مخطط أمريكي جديد للعمليات السرية ضد سوريا ولبنان وإيران
الجمل: تقول بعض التسريبات الواردة من واشنطن بأن الإدارة الأمريكية تقوم حالياً بمتابعة المراحل الأولى في تنفيذ مخططها الجديد الخاص بتنفيذ العمليات السرية ذات الطبيعة الهجومية العداونية، في منطقة شرق المتوسط، وحصراً في: سوريا، لبنان، وإيران.
• قرار بوش المفاجئ.. ماذا يخفي وراءه:
فجأة وبلا مقدمات أعلن الرئيس بوش حل مجموعة عمل إيران- سوريا Iran-Syria Operation Group: (ISOG) التي تم إنشاؤها في مطلع عام 2006م، وكانت عضويتها تضم مندوبين عن: البيت الأبيض، وزارة الخارجية، وزارة الدفاع، وزارة الخزانة، ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA).
وظلت هذه اللجنة تعقد اجتماعاتها الدولية أسبوعياً طوال عام 2006م، وذلك للقيام بعملية تنسيق الأنشطة والإجراءات والعمليات التي تستهدف سوريا وإيران. وبالذات تقديم المساعدات السرية لجماعات المعارضة والمنشقين السوريين والإيرانيين.
كذلك كان اهتمام الإدارة الأمريكية بعمل هذه اللجنة كبيراً، وأوكلت رئاستها إلى السيدة ليز ابنه ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي.
قرار الرئيس جورج بوش الأخير المفاجئ بحل هذه اللجنة، أثار الكثير من الشكوك حول مصداقيته، وذلك لجملة من الأسباب.
- ان إدارة بوش في قمة لحظات استهدافها لسوريا، ولا يمكن أن يأتي قرار حل هذه اللجنة بشكل متزامن مع صدور قرار إنشاء المحكمة الجنائية الدولية، والتي يعرف الجميع بأن المقصود بها هو سوريا.. كذلك هناك تحركات من أعضاء الكونغرس الأمريكي (وبالذات النواب الجمهوريين المناصرين لإدارة بوش) تهدف إلى إصدار قانون تحرير سوريا.
- ان إدارة بوش، ماتزال أكثر عناداً في حشد قواتها العسكرية البرية والبحرية والجوية حول الأراضي الإيرانية، إضافة إلى تزعمها لأكبر تحرك يهدف إلى دفع المجتمع الدولي من أجل فرض أقصى أنواع العقوبات الدولية تشدداً ضد إيران.
• ذرائع الإدارة الأمريكية حول حل اللجنة:
تعليقات بعض كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية ركزت على القول بأن واشنطن، أصبحت على وشك أن تغير سياساتها تجاه سوريا وإيران، وذلك لأن إدارة بوش أصبحت غير راغبة في القيام بالمزيد من العمليات السرية ضد سوريا وإيران وغيرهما من (الأعداء المارقين).
كذلك بدأ بعض المحللين المرتبطين بجماعة المحافظين الجدد وبالإدارة الأمريكية يقولون بأن قرار حل اللجنة هو دليل على أن الإدارة الأمريكية أصبحت أكثر ترحيباً بـ(تليين) استراتيجية سياسة الولايات المتحدة الخارجية إزاء منطقة الشرق الأوسط.
وتجدر الإشارة إلى أن هؤلاء المحللين الذين أدلوا بهذا الرأي، هم أكثر المحللين السياسيين الذين كانوا طوال الفترة السابقة يقدمون التحليلات ويعدون التقارير التي تقدح ناراً وكراهية ضد سوريا وإيران.
• إدارة بوش- خيارات التصديق والتكذيب:
البروفيسور مايكل خوسودوفيسكي، استاذ الاقتصاد السياسي بالجامعات الأمريكية والكندية، استند إلى تحليل تصريحات الإدارة الأمريكية، وذلك للبحث عن مدى تماسكها ومصداقيتها، وقد توصل إلى استنتاج مفاده أن لجنة عمل إيران- سوريا، كانت تختص بتصعيد الضغوط ضد إيران وسوريا، وذلك من أجل إضعاف هذين البلدين.. وبكلمات أخرى، إن عملية استهداف نظام الحكم وتغييره ليست ضمن مجال اختصاص هذه اللجنة، وبالتالي فإن الإدارة الأمريكية تريد في المرحلة القادمة استخدام بعض الأساليب الأكثر تشدداً في مواجهة إيران وسوريا..
كذلك يشير البروفيسور خوسودوفيسكي إلى دليل جديد على عدم مصداقية إدارة بوش إزاء سوريا وإيران، يتمثل في أن إدارة بوش في نفس الوقت الذي أعلنت فيه حل مجموعة عمل إيران- سوريا، قامت بإصدار أمر لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، بتنفيذ مخطط (العملية السوداء) الهادفة إلى تقويض الحكومة الإيرانية الحالية.
تفاصيل مهام (العملية السوداء)، هي نفس المهام التي كانت تقوم بها مجموعة عمل إيران- سوريا، التي كانت تركز على تشديد الضغوط على البلدين، ولكن الأمر التنفيذي الذي أصدره بوش للوكالة يتضمن المزيد من المهام الإضافية التي تشمل من بين ما تشمل تنفيذ العمليات التخريبية والإرهابية والاغتيالات وغير ذلك.
وبالنسبة للعمليات التخريبية ضد إيران، فسوف تقوم وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بتجميع العناصر الإسلامية السنية المتشددة واستخدامها في تنفيذ العمليات العسكرية ضد إيران، أما بالنسبة لسوريا، فإن الاحتمال الأكبر أن تقوم أجهزة الجيش والأمن اللبنانية باستهداف كل الجماعات السنية المسلحة المتطرفة الموجودة حالياً، ما عدا جماعة جند الشام، وسوف تحاول وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بمساعدة بعض قوى 14 آذار المتعاملين معها، العمل من أجل ضم المزيد من عناصر الجماعات السنية المتشددة مثل عصبة الأنصار وغيرها ضمن تنظيم جند الشام.. يتم استخدامه في تقويض استقرار سوريا.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد