الجيش يحشد على جبهات غرب حلب,هل اقتربت المعركة ؟
تواصلت الأنباء أمس عن وصول تعزيزات للجيش العربي السوري إلى جبهات ريف حلب الغربي التي تفصله عن تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وحلفائه من الميليشيات الذين واصلوا خرق «اتفاق إدلب» في حين رد عليهم الجيش بالأسلحة المناسبة، في حين واصل الإرهابيون نهب الآثار من المواقع الأثرية في ريفي حماة وإدلب وبيعها لنظام أردوغان.
وفي التفاصيل، فقد استهدف الجيش بمدفعيته الثقيلة مواقع ونقاط انتشار الإرهابيين في قطاع إدلب من المنطقة «المنزوعة السلاح» التي حددها «اتفاق إدلب»، وتحديداً في قرى حاس والهبيط وجرجناز ومعر شمارين والتينة، ما أدى إلى مقتل العديد من الإرهابيين وجرح آخرين وتدمير عتادهم الحربي.
ونص «اتفاق إدلب» على انسحاب الإرهابيين من «المنزوعة السلاح» بحلول منتصف تشرين أول الماضي، وهو ما لم يتم إلى اليوم ويعتبر خرقاً للاتفاق.كما دك الجيش بمدفعيته الثقيلة أيضاً مواقع لـ«النصرة» وحلفائها في قطاع ريف حماة من «المنزوعة السلاح»، بوادي الدورات واللطامنة ومحيطها والزكاة ومورك، وحقق إصابات مباشرة فيها، وهو ما أدى إلى مقتل وجرح العديد من الإرهابيين.
من جهتها نقلت وكالة «سانا» عن مصدر عسكري: أن وحدة من الجيش تعمل في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي خاضت اشتباكات عنيفة مع مجموعة إرهابية حاولت التسلل باتجاه أحد المواقع العسكرية في محيط بلدة كنسبا.وأشار المصدر إلى أن الاشتباكات انتهت بإحباط التسلل بعد إيقاع العديد من الإرهابيين بين قتيل ومصاب وإجبار الباقين على الفرار تاركين خلفهم أسلحة وعتاداً بينها مدفع هاون.
من جهته، أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض أن الجيش استهدف ليل أول من أمس وصباح أمس، لأول مرة منذ الـ15 من شهر آب الماضي مواقع إرهابيين في أطراف بلدتي بسقلا وحاس في الأطراف الجنوبية من جبل الزاوية. في غضون ذلك، أكدت مواقع إلكترونية معارضة أن الجيش أرسل تعزيزات عسكرية من مدينة السفيرة شرق مدينة حلب إلى منطقة المعامل (نحو 3 كم غرب المدينة)، ضمت مئات العناصر إضافة إلى 50 آلية عسكرية بينها سيارات نوع «زيل» ومدافع عيار «130»، بعد أنباء مماثلة ترددت في الأيام الماضية عن تعزيزات للجيش إلى غرب حلب.
في شأن منفصل، أكد «المرصد» تزايد امتهان التنقيب العشوائي والمنظم عن الآثار خلال العام 2018، من خلال تأمين جهاز للكشف عن الآثار والذي بات يباع بعدة مئات من الدولارات، في مناطق سيطرة الميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية، إذ جرى تعديل جهاز الكشف عن المتفجرات والألغام، وتصييره ليكون جهازاً كاشفاً للآثار
وأكد تواصل التنقيب العشوائي، حتى يومنا هذا، في منطقة قلعة أفاميا ومنطقتي حورتة وأم نير إضافة لمنطقة تل القرقور في سهل الغاب بشمال غرب حماة وفي منطقة جبل و«الجهادية»
ولفت إلى انخراط بعض الميليشيات بنفسها في هذا المجال، نتيجة ضعف التمويل، وبحثاً عن مصادر لتمويل نفسها، ورصد تنفيذ 3 من أكبر عمليات التنقيب عن الآثار في إدلب، الأولى في منطقة بابسقا الواقعة عند الحدود مع لواء إسكندرون، في الريف الشمالي لمدينة إدلب، وباب العمود والخطيب والخزانات إضافة لمواقع أخرى، قامت بها ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» وبعدها «هيئة تحرير الشام» الواجهة الحالية لـ«لنصرة» بعد سيطرتها على المنطقة، ولفت إلى أن قيمة الموجودات بلغت نحو 200 مليون دولار.
المنطقة الثانية، في جسر الشغور و«كانت الأكبر على الإطلاق»، ونفذت بأيادي «الحزب الإسلامي التركستاني»، خاصة في تل القرقور في الريف الغربي لمدينة جسر الشغور، وبلغت قيمة المستخرج من الآثار والذهب، أكثر من 800 مليون دولار.
أما التنقيب في قميناس فجرى بالتعاون بين «النصرة» و«التركستاني»، حيث جرت عملية التنقيب لتل دينيت الأثري، إضافة إلى التنقيب في منطقة النخلة وتلتها الأثرية، والتي تخضع لسيطرة ميليشيا «صقور الشام»، في حين في تلال جسر الشغور والغسانية يعمل منقبون من الإرهابيين المغاربة والخليجيين، فيما تجري عمليات تنقيب من قبل أتراك وبوسنيين ومغاربة في قلعة الشغر، إضافة لعمليات التجريف التي نفذها التركستان مثلما جرى في تلال مشمشان والقرقور بريف جسر الشغور.
وأشار «المرصد» إلى أن سوق تصريف هذه الآثار والتماثيل والذهب وغيرها من المستخرجات، يتم عبر طريقين رئيسيين أحدهما إلى تركيا ومنها إلى دول أوروبية وغربية، وثانيهما نحو لبنان ومنها إلى دول أوروبية، وفي بعض الأحيان يجري التوجه إلى دول آسيوية، والتي نشطت فيها عملية الاتجار بالآثار السورية، إضافة لنقلها إلى صربيا.
الوطن-
إضافة تعليق جديد