عام على زيادة الراتب الأخيرة.. الـ20 ألف شو صارت بتعمل هلأ؟
يصادف شهر تشرين الثاني الجاري الذكرى السنوية الأولى لآخر زيادة راتب، ومقدارها 20 ألف ليرة، لكن بعد عام على تلك الزيادة، لا يبدو اليوم أنها تشتري أكثر من كغ لحمة، مقابل ارتفاع جنوني للأسعار سواء كان رسمياً، أم بقرار من “المُخالفين” الناجحين بالتنصل من أعين الرقابة.
موجة ارتفاع الأسعار بدأت بالتزامن مع بدء العام 2020 الجاري، وقال رئيس الحكومة السابق “عماد خميس” شهر كانون الثاني، تحت قبة البرلمان، إن الحكومة لا تستطيع تخفيض الأسعار لأن هناك مواد مستوردة مرتبطة بالدولار الذي ارتفع من 500 إلى 1000 ليرة حسب حديث رئيس الحكومة، في أول اعتراف رسمي بوصول سعر الصرف إلى هذه المستويات، وكان آخر اعتراف بالمناسبة.
في شهر حزيران الفائت، كان لافتاً إصدار مصرف “سوريا” المركزي نشرة تضمنت رفع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية 552 ليرة سورية، وبات سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية 1256 ليرة سورية، بعد أن كان 704 ليرة سورية.
البداية بأرز وسكر المواطن المدعومان
لم يكد يمضي شهر واحد على رفع سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية رسمياً، حتى أصدرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك قراراً برفع أسعار الارز والسكر المدعومان بموجب البطاقة الذكية، ليصبح كغ السكر 800 ليرة بدل 375 ليرة، والأرز 900 ليرة بدل 450 ليرة، سرعان ما تراجعت الوزارة عن قرارها نتيجة ضغط الرأي العام، ليصبح الأرز 600 ليرة والسكر 500 ليرة.
التجارة الداخلية وحماية المستهلك كذلك كانت قد تراجعت عن قرارها في رفع أجور النقل للضعف تقريباً، بعد يومين من صدوره، حيث صدر قرار جديد بحسم 15 بالمئة منها، بكن بالمحصلة ارتفعت أجور النقل كذلك!.
وسط ذلك كانت أسعار المواد الغذائية آخذة بالارتفاع، ورحلة ارتفاعها بدأت تزداد حدة منذ شهر آذار بالتزامن مع الحظر في البلاد جراء فايروس كورونا، فوصل ليتر زيت دوار الشمس حينها إلى 3300 ليرة، قبل أن يصبح اليوم 4500 ليرة، (والخير لقدام).موجة ارتفاع أسعار جديدة بدأت بالتزامن مع تولي حكومة “حسين عرنوس” الجديدة مهامها، شهر أيلول الفائت، اللافت في الأمر أن زيادة الأسعار هذه جاءت على خلفية شائعة زيادة الراتب التي لم تحدث بعد!.
وكمثال على الزيادة، فإن ليتر زيت عباد الشمس ارتفع 500 ليرة، ليصبح ثمنه 3800 ليرة، والسمنة 2 كغ باتت بـ7000 ليرة بعد أن كانت 6000 ليرة، والحليب ارتفع من 600 إلى 800 ليرة، وكيس مسحوق الغسيل 2 كغ من 5500 إلى 7500، وكغ الفروج المنظف من 3800 إلى 4200 ليرة.
الأدوية
لم تسلم الأدوية والصناعات الدوائية من اشتداد سعير نار الأسعار، وبدا وكأن هناك خلافاً كبيراً بين وزارة الصحة وأصحاب معامل الصناعات الدوائية، لرفع سعر الأدوية، وسرعان ما انتصر أصحاب المعامل، و ارتفعت بعض الأنواع الدوائية إلى 500%.
وصولاً إلى البنزين
وانقضت الأيام، وكان التعويل على مدى قدرة المواطن بالتأقلم مع الأسعار الجديدة، بينما ذهبت كل تصريحات المسؤولين الحكوميين عن ضبطها أدراج الرياح، وبدأت أزمة البينزين (شوية موسيقى تصويرية من تبعت الدخول إلى الكازية).
واشتد أنين المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يشكون فيه واقع البنزين ليخرج وزير النفط “بسام طعمة”، وينفي كل كلامهم عن وجود نية لرفع سعره، لكن ما جرى لاحقاً أن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك أصدرت قراراً برفع سعر ليتر البنزين المدعوم من 250 ليرة إلى 450 ليرة، وسعر ليتر البنزين غير المدعوم من 450 ليرة إلى 650، شهر تشرين الأول الفائت.
