تنظيف المنازل مهنة باتت مكلفة.. ومحامي يؤكد: لا يوجد قانون خاص للسوريات العاملات بهذه المهنة
“نصيبي في هذه الحياة أنني خلقت لدى عائلة فقيرة، ولم أستطع إكمال مسيرتي الدراسية، للصف التاسع فقط، لجأت للعمل في تنظيف المنازل.. مهنتي أحبها ولا أخجل منها فهي أفضل بكثير من التسول، وتؤمن لي ما يكفيني من المال” هذا ما قالته فاتن 34 عاماً وهي سيدة تعمل في مهنة تنظيف المنازل.
أصبحت مهنة تنظيف المنزل بشكل كامل والستائر وترتيب الألبسة الشتوية والصيفية، عادة موسمية حيث تتفق ربات المنزل مع عاملة لتنظيف المنزل، من خلال حجز مسبق فمنهن من يختار قبل بداية الشتاء، ومنهن مع بداية الصيف، وهناك مواسم تعزيل المنزل قبل الأعياد وشهر رمضان، هذا ما تابعت به فاتن حديثها مع “أثر برس”.
وجود العاملات المنزليات ضرورة لابد منها:
تقول السيدة “سهى” وهي إحدى القاطنات بمنطقة دمر “مع كثرة انشغالنا في الأعمال خارج المنزل وعدم وجود وقت لتنظيف المنزل أقوم بإحضار عاملة لتقوم بعملية التنظيف والطبخ بشكل يومي، وجود العاملات ضرورة لابد منها”، ورأت سهى أنه من الضروري وجود شركات مرخصة تختص بمجال تنظيف المنازل وتقديم الخدمات المنزلية.
بدورها “فتون” بينت لـ”أثر برس” أن العثور على عاملة تنظيف بات صعب خلال هذه الفترة مع بدء فترة الشتاء فالعاملة لديها عدة مواعيد مع منازل أخرى.
وعن الأسعار وأجرة العاملات، تقول “خالدة” لـ”أثر برس”: “تختلف أجور العاملات بين عاملة وثانية فالعاملة صغيرة السن يكون أجرها مرتفع كونها تكون ذات حركة أكثر من العاملة كبيرة السن، كما يختلف الأجر بحسب المنطقة، فمثلاً من يقصد منطقة دمر يكون أجرها مرتفع مقارنة بمنطقة مساكن برزة”.
بدورها، اعتبرت “سعاد” أن “إحضار عاملة لتنظيف المنزل بات مكلف بشكل كبير كما أن عليك أن تخبر العائلة بإمضاء يومهم خارج المنزل حتى ينتهي التعزيل ناهيك عن مصاريف المنظفات وإطعام العاملة وما ستصرفه العائلة في يوم التعزيل خارج المنزل”.
الأجور ارتفعت وحجم العمل أيضاً:
تعتبر “أم خالد” وهي سيدة أربعينية تعمل وبناتها الاثنتين في تنظيف المنازل، في حديثها لـ”أثر برس” أن العمل في مجال تنظيف المنازل قبل سنوات الأزمة أكثر ربحاً من الآن.
فبرأيها، قبل سنوات كانت عاملات المنازل قليلات ويعملن بشروط، ولكن مع سوء الوضع الاقتصادي لكثير من العائلات، زاد عدد النساء اللواتي يعملن في مجال تنظيف المنازل وكثير منهن أجبرهن الفقر على العمل في خدمة المنازل.
وأجابت “أم عبدو” عن كيفية تقدير الأجر الذي يجب أن تحصل عليه تقول “بعد قدوم العاملة إلى المنزل واطلاعها على حجم الغرف والوقت الذي تحتاجه للتنظيف، نقوم بتحديد الأجرة بيني وبين صاحبة المنزل، ونتفق على باقي الشروط من وجبة طعام إلى دفع أجرة الطريق”.
