مزاج.. كلمات بصرية قدمها أطفال (آمال) في 57 عملاً فنياً تشكيلياً
اختارت مجموعة من أطفال المنظمة السورية للأشخاص ذوي الإعاقة “آمال” الريشة واللون والطين والأسلاك لتكون وسيلة للتعبير عن أحاسيسهم وأفكارهم التي لم يكن بمقدورهم التعبير عنها بالكلمة فكانت لوحات معرضهم “مزاج” الذي افتتح اليوم في صالة قزح بدمشق القديمة رسالة تتحدث عن هذه الأفكار وتبشر بمواهب فنية واعدة.
المعرض الذي يستمر حتى الأربعاء القادم تضمن نحو 100 عمل بين لوحات زيتية ومنحوتات قدمها 57 طفلا وطفلة من المعوقين سمعياً وأطفال التوحد تناولت مواضيع مختلفة عبرت عن الطبيعة والوجوه وأشكال وخطوط كانت ألوانها مفعمة بالحياة والتفاؤل.
الدكتور علي تركماني رئيس مجلس الأمناء في المنظمة بين أن إقامة المعرض في صالة ضمن دمشق القديمة تأتي من باب الحرص على تعريف الأطفال بالقيمة التراثية التي يحملها هذا المكان، معتبراً ان ما قدم في المعرض جهد مميز ويفوق التوقعات وفق العديد من الفنانين التشكيليين الذين استشرناهم.
وأوضح الدكتور تركماني أن المنظمة تقدم خدماتها الآن لأكثر من 200 طفل مصاب بالإعاقة السمعية و36 طفل توحد تقدم لهم مختلف أنواع الرعاية الصحية والنفسية وإعادة التأهيل.
وبينت مدربة الفنون بالمنظمة روناك أحمد أن المعرض نتاج تجميع لوحات قدمت خلال ثلاثة معارض أقامتها المنظمة سابقاً حملت عناوين “هنا التقينا” و”رحيق” و”صدع” ليكون “مزاج” ككل هذه المعارض منبراً للكلمة وشكلاً من أشكال التواصل يعبر عن ثقة الاطفال بأنفسهم وبقدراتهم، مشيرة إلى أنه تم اختيار مواضيع الأعمال المقدمة من وحي لوحات الفنانين السوريين المحترفين.
فرحة أهالي الأطفال المشاركين في المعرض وبريق الأمل في عيونهم لم يكن أقل من فرحة الأطفال أنفسهم فهو دليل واضح على إيمانهم بقدراتهم بأن الإعاقة لم ولن تكون حجر عثرة في إظهار مواهبهم بفضل المختصين والمدربين في المنظمة حيث رأت والدة الطفل “ماريو تلي” معوق سمعياً أن اللوحة التي رسمها ابنها إنجاز مهم لتنمية موهبته.
وبين والد الطفل إحسان الوني وهو طفل توحد أن المعرض فرصة للاطلاع على نتاج الأطفال ومدى استفادتهم من جلسات المتابعة والتأهيل، لافتاً إلى أن ولده منذ البداية امتلك موهبة فنية استطاعت المعلمة اكتشافها وتنميتها وتوجيهها بشكل صحيح.
وأشار سامر قزح صاحب صالة قزح للفنون التشكيلية إلى أنه تم تقديم اللوحات على شكل مجموعات وليس بشكل منفصل للتعبير أكثر عن جهد الأطفال بشكل جماعي.
من جانبه لفت الفنان التشكيلي غازي عانا إلى العفوية والحرية الفائقة التي قدمت بها الأعمال، معتبراً أن المعرض نجح في تقديم الشحنة التعبيرية التي يمتلكها هؤلاء الأطفال رغم إعاقتهم.
وتأسست المنظمة السورية للأشخاص ذوي الإعاقة “آمال” عام 2002 وهي منظمة أهلية غير ربحية تعمل على تحسين حياة الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال بناء المعرفة والوعي وتوفير العلاج وإعادة التأهيل وتعزيز إشراكهم في بناء المجتمع.
سانا
إضافة تعليق جديد