كذلك صدر قرار جديد برفع سعر بنزين أوكتان 95 للمرة الثانية خلال أسبوعين ليبلغ 1050 ليرة، ورفع سعر المازوت الصناعي والتجاري الحر من 296 ليرة إلى 650 ليرة لليتر الواحد!.
رفع أجور النقل تحصيل حاصل!
مع رفع سعر البنزين، بات رفع أجور التكاسي تحصيلاً حاصلاً، وبالفعل هذا ما حدث، ففي مدينة “دير الزور”، اشتكى مواطنون من ارتفاع أجور النقل بين المدينة و”دمشق” للضعف بعد ارتفاع سعر البنزين حيث تتراوح الأجرة اليوم بين 25-30 ألف ليرة سورية علماً أنها كانت سابقاً ما بين 12-15 ألف ليرة سورية، بينما ارتفعت أجور التكاسي في غالبية المحافظات إلى أكثر من 50%.
الألبسة كذلك!
رفع سعر المازوت الصناعي والتجاري، انعكس على أسعار الألبسة، حيث قال رئيس القطاع النسيجي في “سوريا”، “مهند دعدوش”، إن أسعار الملابس الشتوية، ستزيد 3 أضعاف عن العام الفائت، بسبب ارتفاع أسعار جميع مستلزمات إنتاجها، سواء المازوت الصناعي واليد العاملة والضرائب، وللأمانة فإن الراتب بقي كما المواطن صامداً جداً.
مرحبا.. فروج!
مرحبا يافروج، سلام من المنطقي قوله بحرارة لمن غادر موائدنا بعد أن وصل سعر الكغ الواحد الحي منه أكثر من 3500 ليرة، ليصبح سعر الفروج الواحد أكثر من 7000 ليرة، وكم فروج يستطيع أن يشتري راتب الـ50 ألف ليرة، وعلى شو بدو يلحق هالراتب ليلحق!.ارتفاع سعر الفروج، بالتأكيد سيقابله ارتفاع سعر البيض، ليصل سعر البيضة اليوم بين 175 ليرة إلى 200 ليرة، بحسب حجم بيض كل محل تجاري!.
الألبان
بمثل هذا اليوم من العام الفائت، كان يبلغ ثمن كغ الحليب الواحد 400 ليرة، واللبن 500 ليرة، وكيلو الجبنة 2000 ليرة، اليوم الحليب من 700 إلى 900 ليرة، واللبن من 1000 إلى 1500 ليرة، والجبنة من 6000 إلى 10 ألاف ليرة!.
ليس حلواً بحق مواد البناء والإسمنت أن تحافظ على أسعارها وسط ارتفاع أسعار كل شيء، وبالفعل ماتزال هيبة هذا النوع من احتياجات السوريين موجودة وبقوة، حيث ارتفعت أسعار مواد البناء 100%، جراء تقلب سعر الصرف منذ 3 أشهر تقريباً، وفق ما قاله الخبير في الاقتصاد الهندسي “محمد الجلالي”، شهر آب الفائت.
كذلك ارتفع سعر الإسمنت بقرار من وزارة التجارة الداخلية، ليصبح سعر الكيس الواحد 3500 ليرة عوضاً عن 2300 ليرة.
الموبايل: ابن البطة السودا أنا يعني؟
ومن صبر على الطعام واللباس ومواد البناء ومستلزمات الحياة، لن يضره أن يستقبل ارتفاعاً جديداً متمثلاً بأمر ثانوي كأجور التصريح الإفرادي لأجهزة الموبايل (جمركتها)، خصوصاً أن المواطن الحانق من زيادة الأسعار، ليس من تلك الطبقة التي تبدل هواتفها المحمولة مع نزول كل إصدار جديد، وبات التصريح عن الموبايل ضمن 4 فئات بحسب نوع كل موبايل، وتبدأ من 65 ألف ليرة، إلى 110 آلاف، و200 ألف، والأخيرة 250 ألف ليرة.
الخبز.. الشعرة يلي ماقصمت ظهر البعير
الخط الأحمر أصبح “بنفتحياً”، فشهر تشرين الأول الفائت ودع السوريين بقرار زيادة سعر ربطة الخبز، لتصبح رسمياً 100 ليرة، عوضاً عن 50 ليرة، وقد استقبل السوريين القرار بكثير من اللون الأحمر، حتى ليخيل أنه كان يوم عيد الحب وهناك الكثير من “الدباديب الكبيرة”.
كل هذا حدث ومن يدري ماذا سيحدث لاحقاً، فنحن نعيش اليوم رحلة ارتفاع أسعار جديدة، لا نعلم أين ستأخذنا، وإن كنا سنودع وجبات طعامنا عوضاً عن بعض أصناف الطعام.
سناك سوري
إضافة تعليق جديد