الصراع على الاستخبارات العراقية
بعيدا عن الصراع الدموي المتواصل يوميا في شوارع العاصمة العراقية بغداد، يبدو أن هناك صراعا خفياً آخر بدأت تتكشف معالمه، وهو صراع السيطرة على أجهزة الاستخبارات العراقية، والذي كما يبدو يشكل رهانا صعبا للإدراة الأمريكية، وبدأ يؤرقها.
فوكالة الاستخبارات الوطنية العراقية، ممولة بالكامل من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA وفق ما أكدته مصادر عسكرية واستخباراتية، وليست ممولة من قبل الحكومة العراقية.
ومنذ الإطاحة بنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، نشرت الـCIA أكثر من 500 عنصر لها في العراق، وفق ما أكدته مصادر استخباراتية، ما جعل المنطقة الأكبر لعمليات وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في العالم، حتى أن هذه العمليات هي أكبر من تلك التي كانت في سايغون إبان حرب فيتنام.
كما أن الإدارة الأمريكية هي من كان وراء تعيين محمد عبدالله شهواني مديرا لوكالة الاستخبارات الوطنية العراقية.
غير أن الأحوال تغيرت حاليا، ويبدو أن السيطرة الأمريكية على أجهزة الاستخبارات العراقية أصبحت مهددة.
فقد حددت وثيقة صادرة عن وكالة الاستخبارات الوطنية العراقية برنامج عمل جديد لعالم الاستخبارات العراقي والعاملين فيه.
وبموجب هذه الخطط فإن كل المعلومات الاستخبارية المجمّعة ستخضع لإشراف الحكومة المركزية العراقية الصديقة مع إيران.
إلا أن مسؤولين عراقيين رفيعين يزعمون أن وكالة الاستخبارات الوطنية العراقية بعيدة عن سيطرة ونفوذ رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، كما أن شهواني هو محور تحقيق من قبل الحكومة العراقية لمزاعم غير محددة تتعلق بالفساد، كما أنه لم يشاهد في الأشهر الثلاثة الأخيرة.
وقال أياد علاوي أحد حلفاء واشنطن والذي رأس الحكومة العراقية المؤقتة "لا أعلم ما إذا كان ذلك هجوما ضد الاستخبارات الأمريكية، لكن لا شك أن ما يحصل هو هجوم سياسي ضد شهواني."
يُذكر أن أحد أنداد شهواني هو وزير الأمن الوطني العراقي شيران الوائلي، الذي يتفاخر بعلاقاته مع الإيرانيين، فيما ينأى بنفسه عن الأمريكيين.
ففي السنوات الثلاثة الأخيرة، توسعت وزارة الوائلي لتضم ثلاثة آلاف عنصر استخباراتي، كما يتوقع لها أن تتطور أكثر، وفق مصادر استخباراتية أمريكية.
وكان الوائلي صرح أن دور القوات المتعددة الجنسيات في العراق هو دور داعم لمسألة الأمن وأنه لدى وزارته علاقة جيدة معهم، مضيفا "إلا أننا لا نساوم ولا نتخذ طرفا مع أحد.. الأمريكيون يمنحونا دعما معنويا وليس دعما لوجيستيا."
وأكد الوائلي أنه الشخص وراء قيام هذه الوزارة، التي بحسب تقارير أصبحت منظمة استخباراتية لم تكن واشنطن وحلفائها تتحسب لها.
وأوضحت مصادر استخباراتية عراقية، أن الخطة الاستخباراتية الجديدة ستقدم قريبا للجمعية الوطنية العراقية (البرلمان) ما أن تنال موافقة المالكي.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد