الحسكة تختنق عطشاً .. ومطالب شعبية للضامن الروسي و المنظمات الدولية لتحييد آبار علوك
تستمر قوات الاحتلال التركي بانتهاكاتها اللاإنسانية تجاه أكثر من مليون مواطن سوري في مدينة الحسكة والتجمعات السكانية الممتدة في الريف الغربي وصولاً إلى بلدة تل تمر .
من خلال قطع المياه بشكل تام عنهم من محطة ضخ مشروع آبار مياه علوك بريف رأس العين المحتلة لليوم الثامن على التوالي حيث أطلق السكان حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ” العطش يخنق الحسكة ” .
ويأتي قطع المياه من علوك من قبل جيش الاحتلال التركي كرد فعل منها على قطع الكهرباء من قبل قوات ” قسد” عن محطة تحويل كهرباء مبروكة المغذية لمدينتي رأس العين و تل ابيض المحتلتين بالكهرباء .
حيث زاد من معاناة السكان في مدينة الحسكة و بلدة تل تمر و الذين لم تصلهم المياه منذ أسابيع ، حيث سبقها ضعف و انقطاع بالمياه الواصلة إلى المنازل مع غياب كامل للحلول البديلة و تأمين الصهاريج الكافية لتأمين حاجة المواطنين من المياه و البالغة 100 ألف م3 .
قطع متعمد
وبين المدير العام لمؤسسة المياه في الحسكة المهندس محمود العكلة لتلفزيون الخبر أن” جيش الاحتلال التركي يتعمد قطع المياه من مصدرها الوحيد في محطة آبار علوك لليوم الثامن على التوالي ما أدى لحدوث أزمة كبيرة وخانقة على المياه “.
وتابع العكلة أن “قوات الاحتلال التركي الموجودة في المنطقة قامت بإيقاف العمل بمحطة علوك ومنع عمالها من دخولها وإيقاف ضخ المياه إلى الأهالي ما تسبب بمعاناة شديدة للمشتركين في مركز مدينة الحسكة والأحياء المحيطة بها وأهالي الريف الغربي” .
ويتزامن قطع المياه و الكهرباء المتبادل بين جيش الاحتلال التركي و فصائل ” الجيش الحر ” التابعة له و قوات ” قسد ” مع الارتفاع الكبير بدرجات الحرارة في محافظة الحسكة والحاجة المتزايدة للمياه في ظل زيادة عدد الإصابات بفايروس ” كورونا” مع غياب كامل لدور المنظمات الدولية و الجمعيات الأهلية العاملة في محافظة الحسكة مع صمت حكومي و رسمي تام .
ما يعتبر جريمة موصوفة بحق الإنسانية يرتكبها جيش الاحتلال التركي و فصائل “الجيش الحر” التابعة له وقوات ” قسد ” ، وذلك في ظل الغياب الكامل للحلول الحكومية لحل مشكلة المياه التي أصبح عمرها الزمني أكثر من ١١ شهر .
الموقف المحلي
جهود حكومية محلية مكثفة تبذل ، كان آخرها اجتماع عقده محافظ الحسكة، اللواء غسان حليم خليل، في مبنى المحافظة ، مع الطرف الروسي ، تم فيه توضيح المطالب الحكومية، لتحييد محطة مياه علوك، وإعادة تشغيلها بطاقتها القصوى ٣٠ بئر و١٠ مضخات، وإدارة المحطة من العمال الحكوميين حصراً، وعلى مدار الساعة.
لكن الجانب التركي يصر على صيانة خطوط الكهرباء، وتأمين الكهرباء لساعات طويلة، مع تأمين المحروقات للمناطق المحتلة ، مقابل تشغيل جزء من المحطة، وبطاقة لاتصل إلى ثلث الطاقة الطبيعية، وبالتالي استمرار مشكلة شح المياه ، مع اصرار من قبل قوات ” قسد” بعدم تزويد كميات الكهرباء الواصلة لمحطة مبروكة .
غضب شعبي
أهالي مدينة الحسكة عبروا عن غضبهم جراء هذه الإجراءات المجرمة التي ينتهجها الاحتلال التركي في ريف الحسكة الشمالي ، واعتبروا قطع المياه من قبل المحتل التركي جريمة دنيئة بحق الإنسانية ولا بد من تدخل المنظمات الدولية والإغاثية لوقف مثل هذه الممارسات، وتحييد محطة مياه علوك كون قطع المياه يهدد حياة الآلاف منهم .