“سعاد” عاملة أيضاً في المنازل، تقول إن الأجرة اختلفت عما كانت عليه فمثلا قبل سنوات كان تنظيف الغرفة يكلف 1000 ليرة متضمنة المنظفات المستخدمة، واليوم أقل أجرة للغرفة الواحدة هي 5000ليرة ولا تتضمن المنظفات.
وأردفت سعاد: أجرة تنظيف الغرفة كحد أدنى 5000 ليرة في حال كانت متوسطة الحجم أما إذا كانت غرفة كبيرة تصل إلى 7000ليرة، والصالون تكلفته مختلفة إذا كان يحتوي على الديكورات التي تحتاج إلى دقة وهدوء في التنظيف فقد تصل إلى 10000ليرة.
وعن باقي الأجور تحدثت عاملة ثانية فضلت عدم ذكر اسمها بأن تكلفة المطبخ تتراوح مابين 15000 إلى 20000، فهو يحتاج إلى يوم كامل ليتم الانتهاء من تنظيفه بشكل كامل إضافة إلى الخزائن الموجودة فيه.
قلة الطلب على العاملات بسبب الوضع الاقتصادي
ترى أم أحمد وهي من النساء العاملات في تنظيف المنازل أنه يوجد قلة طلب على العاملات بسبب الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها المواطنين وارتفاع تكاليف المعيشة بالتزامن مع ارتفاع الأجور التي يتقاضونها كعاملات.
وضربت أم أحمد مثلاً بأن النساء اليوم لم يعد يجلبن أحداً لتنظيف الأدراج، بل يقوم بهذه المهمة أطفال البناء نفسه، مشيرة إلى أنه قبل الأزمة كانت تكلفة شطف الدرج 250 إلى 500 ليرة يتم تقسيمها على قاطني البناء.
تبرر أم أحمد ارتفاع أجور العاملات قائلةً: “بعض الجدران لا تُنظّف من أول مرة بسبب تراكم الغبار وإذا كان البيت لم يعزل منذ عدة سنوات والمطبخ كذلك الأمر، فنحتاج إلى إعادة التنظيف مرتين وأحياناً ثلاثة مرات حتى تقتنع صاحبة المنزل”.
بينما ترجع سعاد ارتفاع أجورهم كعاملات إلى ارتفاع أسعار مختلف السلع عما كانت عليه قبل سنوات وارتفاع أجرة المنازل والمواصلات.
مواد التنظيف أسعار مرتفعة وتكون بالاتفاق
تتعدد أنواع المنظفات المستخدمة في حملة التعزيل، وتتداول النساء أفضل المنظفات ومنهن من يختار أرخصها، حيث بينت إحدى صاحبات المنازل لـ”أثر برس” أنها تفضل أن تقوم بإحضار المنظفات بنفسها عوضاً عن أن تعتمد على العاملة كونها من الممكن أن تقوم بإحضار منظفات ذات جودة منخفضة وتتقاضى سعر أكثر، وفي بعض الأحيان تتفق صاحبة المنزل مع العاملة بأن تحضر نوعيات جيدة وتضيف الأسعار على أجرتها.
الوضع القانوني للعاملات
بدوره أجاب المحامي مدين خضور على سؤال مراسل “أثر برس”: هل يوجد قانون لتنظيم عمل العاملات السوريات ضمن المنازل كتعزيل وطبخ والأمور المنزلية؟، مبيناً أنه لا يوجد قانون خاص، وإنما الموضوع مر بعدة مراحل عبارة عن قرارات بدون صدور أي قانون.
وأردف خضور أنه يوجد قانون يرخص عمل شركات الخدمات المنزلية التي تقدم عاملات للعمل في المنازل، مشيراً إلى وجود مرسوم تشريعي يحمل رقم (65) لعام 2013، لاستقدام واستخدام العاملات في المنازل من غير السوريات، ولكن للسوريات لا يوجد أي قانون أو تشريع خاص.
علي خزنه
إضافة تعليق جديد