الاحتلال التركي يواصل أطماعه في عفرين و أنباء عن انسحاب أميركي من مناطق في شمال سورية
لم يثق الروس بالقرار الأميركي بسحب مساعداته لشمالي غربي سورية، مطالبين بـ«الانسحاب الكامل»، ومعبرين عن خشيتهم من تواطؤ الولايات المتحدة مع الإرهابيين لإتاحة الفرصة لهم بالسيطرة على المناطق التي تنوي واشنطن الانسحاب منها.
وفي آذار الماضي أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب نيته سحب قواته من سورية قبل أن يتريث ويقول: إن الانسحاب سيتم في القريب العاجل، بينما دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال استقباله الرئيس بشار الأسد في مدينة سوتشي يوم الخميس الماضي، إلى انسحاب القوات الأجنبية من سورية.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين أميركيين مطلعين يوم الجمعة قولهم: إن إدارة ترامب «تعتزم سحب مساعداتها من شمالي غربي سورية الخاضع لسيطرة فصائل إسلامية وتريد التركيز على جهود إعادة إعمار المناطق التي استعادتها القوات التي تقودها الولايات المتحدة من تنظيم الدولة الإسلامية في شمالي غربي البلاد».
وتسمي الولايات المتحدة حضورها بأنه «مساعدة للسوريين» بعدما أوضحت شبكة «سي. بي. إس» الإخبارية أن إدارة ترامب ستخفض عشرات ملايين الدولارات من الجهود السابقة المدعومة من الولايات المتحدة «للتصدي للتطرف العنيف ودعم المنظمات المستقلة ووسائل الإعلام المستقلة ودعم التعليم».في المقابل قال مسؤولون أميركيون لـ«رويترز»: إن المساعدات الإنسانية لن تتأثر في الشمال الغربي حول محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة جبهة النصرة الإرهابية.
وعلى حين قال مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية للوكالة: إنه «جرى تحرير برامج المساعدة الأميركية في شمالي غربي سورية لتقديم دعم متزايد محتمل للأولويات في شمالي غربي سورية»، اعتبر مسؤول ثان أن الإدارة الأميركية تعتقد أنها تريد نقل المساعدة إلى مناطق تخضع لسيطرة أكبر للولايات المتحدة، في إشارة إلى شمالي شرقي البلاد.
ورداً على تلك الأنباء قالت «القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية» في حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي: إن إعلان واشنطن انسحابها من أجزاء من سورية يعتبر مؤشراً إيجابياً إلى حدٍ ما، ولكن لن تكون هذه الخطوة محمودة ما لم يكن ذلك الانسحاب من كامل الأراضي السورية مع تسليم تلك المواقع للقوات الحكومية السورية، معربة عن «مخاوف حقيقية عن وجود تواطؤ أميركي مع تنظيمات إرهابية لإتاحة الفرصة لها بالسيطرة على المواقع التي ستنفذ القوات الأميركية انسحاباً جزئياً منها في سورية».
وجاءت النيّات الأميركية بسحب ما تسميه «المساعدات» مع تأكيد قائد القوات الأميركية في «التحالف الدولي» الجنرال جيمي جيرارد أن قوات الأخير باقية حتى تسوية سياسية في سورية، وذلك خلال زيارة وفد من «التحالف» إلى منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي أمس الأوّل.
وتعتبر هذه ثاني زيارة يقوم بها جيرارد لمدينة منبج، حيث سبق أن زار قاعدة أميركية في المدينة منتصف شهر شباط الماضي.وفي شأن متصل قالت «القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية»: إن موسكو تؤكد ثبات موقفها بمطالبة الجانب التركي بالتنسيق مع دمشق حول أي تحرك عسكري في سورية، كما نؤكد ضرورة تسليم مدينة عفرين للقوات الحكومية السورية بعد أن تم القضاء على المجموعات المسلحة غير الشرعية.
وجاء ذلك بموازاة تأكيد مواقع إلكترونية معارضة أن الحكومة التركية تجبر أهالي عفرين في تركيا على إصدار هويات جديدة وإلحاق مناطق عفرين بمدن تركية.
وأوضحت أن أحد أهالي ريف جنديرس حسب السجل المدني والهوية التركية القديمة تم استبدال بيانات هويته لتصبح تتبع مدينة الريحانية التركية، «أي أن ريف جنديرس تابع لمدينة الريحانية في تركيا، وذلك وسط تزايد المخاوف لدى الأهالي بسبب تبعات التقسيمات الجديدة».
وبحسب المواقع فإن الميليشيات المتحالفة مع تركيا قامت بتوطين أكثر من 80 عائلة من ريف حمص وحماة خلال الأسبوع الفائت في منطقة خربة شران، وبات عدد المستوطنين يقرب من عدد السكان الأصليين في ظل استمرار عملية التغيير الديموغرافي في المنطقة. كذلك، نشرت مصادر كردية بعض الصور لمزار شيخ زيد في حي الزيدية في مدينة عفرين بعدما تم نهبه ونبشه بشكل كامل من عناصر الميليشيات.
في الغضون أكد نشطاء أن ميليشيات مسلحة قامت أمس بتفكيك وسرقة سكة الحديد الأثرية في عفرين، والممتدة من قطمة وحتى ميدان اكبس التي يعود تاريخها لعام 1913.
الوطن
إضافة تعليق جديد