حلب تختتم فعالياتها بانبهار أبصار السميعة بـ "إنانا" الشامية
الجمل ـ حلب ـ باسل ديوب: خرج الحضور الحلبي من حفل ختام احتفالية حلب متحسراً على ما ظهرت به المدينة وأنشطتها خلال عام كامل من ضعف وهزال، مقارنة بالأبهة والجودة التي ظهر بها العرض الذي قدمته فرقة "إنانا " الاستعراضية عن نص لمحمد أبو معتوق " الملكة ضيفة خاتون "و طبعاً الفكرة والإشراف لـ" محمد قجة" !!
الاحتفالية التي مرت مرور "الكرام "في المدينة و التي لم تستطع أن تستقطب في كثير من نشاطاتها بضع عشرات من جمهور المدينة المليونية (6 مليون مع مناطقها )، ستطوى صفحتها دون تقييم حقيقي موضوعي ونزيه ، فما لم تثره أثناء قيامها من سجال ضروري مع ذوي الشأن، لا يمكن أن يعفيها ، خصوصاً وان المعنيين قد أصموا السمع عن كل نقد وجه إلى مسيرة الاحتفالية ، وهم مقتنعون تماماً بان ما تم سيسجل كإنجاز عظيم لهم ، وعلى سبيل المثال تم تغيير موعد ندوة واحد ثلاث مرات وهي ندوة " دور أبناء بلاد الشام في السينما والمسرح في مصر " بعد إضافة ندوة الصحافة إليها، وتم تغيير المدعوين أكثر من مرة ، وفي نهاية المطاف حضر خمسة من المهتمين مع عشرة صحفيين، ندوة يشارك فيها خمسة من "الكبار " وهم رفيق الصبان وفاروق أبو زيد من مصر ووليد إخلاصي وفاضل الكواكبي وسهيل الملاذي من سورية ، أي كانت النسبة : محاضر وصحفيان لكل مواطن مهتم !
الاحتفالية انتهت وقدم محافظ المدينة د . تامر الحجة سرداً رقمياً لما تم إنجازه من محاضرات وندوات و نشاطات ، لكن أحداً لم يلتفت لسوية التنظيم والفعاليات المقدمة ، وكأن القيمة كائنة في الكم وليس في النوع ،إلا أن الإعجاب الذي أبداه الجمهور الحلبي بعرض فرقة " إنانا " له وجه آخر هو الحسرة على افتقاد المدينة إلى رمزية فنية بالشكل المؤسسي، فعدا صباح فخري ، لم تتمكن المدينة من إنشاء فرقة فنية واحدة موسيقية أو استعراضية يكتب لها النجاح ، وتقول "سها شويحنة" مصممة ديكور " عرض إنانا جعلنا نتحسر على واقع مدينتنا وأنا أقولها بصراحة يوجد فارق حضاري كبير بيننا وبين دمشق ، والمعنيون هنا وكل أصحاب الشأن في المدينة عليهم ترميم الجسم الحضاري الذي تداعي في حلب ، كان لحلب دور وسوية حضارية عالية ، لكن واقع حلب الحالي سيء جداً رغم كل ما بذله المحافظ والأمانة والجميع من جهود يشكروا عليها طبعاً ، هذه هي الحقيقة ، وعرض فرقة "إنانا" يجعلنا نقارن بين ما قدمته حلب وبين ما قدمته فرقة واحدة قادمة من العاصمة،الفرق كبير حلب اليوم لا يمكنها إنتاج شيء كهذا "
ما قالته شويحنة كرره كثيرون، فقد اعتبر "رشاد الدروبي " أن إصرار الأمانة العامة للاحتفالية على الاعتماد على أبناء المدينة حصراً في التحضير لها ، أفقدهم ميزة الاستفادة من خبرات الآخرين في سورية وخارجها حتى "
الضعف الادراي والتنظيمي كان واضحاً جداً ، والتغطية الإعلامية بقيت ضعيفة حتى الشهور الأخيرة من الاحتفالية ورغم الجهود الكبيرة التي بذلها رئيس المركز الإعلامي د . جمال طحان " إلا أن قصوراً بالغاً استمر في التغطية الإعلامية نتيجة ضعف التنظيم وقلة الخبرة.
الجمل
إضافة تعليق جديد