وطالب مجموعة من سكان مدينة الحسكة عبر تلفزيون الخبر بضرورة قيام القوات الروسية الصديقة و الوسيطة بالعمل على تحييد موضوع المياه و الكهرباء عن التنافس العسكري بين المجموعات المسلحة من خلال وضع نقطة عسكرية روسية في محطة آبار علوك بريف الحسكة و سد تشرين بريف حلب .
كما انتقد آخرون و استنكروا غياب دور المنظمات الدولية وهيئات الأمم المتحدة التي لها مكاتب ثابتة في محافظة الحسكة ، لماذا تقف مكتوفة الأيدي أمام جريمة إنسانية وكارثة بشرية تهدد مليون نسمة في ظل الظروف الصحية العالمية الموبؤة ، و لماذا لا يطالبون بعقد جلسة لمجلس الأمن مثلاً .
واشتكى مجموعة من المواطنين في وسط مدينة الحسكة عبر تلفزيون الخبر من قيام عدد من الصهاريج بنقل المياه لمنازل المسؤولين والمتنفذين ، ورفضها نقل المياه لمنازلهم ، وعدم قبول الصهاريج التي تحمل لوحات من ما يسمى ” الإدارة الذاتية ” بالدخول إلى أحيائهم .
وطالب المشتكون من الجهات الحكومية التوجيه بشكل عاجل لتزويد هذه الصهاريج بالمهمات ليتمكنوا من نقل المياه الصالحة للشرب إلى منازلهم ، و بضرورة مراقبة الصهاريج التابعة لأحد المتعدين الذي يعمل مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر و الهلال الأحمر السوري والتي تقوم بتعبئة الخزانات المنتشرة في الشوارع بكميات قليلة جداً و التي لا تكفي حاجة السكان .
استغلال جشع
في جين وصل سعر شراء المياه من الصهاريج للخزان الواحد ( 5 براميل) الى 10 آلاف ليرة سورية ، ومن المتوقع رفع السعر خلال الأيام القادمة ، مع الانتشار الواضح والعشوائي لظاهرة حفر الآبار المنزلية في المنازل و الأرصفة للاستخدام المنزلي فقط ما يهدد بحدوث تكهفات في الشوارع و المنازل ، وأثار سلبية على صحة السكان و أطفالهم .
ويرى آخرون أن إيصال المياه هو أحد أكبر المشاكل التي تعترضهم وباتت حسرة عليهم في ظل ارتفاع درجات الحرارة والزيادة الجنونية بأسعار المياه المعدنية واستغلال الباعة حاجة المواطنين حيث قفز سعر الطرد الواحد من المياه المعدنية إلى 3000 ل.س مع غياب كامل للرقابة التموينية على المحلات .
لا بديل عن علوك
أما ما يخص الحلول البديلة لمياه علوك بينت مصادر فنية لتلفزيون الخبر بأن مياه نفاشة، الحمة، تل براك، مخروم وغيرها من الآبار، لاتتوفر فيها الغزارة التي تساعد على ضخها في خطوط أقلها يحتاج إلى ١٠ إلى ١٥ كم ، وكل بئر في علوك يقابله ما لا يقل عن ٥٠ بئر من الآبار المذكورة، بمضخاته وتجهيزاته، مع احتمالية جفافه في حال استمرار الضخ على مدار ٢٤ ساعة ، لذلك لا بديل ممكن حالياً عن أبار مشروع علوك .
في حين مشروع جر مياه دجلة والصور، مشاريع متوقفة وتحتاج لفترات زمنية طويلة وتكاليف مادية عالية، إضافة إلى عدم وجود اي ضمانات بعدم تعرض التجهيزات والمعدات والآليات التي ستنفذ المشروع للسرقة.
يشار إلى أن الاحتلال التركي ومنذ عدوانه على الأراضي السورية في شهر تشرين الأول الماضي من عام ٢٠١٩ م قامت قواته بقطع المياه من مشروع علوك 13 مرة لمدة اسابيع مستمرة .
عطية العطية – الخبر
إضافة تعليق جديد