الوجبات السريعة خصيصا للأغنياء
لم تعد مطاعم ومحال الوجبات السريعة في محافظة طرطوس خياراً مفضلاً للكثير من سكان المدينة بعد ارتفاع أسعارها بشكل جنوني، ورغم الانخفاض النسبي الذي سجّلته أسعار بعض المواد والسلع الأساسية التي تتكوّن منها تلك الوجبات، كالفروج والبطاطا، بقيت الأسعار على حالها وأكثر ارتفاعاً من معظم المحافظات.
ويتندّر بعض السكان الذين استطلعنا آراءهم حول هذه الوجبات بالقول: في هذه المطاعم ثمن سندويشة البطاطا أكثر ارتفاعاً من ثمن كيلو البطاطا نفسه، فبعد أن تراجع سعر كيلو البطاطا إلى حدود ١٦٠٠ ليرة ما يزال ثمن السندويشة العادية أربعة آلاف وخمسمائة ليرة، وثمن السندويشة المدعومة سبعة آلاف ليرة، في حين وصل ثمن سندويشة الفلافل “أربعة أو خمسة أقراص فقط” إلى ثلاثة آلاف ليرة، أما قرص الفلافل العادي فسجل سعره ٢٥٠ ليرة. ولا تبدو الوجبات الأكثر رفاهية والتي تتضمن الفروج ومشتقاته بأفضل حال، حيث وصل ثمن الفروج المشوي إلى ٣٥ ألف ليرة، وسعر كيلو الشاورما ٥١٠٠٠ أي نصف راتب موظف تقريباً، أما وجبة الكريسبي ١٠ قطع فسجّلت ٢٩ ألف ليرة، ووجبة الشيش ١٩ ألف ليرة.
ويرى بعض السكان أن شراء الوجبات من المطاعم بات لنخب محدّدة، ويرهق الأسر متوسطة الدخل، فلا دخل منطقياً يمكن أن يكفي أسرة مكوّنة من أربعة أشخاص فقط لشراء تلك الوجبات، حتى الفلافل الأكلة الأكثر شعبية وفتات الحمص والفول أصبحت وجبات يُحسب لها الحساب من معظم الأسر.
في المقابل يؤكد بعض أصحاب تلك المحال أن ارتفاع الأسعار مرتبط بالضرائب والرسوم المرتفعة المفروضة عليهم، مؤكدين قيامهم ببعض “التخفيضات” عند نزول أسعار السلع الأساسية المكوّنة لتلك الوجبات التي يرتفع ثمنها رغماً عن إرادتهم، وبعضهم يقول إنهم يعملون بسعر التكلفة فقط، فالمعيشة ارتفعت وهناك أجور عمال وملحقات إضافية لا يشعر الزبون بها كزيوت القلي والخضار والمكملات الإضافية للوجبات.
مديرُ التجارة الداخلية وحماية المستهلك بشار شدود أكد أن المديرية لم تسجّل أي ضبط بحق المطاعم مؤخراً، مبرراً السبب بعدم تسجيل شكاوى من المواطنين بحق هذه المطاعم، معتبراً أن ترخيص بعض المطاعم سياحي وهناك لجنة مشتركة تتشكل من مديرية السياحة والمحافظة بالتعاون مع المديرية لمتابعة أسعارها والتي يتوجّب عليها الالتزام بالنشرات الرسمية الصادرة.
البعث
إضافة تعليق جديد