البطاقة الذكية تعمق الشرخ بين الحكومة والشعب
بسبب العزلة أصبح الفيسبوك صوت من لاصوت له.. وخلال أيام الحجر تولدت حالة من التأمل والمراجعة لدى عموم السوريين اكتشفوا خلالها عيوب أمريكا وأوروبا بالإضافة إلى عيوب التجار ورجال الدين وأعضاء الحكومة ومجلس الشعب وعيوبهم أيضا، وبات الجميع مؤهل نفسياً للتغيير والإصلاح ، وهذا أمر حسن..
وقد اجتمعت اليوم الإثنين مع إثني عشر نائبا في مكتب الرئيس حمودة الصباغ ودار النقاش حول مسألة الخبز والبطاقة الذكية وطوابير مؤسسة التجارة الداخلية وضرورة تحرك المجلس في ظل استفراد الحكومة بتجاربها على الشعب.. وخلال الإجتماع اتصل بي الوزير عاطف النداف حيث كنت طلبت من مكتبه بعض الأجوبة على شكاوى مواطنينا صباحا، بعدما ينهي الوزير اجتماعه مع فريق التموين، الذي مازال يجري تجاربه ويقوم بخطواته المرتجلة تحت مظلة البطاقة الذكية التي يكرهها غالبية الشعب السوري.. أجوبة الوزير النداف على غالبية أسئلتي هي نفس ما أجابه على أسئلة الصحفيين في مؤتمره غير المصور ظهر هذا اليوم واطلعتم عليها ، من حيث أنه يحق للمواطن الحصول على الكمية التي يحتاجها من الخبز عبر البطاقة الذكية ويحق للمعتمد تسليم 10% لمن ليس لديه بطاقة على رقمه الوطني، وسيوزع الخبز عبر الأفران والمعتمدين والبقاليات في محافظة دمشق وريفها، أما في باقي المحافظات فيبقى الأمر على ماهو عليه. وبخصوص طوابير المواطنين على فروع مؤسسة التجارة فإن المؤسسة ستعتمد توزيع مادتي الرز والسكر عبر البقاليات على البطاقة الذكية وأن شركة محروقات هي من سينظم استخدام البطاقة الذكية بدلا من شركة تكامل .. وبالطبع فإن اعتراض غالبية النواب الذين التقيت بهم اليوم كان على التوقيت الخاطئ لاستخدام البطاقة الذكية في توزيع الخبز..
أنتظر الإستماع إلى آرائكم لمناقشتها مع وزير التجارة الداخلية والسيد رئيس الحكومة ، وسيكون لنا موقف موحد معكم في حال لم تستجب الحكومة لمطالبكم ..
عود على بدء: سينتج عن عزلة كورونا اكتشاف الإنسان لذاته وبالتالي إيمانه بنفسه وهذا مايدعوه الفيلسوف كير كيغارد بالأصالة.. وقد أثبت الشعب السوري أنه الأكثر أصالة وجدارة بالحياة بعد تسع سنوات قضيناها في مراقصة موتنا.. فسورية المبتدى وسدرة المنتهى
نبيل صالح
إضافة تعليق جديد