علم الجمهورية يرفرف في ضفة الفرات الشرقية
رفرف علم الجمهورية العربية السورية أمس على الضفة الشرقية لنهر الفرات التي يحتل «التحالف الدولي» و«قوات سورية الديمقراطية– قسد» العديد من المدن والقرى والبلدات فيها، وسط مطالبات الأهالي ورؤساء العشائر بعودة الجيش العربي السوري. وتجاهلت «قسد» و«التحالف الدولي» الداعم لها مناشدات الأهالي في المنطقة التي تشهد اشتباكات بينهما وبين تنظيم داعش الإرهابي، على حين واصلت أميركا محاولاتها المزعزعة لأمن المنطقة بإنزال قيادات داعشية في العراق قرب الحدود السورية.
وذكر موقع قناة «روسيا اليوم» أنه تم تنظيم فعالية جماهيرية على ضفتي نهر الفرات أمس للمطالبة بحل مشكلة الجسور، حيث بدأت التجمعات الجماهيرية في منطقة الفرات، في وقت واحد في عدة مدن وبلدات تطل على النهر.
وأكد الموقع أن المواطنين تجمعوا على ضفتي النهر وهم يرفعون الإعلام السورية ويعقدون حلقات الرقص ويرددون الأهازيج الشعبية غير آبهين بجيش الاحتلال الأميركي وحلفائه على الضفة الشرقية.
وفي قرية حطلة الواقعة على الشاطئ الشرقي الذي تسيطر قوات الاحتلال الأميركي و«قسد» على عدد كبير من بلداته وقراه، عقد اجتماع لشيوخ القبائل دعا إلى لمّ الشمل بأسرع وقت وأعربت 12 عشيرة وقبيلة من مدينة دير الزور و23 قبيلة من المحافظة، تأييدها لمد الجسور وعودة الجيش.
وخلال الفعالية، قال أحد شيوخ قبيلة شعيطات: «نرحب بالجيش العربي السوري والقادمين من دمشق، والأصدقاء الروس، وبشكل عام نرحب بكل من شارك في تحرير سورية. لقد دمرت قوات «التحالف» كل الجسور بين شرق وغرب الفرات ولذلك نطلب من الحكومة السورية والجيش الروسي، تشييد الجسور بسرعة بين الضفتين الشرقية والغربية للنهر».
وأضاف: «بعد سبع سنوات من الحرب، تمكن الجيش السوري من تحرير غرب الفرات، ووقعت الضفة الشرقية تحت سيطرة ما يسمى بـ«التحالف» وقام الإرهابيون بتدمير الكثير من الجسور، فضلاً عن تلك التي دمرتها غارات «التحالف» الجوية. الآن انتهت الحرب، ولماذا لا يستطيع السكان التنقل بين الضفتين بحرية، يجب إعادة بناء الجسور على الفرات».
وأكد بعض المشاركين في الفعالية، أن معظم المنشآت الحيوية في المنطقة تقع غرب النهر وخاصة في دير الزور والآن يضطر سكان الجانب الشرقي، بسبب تدمير الجسور، للالتفاف لمسافة طويلة قبل أن يصلوا إلى المعبر المؤقت ومن هناك إلى دير الزور، ممضين خمس ساعات في الطريق. وقال مواطن آخر: إن الكثير من الأمور، تقتضي التنقل بين ضفتي النهر، بين زيارة طبيب أو مراجعة محكمة أو حضور فعالية اجتماعية لدى الأقارب. لا يفهم الناس، لماذا لا يجري إصلاح وترميم الجسور لكي يتمكنوا من قطع النهر في أي وقت كان؟».
ميدانياً، ذكرت وكالة «الأناضول» التركية، أن «قسد» سيطرت صباح أمس، على بلدة السوسة، بعد معارك استمرت 8 أيام، ساندها خلالها «التحالف» الدولي بواسطة القصف الكثيف على البلدة، مشيرة إلى «نزوح آلاف فروا بسبب المعارك»، وأن البلدة كانت من أكثر البلدات التي تضم نازحين. وبذلك بقي تحت سيطرة داعش في عموم سورية، بلدة الباغوز، وجيوب من البادية غير مأهولة بالسكان، في ريفي محافظتي دير الزور وحمص.
في المقابل، أكدت «قسد» عبر موقعها الإلكتروني أمس أن اشتباكات «عنيفة» اندلعت في السوسة ومحيطها، إثر هجوم شنه التنظيم ورافقه تفجير سيارتين مفخختين، مشيرة إلى أن طيران «التحالف» شن عدة ضربات جوية بالتزامن مع المواجهات، التي استمرت إلى حين تحرير هذا الخبر مساء أمس، وأضافت إنها سيطرت على أسلحة وذخائر تعود للتنظيم تركها في أثناء انسحابه من المنطقة.
وفي شأن متصل، أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض أنه حصل على تسجيلات صوتية خاصة، أرسلها ذوو مواطنين سوريين، ممن لا يزالون موجودين في ما تبقى من جيب التنظيم، ضمن بلدة الباغوز والمناطق القريبة منها، وأكد المواطنون فيها أن عدداً من الأطفال والسكان في جيب التنظيم، لا يزالون تحت أنقاض مباني دمرها «التحالف» عبر ضربات جوية طالت بلدة الباغوز، ولا يعلم ما إذا كان الجميع فارقوا الحياة إلى الآن.
وأكد السكان أن عمليات إخراج العالقين والمتوفين من تحت أنقاض الدمار، تواجه صعوبة بالغة، نتيجة تحليق طائرات الاستطلاع وطائرات «التحالف» الدولي في سماء المنطقة، وتنفيذها ضربات لأي تحركات تلاحظها وترصدها في بلدة الباغوز فوقاني.
ووفق «المرصد» فقد ناشد السكان «التحالف» و«قسد» للتوصل إلى هدنة إنسانية، يتم بموجبها فتح ممر آمن للمدنيين المتبقين ومن يرغب بالخروج من الجيب المتبقي للتنظيم بعد استشهاد ومقتل المئات وخروج الآلاف من جيب التنظيم منذ قرار أميركا بسحب قواتها من الأراضي السورية، مشيراً إلى ارتفاع عدد الأشخاص الخارجين من جيب التنظيم من جنسيات مختلفة سورية وعراقية وروسية وصومالية وفلبينية وغيرها من الجنسيات الآسيوية منذ مطلع شهر كانون الأول من عام 2018، إلى 23450 من بينهم أكثر من 21400 خرجوا من جيب التنظيم منذ قرار الرئيس الأميركي ترامب الانسحاب من سورية.
الوطن
إضافة تعليق جديد