رحيل الكاتب المصري أحمد خالد توفيق
توفي الطبيب والكاتب المصري أحمد خالد توفيق، أمس الإثنين عن عمر ناهز 55 عاما في إحدى مستشفيات القاهرة إثر أزمة صحية مفاجئة، وقد شُيّع اليوم جثمانه في مسقط رأسه في محافظة الغربية.
وكان توفيق من الكتّاب العرب القلائل الذين برعوا في كتابة روايات الخيال العلمي وقصص الرعب، وفي رصيده أكثر من سلسلة قصصية مثل «ما وراء الطبيعة» و«فانتازيا» و«سافاري».أطلق عليه محبوه لقب «العراب» وهو ما رفضه مراراً قائلاً إنّ «الهالة» التي يضفيها قراؤه عليه «تزعجه عندما يشعر أنه يتوقع منه ما هو أكبر من إمكاناته»، وفق ما ذكر موقع «هيئة الإذاعة البريطانية».وُلد توفيق في مدينة طنطا في محافظة الغربية في العاشر من حزيران (يونيو) من العام 1962، وتخرّج في كلية الطب في 1985 قبل أن يحصل على شهادة دكتوراه في طب المناطق الحارة في العام 1997.أصدر العديد من الروايات منها «السنجة» و«مثل إيكاروس» و«في ممر الفئران» و«شآبيب»، بالإضافة إلى عدد من القصص القصيرة من بينها: «قوس قزح» و«عقل بلا جسد» و«حظك اليوم» و«الآن نفتح الصندوق» و«لست وحدك»، كما ترجم عشرات الكتب والروايات وكان يكتب مقالات في بعض الصحف والمواقع الإلكترونية.
اتسمت كتاباته بالسخرية وسهولة السرد، مما عرّضه للكثير من الانتقادات، لكنه كان يرى أن الكتابة لا يجب أن «تعذّب القارى أو أن تشعره بالهزيمة أو الفشل». إنشغل بمجتمعه وصوّر بعضاً من أزماته في كتاباته حيث تناول قضايا مثل الاستقطاب واتساع الفجوات الاجتماعية والطبقية، فيما تنتمي معظم أعماله لما يسمى بالأدب الغرائبي، ومن أهمها سلسلة «ما وراء الطبيعة» التي ينظر إليها على أنّها شكّلت وجدان جيل من الشباب في مصر والعالم العربي.
استخدم الراحل في أعماله ثيمة «الديستوبيا» أو أدب «المدينة الفاسدة» التي تتناول المستقبل من خلال تصوّرات مظلمة يفقد فيها البشر الكثير من حريّتهم، ومشاعرهم، ومواردهم مثل روايته «يوتوبيا». أما معظم أبطاله، فكانوا من مدرسة «نقيض البطل» أو Antihero أي الشخصيات التي تفتقر إلى مواصفات البطولة التقليدية.
وكان توفيق قد فسّر في مقابلة مع «بي. بي. سي» النبرة «التشاؤمية» التي اتسمت بها أعماله واليأس والإحباط الذي شعر بهما في أعقاب «فشل ثورة 25 يناير». شغلت فكرة الموت تفكير الكاتب الحاصل على جائزة الرواية في «معرض الشارقة الأدبي» (2016)، خصوصاً بعدما توقف قلبه أربع مرات، لكنّه في كل مرّة عاد لينبض بالحياة. في هذا السياق، سبق أن أوضح أنّه «لقد عدت للحياة، يجب أن أتذكر هذا ربما كانت لعودتي دلالة مهمة لا أعرف ربما كان هناك عمل مهم جداً سوف أنجزه لكن ما هو؟ أخشى أن أكون قد عدت لأتلف ما قمت به في حياتي الأولى».
وبعيد إعلان النبأ، انتشر هاشتاع باسمه على مواقع التواصل الإجتماعي، وراح محبوه ينعونه مستخدمين اقتباسات من رواياته وكتاباته. بدورها، نعت وزيرة الثقافة المصرية، إيناس عبدالدايم، توفيق مشيرة إلى أنّ «الثقافة المصرية والعربية فقدت روائياً عظيماً، لطالما أثرى الحياة الثقافية في مصر والوطن العربي». وأضافت أنّه «ترك للمكتبة العربية العديد من الروايات والكتابات النقدية الهامة، وكان أحد أبرز كتاب قصص التشويق والشباب في الوطن العربي التي تتميز بأسلوبه الممتع والمشوق مما أكسبه قاعدة كبيرة من الجمهور والقراء».
الأخبار
إضافة تعليق جديد