرب لم تكن كافية لوقف نزيف الشهداء, رغم تراجع عدد الجبهات بشكل كبير, كما أنها لم تصل لأسماع العالم المتحضر بعد!
شتاء هذا العام يبدو أنه جاء خجولاً لمسايرة أحوال الناس الذين ينوءون تحت رحمة ارتفاع الأسعار لم تعد تجدي كل حملات التخفيض المعلنة ولا الإجراءات الزجرية التي رافقت الأسواق خلال عام مضى!
واللافت في كل ما يحصل أن السوق فقد مرونته في التعامل مع الأسعار فلم تعد ترتفع وتهبط وفق قوانين السوق والعرض والطلب, إنما وبنظرة عامة يتضح أن «التجار» الصغار والكبار منهم اتفقوا على عتبات للأسعار لا يمكن النزول تحتها مهما بدت الإجراءات جادة وحازمة! والأمثلة معروفة خلال العام من البندورة إلى البطاطا وانتهاء بالفروج والمتة.
بكل الأحوال يمكن القول: إن الانفراجات التي حصلت خلال العام الماضي وأهمها استقرار تأمين الخدمات الأساسية كالماء والكهرباء والنقل باتجاه كل المحافظات تقريباً شجعت السوريين على استعادة طقوس حياتهم ما قبل الحرب ويمكن القول: إن سهرة عيد الميلاد كانت البروفات الأولى على هذا الصعيد, بينما يستعدون اليوم لقضاء سهرة رأس السنة بطقوس أتقنوا تهيئتها وترتيبها خلال سنوات طويلة.
لكن حساب البيدر ليس كحساب القبان! فما كان بالأمس متاحاً أصبح اليوم عبئاً بعد أن أصبحت أجور النقل تشكل عبئاً على المواطنين خصوصاً من يريد أن يقضي ليلة رأس السنة بين أهله وأقاربه ولا نبالغ إذا قلنا إن أجور تنقل عائلة من دمشق إلى دير الزور أو الحسكة قد تصل إلى نصف مليون ليرة بالطائرة ولا تقل عن مئة ألف بالبر للعائلة نفسها بينما متوسط أجور المواطنين لا يزيد على ثلاثين ألف ليرة!
ورغم ارتفاع تكاليف الحياة بشكل عام إلا أن عروض رأس السنة بدأت تملأ الشوارع واللوحات الإعلانية وشاشات التلفزيونات إضافة لأثير الإذاعات الخاصة, مع ملاحظة ارتفاع عتبات الأسعار بهذا القصد, فأصبح الإعلان عن تكلفة سهرة أو عشاء بمبلغ مئة ألف ليرة أو خمسين أمراً عادياً لا يتوقف عنده المواطن الذي ينظر إلى هذه العروض كما ينظر إلى أخبار الاختراعات العلمية التي قد تمر حياته كاملة قبل أن يصادفها, مفترضاً أنها تخص مواطنين من بلد آخر! لكن في الحقيقة, إن الحرب أفرزت طبقة جديدة لا تتعامل إلا مع هذه الأرقام في أيامها العادية, تاركة للمواطنين أمر تدبير سهرتهم وفق إمكاناتهم التي يريدونها! ووفق الفكاهات التي ابتدع عالم الانترنت في نقلها وتعميمها بدءاً من السهر في الفراش وصولاً للسهرات العائلية بالحد المقبول من التكلفة وبعيداً عن كل أنواع المظاهر وبهدف واحد فقط: كسر الجرة خلف عام استمرت معاناتهم خلاله وبرجاء أن تكون الأيام القادمة أفضل.. وكل عام وأنتم بخير.
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد