هل زيارة لوستن إلى فلسطين مرتبطة بحادثة نطنز الإيرانية؟!
حدثان وقعا بنفس اليوم، ربما يحملان إشارات ودلالات، فبعد يوم من تشغيل مجموعات جديدة من أجهزة الطرد المركزي المتطورة والمحظورة بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى، وعقب الإعلان عن ارتفاع مخزون طهران من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% إلى 55 كليوغراماً، السلطات الإيرانية أعلنت اليوم الأحد، عن وقوع حادث في شبكة كهرباء أحد منشأة نطنز النووية، هذا الأمر يتزامن مع وصول وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن للمرة الأولى إلى فلسطين المحتلة في عهد الرئيس الأمريكي جو بايدن.
ماهي أهداف هذه الزيارة.. وبماذا تفكر أمريكا؟!
زيارة أوستن إلى إسرائيل والتي من المتوقع أن تستمر ليومين، بدأ بها بالبحث عن عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الإيراني الذي تعارضه إسرائيل، وبشأن إمدادات الأسلحة الأمريكية لإسرائيل.
وتأتي هذه الزيارة بعد أيام على انطلاق محادثات ممثلي الأطراف المشاركة في الاتفاق النووي في فيينا، لحث الولايات المتحدة على العودة إليه، في وقت تسعى فيه واشنطن إلى طمأنة إسرائيل بشأن قضايا الأمن الإقليمي. بعد انسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي في 2018.
محادثات فيينا كانت قد ركزت على رفع العقوبات الاقتصادية التي أعاد ترامب فرضها، وعلى دفع إيران إلى الامتثال بعد أن ردت على الخطوة الأمريكية بتجميد العمل بالعديد من التزاماتها.
وبحسب جميع الأطراف، فإن المحادثات التي لا تشارك فيها واشنطن بشكل مباشر ويعمل خلالها الاتحاد الأوروبي كوسيط، شهدت بداية جيدة.
رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان قد قال في وقت سابق إن «إسرائيل لن تلتزم يشروطها، وأننا نعارض عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق».ويرى نتنياهو أن الاتفاق «يضع قيوداً مؤقتة على قدرات إيران النووية مما يمهد الطريق لطهران لإنتاج قنابل على المدى الطويل».
وفي الأسابيع الأخيرة الماضية، كانت إيران وإسرائيل قد أعلنتا عن تعرض سفنهما لأعمال تخريب في البحر.
ووسط استمرار المباحثات في فيينا، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس إن «بلاده مستعدة لرفع أي عقوبات مفروضة على إيران لا تتسق مع الاتفاق النووي»، مؤكداً «استعداد واشنطن لاتخاذ الخطوات اللازمة للعودة إلى الالتزام ببنود الاتفاق».
وأشار برايس إلى أن «المحادثات غير المباشرة مع إيران في فيينا ستكون صعبة لعدة أسباب، منها الافتقار إلى الثقة بين طهران وواشنطن»، معرباً عن أمله في التوصل إلى الالتزام المتبادل بالاتفاق النووي».
من جانبه، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن «بلاده ستتعامل بشكل إيجابي مع أي إجراءات إيجابية تتخذها واشنطن بشأن الاتفاق النووي»، مضيفاً أن «طهران مستعدة للتراجع عن خطوات خفض التزاماتها في الاتفاق النووي إذا رفعت واشنطن بشكل عملي العقوبات المفروضة عليها».
وأشار روحاني إلى أن «إيران تمكنت من إفشال سياسة العقوبات الأمريكية والضغوط القصوى التي فُرضت عليها».
الصحيفة العبرية "جيروزاليم بوست" قالت إن «الحادث الذي وقع في مجمع نطنز النووي الإيراني اليوم، لم يكن عادياً، بل هو أخطر بكثير مما تقوله إيران، ناجم عن هجوم إلكتروني قد يكون من جانب إسرائيل».
حادث نطنز، كان بعد ساعات فقط من إشراف الرئيس الإيراني حسن روحاني على افتتاح مصنع لتجميع أجهزة الطرد المركزي، وعقب أيام من صدور تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يؤكد أن إيران بدأت تخصيب اليورانيوم في سلسلة ثالثة من أجهزة الطرد المركزي المتطورة.
وفي تموز 2020، شهد مفاعل نطنز النووي انفجاراً في مبنى تابع له، قالت طهران وقتها إنه «نتج عن عملية تخريبية».
ولا تعدّ قضية الاتفاق النووي الإيراني استثناء، بل ربما تكون إحدى أوضح القضايا التي تُبرز أهمية مراكز الأبحاث ودروها في صنع القرار من جانب، وفي التأثير في الرأي العام الأمريكي من جانب آخر.
إضافة تعليق جديد