الحسكة تستعد للتصويت: استفتاء على رفض الاحتلال
توحي الاستعدادات الشعبية والرسمية للانتخابات الرئاسية في محافظة الحسكة باحتمال مشاركة السكّان بنسب كبيرة في الاستحقاق، في ظلّ دعوات عشائرية ورسمية غير مباشرة لـ»قسد»، تطلب منها عدم اتّخاذ أيّ إجراء يُعرقل وصول الناخبين إلى مراكز الاقتراع. وعلى رغم الصعوبات في وصول مستلزمات الدعاية الانتخابية إلى المرشحين، كان النشاط الدعائي ظاهراً بوضوح في مناطق سيطرة الحكومة السورية، وسط دعم عشائري وشعبي ملحوظ لحملة الرئيس بشار الأسد. وتزدحم شوارع الأحياء والأرياف الخاضغة لسيطرة الحكومة السورية في كلٍّ من القامشلي والحسكة وأريافها، بالخيم الدعائية العشائرية الداعمة لإجراء الانتخابات الرئاسية، والتي تحثّ الأهالي على التوجّه بزخم كبير إلى المراكز الانتخابية للإدلاء بأصواتهم. ويهدف النشاط الشعبي والعشائري، أساساً، إلى الردّ على الوجود غير الشرعي للاحتلالَين الأميركي والتركي في المنطقة، وإلى تأكيد الانتماء الشعبي للدولة السورية.
وتغيب مدينة رأس العين وريفها عن الانتخابات، بسبب احتلالها من قِبَل الجيش التركي. لكن في المقابل، يحضُر نشاط أبنائها المهجّرين في مدينة الحسكة، من خلال خيمات انتخابية تؤكد المشاركة الواسعة لأبناء المدينة النازحين في الانتخابات. ومع غياب أيّ بيانات رسمية من «الإدارة الذاتية» الكردية بشأن موقفها من إجراء الانتخابات الرئاسية، فإن اللجنة القضائية الخاصّة بالانتخابات في محافظة الحسكة لم تحدّد أيّ مركز انتخابي ضمن مناطق سيطرة «قسد»، فيما عبّر عدد من القيادات الكردية عن مقاطعته للانتخابات وعدم المشاركة فيها، وسط مخاوف شعبية وعشائرية من إقدام حواجز «قسد» على منع الأهالي القاطنين ضمن مناطق سيطرة «الإدارة الذاتية»، من التوجُّه إلى المراكز الانتخابية. وفي هذا السياق، أمل محافظ الحسكة، غسان حليم خليل، أن «لا يجري منع أو مضايقة المواطنين الراغبين في المشاركة في الانتخابات، في كل أرجاء المحافظة»، كاشفاً عن «وجود مخاوف شعبية من منع ميليشيات قسد، أو إقرار حظر تجوال لعرقلة وصول الأهالي إلى المراكز الانتخابية». وقال المحافظ، إن «كل المؤشّرات توحي بإقبال شعبي كبير ستشهده المراكز الانتخابية، كرسالة من أهالي المحافظة تدلّ على تمسّكهم بسيادة بلادهم واستقلالها ووحدتها ، ورفضهم لوجود الاحتلال والميليشيات المرتهنة له».
بدوره، كشف شيخ قبيلة «الجبور» في الحسكة، حسن المسلط أن شيوخ العشائر «تلقّوا وعوداً من قيادات قسد بعدم اعتراض أو مضايقة الأهالي الراغبين في المشاركة في الانتخابات الرئاسية»، متوقّعاً أن «تشهد الانتخابات إقبالاً كثيفاً من كل مكوّنات الحسكة».
وبيّن المسلط أن «عشائر قبيلة الجبور الـ22، والمنتشرين من شمال المحافظة إلى جنوبها، سيتوجّهون يوم الانتخابات إلى صناديق الاقتراع، كحقّ وواجب دستوري»، متمنّياً «ألّا يجري اعتراض الأهالي أو مضايقتهم أثناء توجّههم من مناطقهم إلى مناطق سيطرة الحكومة للإدلاء بأصواتهم».
من جهته، أكّد أحد شيوخ قبيلة «البكارة»، حبيب الطلاع، أن «التنسيق العالي بين مختلف المكوّنات الاجتماعية في المحافظة يهدف إلى تحقيق مشاركة شعبية واسعة في الانتخابات»، متوقّعاً أن «يتحدّى أبناء المحافظة الظروف الأمنية، والبعد الجغرافي عن المراكز الانتخابية». وكشف أحد شيوخ قبيلة «الشرابيين» في الحسكة، علاء الدين الرزيكو، عن «نشاط عشائريّ لتنظيم وصول أهالي رأس العين المهجّرين في الحسكة وأريافها، إلى المراكز الانتخابية».
في موازاة ذلك، قال رئيس اللجنة القضائية الفرعية للانتخابات في الحسكة، إيلي ميرو إن اللجنة أنهت جميع الاستعدادات للعملية الانتخابية، من خلال تجهيز المراكز بالمستلزمات كافة، مع أداء اللجان الانتخابية في المراكز اليمين القانونية. وأشار ميرو إلى «تحديد اللجنة القضائية 157 مركزاً انتخابياً في محافظة الحسكة، منها 69 مركزاً انتخابياً في مدينة الحسكة، و88 مركزاً في القامشلي وريفها».
الأخبار
إضافة تعليق جديد