دائرة الآثار الفلسطينيية تشكك بدلائل اكتشاف قبر هيرودس
شككت دائرة الاثار الفلسطينية يوم الاربعاء بالدلائل المنشورة حول خبر اكتشاف قبر الملك هيرودس في تل الفيرديس (الهيرديون) جنوب شرق بيت لحم من قبل الجامعة العبرية الاسرائيلية.
وقال حمدان طه مسؤول دائرة الاثار في السلطة الفلسطينية يوم الاربعاء لرويترز "إن الدلائل المنشورة حول خبر اكتشاف قبر الملك هيرودس في تل الفريدس جنوب شرق بيت لحم هي دلائل ضعيفة للغاية وإن الاكتشاف لم يات بأي دليل قاطع يبرهن على صحة هذا الادعاء."
وكانت الجامعة العبرية أعلنت يوم الثلاثاء أنه تم اكتشاف التابوت الحجري للملك هيرودس الذي حكم يهودا القديمة من حوالي عام 37 قبل الميلاد حتى وفاته في العام الرابع قبل الميلاد.
وقال طه "إنه لا يمكن الجزم بأن هذا التابوت يعود إلى الملك هيرودس استنادا إلى بقايا تابوت محطم لا توجد عليه أي مصادر كتابية أو دلائل ايجابية للنسبة للتاريخ والذي يبدو أمرا عاديا في هذ المنطقة الاثرية الرومانية."
واوضح طه أن اعمال التنقيب في تل الفرديس أو مايطلق عليه بعض علماء الاثار هيرديون نسبة إلى الملك هيرودس الحاكم الروماني لفلسطين الذي أقام حكما ذاتيا تابعا للحكم الروماني المباشر في الفترة ما بين 27 و4 قبل الميلاد جرت في العام 1966 من قبل الاب كوربو أدت إلى الكشف عن وجود حصن وقصر وبقايا نظام مائي وبركة. ويحتل هيرودس مكانة خاصة في التاريخ الديني.
وقال طه"اننا نخشى من مغبة الاستخدام السياسي و الايدولوجي لهذا الادعاء (اكتشاف قبر هيرودس) والذي يأتي في سياق هجمة استطانية شرسة في منطقة بيت لحم."
ويقع الاكتشاف الاثري المعلن عنه في منطقة تصنف حسب اتفاقيات السلام الفلسطينية الاسرائيلية المؤقتة بالمنطقة "ج" لا توجد للسلطة الفلسطينية أي صلاحيات فيها وتخضع لسلطات الاحتلال الاسرائيلية بشكل كامل وكان من المفترض أن يتم نقل الصلاحيات فيها إلى السلطة الفلسطينية عبر مراحل.
وقال طه "توجد لجان فنية مشتركة مع الجانب الاسرائيلي واحدة منها متعلقة بالاثار إلا أن عمل هذه اللجان متعطل منذ سنوات بعد توقف محادثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية منذ اندلاع الانتفاضة عام 2000."
وأضاف "إن التنقيبات الجارية في تل الفريدس الواقعة في المنطقة "ج" والتي تعتبر مناطق محتلة هو اجراء مخالف للقانون الدولي وخصوصا اتفاقية لاهاي لحماية التراث أثناء النزاع المسلح للسنة 1954 وتوصيات مؤتمر نيودلهي حول اصول التنقيبات المتبعة في الاراضي المحتلة لسنة 1956."
وتابع قائلا "هذه التنقيبات انتهاك سافر للاتفاقية الدولية لحماية التراث الثقافي والطبيعي العالمي لسنة 1972 باعتبار أن تل الفريدس يقع ضمن قائمة الاثار التمهيدية للتراث العالمي في فلسطين والمقدمة لليونسكو ولجنة التراث العالمي.
وتعتبر دائرة الاثار الفلسطينية أن المواقع الاثرية في الاراضي الفلسطينية هي جزء لا يتجزا من التراث الثقافي والحضاري والروحي للشعب الفلسطيني وقال طه "مهما كانت النتائج المكتشفة سواء تتعلق بهيرودس او غيره فهي جزء لا يتجزا من التاريخ الحضاري الفلسطيني."
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد