حريق يلتهم حيا فقيرا بقلب القاهرة
أصيب عشرة على الأقل وشرد مئات آخرون إثر حريق كبير أتى على قلعة الكبش، في حي السيدة زينب وسط العاصمة المصرية.
وقد أتت النيران على الأكواخ والأكشاك الخشبية التي كانت تقيم بها مئات الأسر بهذه المنطقة التي تصنف ضمن العشوائيات، وهي من أفقر مناطق العاصمة والتي تعاني غياب المرافق الأساسية والتخطيط العمراني.
وخلـّف الحريق أكثر من ألف مواطن بلا مأوى بعد أن أتت النيران على أكثر من 250 منزلا مبنيا من الخشب.
ورجحت مصادر أمنية أن يكون الحريق ناتجا عن انفجار أسطوانة غاز بسبب خلل في استخدامها، وقد تمكنت فرق الإطفاء من السيطرة وإخماد الحريق بعد أربع ساعات. وقال سكان المنطقة إنه لولا تدخل الجيش بتوفير المياه لفرق الإطفاء لكانت الكارثة أفدح.
وقد أقر مدير إدارة الدفاع المدني اللواء محمد نصير الاستعانة بمساعدة الجيش لضعف إمدادات المياه بهذه المنطقة. وانتقد سكان المنطقة استمرار تجاهل الحكومة لهم وشكوا من أن الحريق أتى بالكامل على ما كانوا يقتاتون به ومصدر رزقهم.
واتهم البعض محافظة القاهرة بالمسؤولية عن تفاقم مأساتهم بالتأخر في تنفيذ خطط نقلهم إلى مشروع سكني جديد أقيم بجوار المنطقة تحت رعاية قرينة الرئيس حسني مبارك.
ومنذ ثلاثة عقود تتفاقم مشكلة العشوائيات بالقاهرة، ويحذر علماء الاجتماع من خطورتها حيث تتحول بعضها إلى بؤر إجرامية وسط حرمان من الخدمات الأساسية وإهمال لمشكلات قاطنيها، وتكدس أعداد كبيرة من البشر في أكواخ من الأخشاب أو الصفيح.
ومن المفارقات أن هذه العشوائيات تجاور أحيانا أحياء راقية. وسعت الحكومة مؤخرا لحل بعض مشكلات هذه المناطق مثل توصيل المرافق الأساسية من كهرباء ومياه نقية وصرف صحي، أو إقامة مشروعات سكنية جديدة تنقل فيها هذه الأسر. وقد وعدت الحكومة بعد الحريق بتوفير وحدات سكنية للمتضررين.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد