أسباب تأخر رسائل الغاز المنزلي
على الرغم من الحديث عن عقود خارجية من دول صديقة، ومباحثات جديدة مع دول عربية لتأمين مادة الغاز المسال لتوفير الغاز المنزلي للمواطنين، إلا أنه على يبدو ما تزال مشكلة تأخر استلام أسطوانات الغاز في المدة الماضية حاضرة، إذ تركت هذه المسألة تساؤلات كثيرة تحتاج إلى إجابات شافية لها، فما هي الأسباب الحقيقية التي تسببت بتأخر وصول رسائل الغاز للعائلات السورية؟
ما واقع توريدات الغاز المسال؟
في سياق الإجابة على سبب هذا التأخير، أرجعت مصادر مطلعة في الشركة السورية لتخزين وتوزيع المواد البترولية (محروقات) لـ “أثر” أسباب التأخير إلى أمرين رئيسين الأول وفقاً للمصادر، يرتبط بمسألة التوريدات الخارجية، إذ تم التعاقد في المدة الماضية مع دول صديقة لتوريد ما يزيد على 26 ألف طن شهرياً ولكن لأسباب كثيرة لم تستطع تلك الجهات توريد ما هو مطلوب منها وفق العقد.
استطاعت تلك الجهات -وفقاً للمصادر- خلال الشهر الماضي تأمين 60% من الكميات المطلوبة منها أي قرابة 17 ألف طن فقط من إجمالي الكمية التي تم التعاقد عليها، وفي هذا الشهر لم يتم توريد سوى 25% من الكميات المطلوبة أي (7 آلاف طن فقط)، مبينة أنّ إجمالي الكمية التي تم التعاقد عليها هي 27 ألف طن شهرياً.
المباحثات “السورية-الجزائرية” عن الغاز المسال
وعن مصير المباحثات “السورية-الجزائرية” التي جرت منذ أكثر من شهر في روسيا على هامش انعقاد منتدى “أسبوع الطاقة الروسي”، أكّدت المصادر أنّه إلى الآن لم يتم تحديد أي شيء جديد أو موعد للقاء بين الجانبين، وربما ذلك يكون لأسباب تتعلق بالجزائر.
وكانت قدر نشرت وزارة النفط بتاريخ 12 تشرين الأول، عبر حساباتها الرسمية، خبراً مفاده أنّ اجتماعاً عقد بين وزير النفط والثروة المعدنية بسام طعمة ووزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب، هدفه بحث أوجه التعاون في مواضيع عديدة أهمها تزويد سوريا بالغاز المنزلي من الجزائر، حيث اتفق الطرفان على تسريع إجراءات الوصول إلى توقيع العقد نظراً لامتلاك الجزائر كميات كبيرة من الغاز المنزلي، وأكد الوزير الجزائري عن استعداد الجزائر لاستقبال وفد سوري لإنهاء هذا الموضوع بالسرعة الكلية.
وفي هذه النقطة، يعتقد الخبراء أنّ سبب تأخير اللقاء بين الجانبين ربما يعود إلى انشغال الجزائر بالقمة العربية التي عقدت خلال الأيام الماضية، مستبعدين وجود أي إشكالية في هذا الملف بين البلدين، خاصة أنّ الجزائر سعت خلال القمة إلى إظهار سوريا بأنها حاضرة للقمة، رغم عدم دعوتها رسمياً نتيجة لأسباب تتعلق بدول عربية أخرى من جهة، وأنّ سوريا تسعى جاهدة لتأمين ما يلزمها من الغاز المسال من الخارج، لا سيما الجزائر التي تعتبر من الدول العربية الداعمة لها.
هل الأسطوانات الفارغة هي المشكلة؟
وبالعودة لأسباب تأخر رسائل الغاز المنزلي، بيّنت المصادر أنّ الأمر الثاني هو ليس سبب رئيسي لتأخير وصول الرسائل، ولكن قد يكون في بعض الأماكن سبباً ثانوياً، فشركة محروقات لديها فعلاً نقص في عدد الأسطوانات نتيجة وجود عدد كبير منها يحتاج إلى إعادة تأهيل وتركيب صمامات وهذا لا يتم إلا مع جهات حكومية محددة، ولحل هذه المشكلة عملت الشركة خلال الفترة الماضية على التعاقد لتأمين (500 ألف) نصف مليون صمام أسطوانة غاز منزلي بغرض استخدامها لإصلاح الأسطوانات المتعطلة، مؤكّدة أنّه في الأيام القليلة القادمة سيتم استلامها ما سيسهم في حل مشكلة الأسطوانات التالفة.
وأضافت المصادر: “لا يمكن لوزارة النفط أو شركة محروقات اليوم التعامل مع أي جهة خاصة تتوافر لديها أسطوانات الغاز بحكم حصرية هذا الموضوع بجهة حكومية واحدة فقط، رغم أنّ الوزارة تسعى حالياً مع الحكومة لإلغاء هذه الحصرية وتوفير حاجة السوق من الأسطوانات من مختلف الجهات العامة والخاصة”.
وهنا أيضاً، يرى الخبراء أنّ قرار الحصرية الذي يلزم وزارة النفط وشركة محروقات بشراء أو تصليح أسطوانات الغاز عبر معامل مؤسسة حكومية واحدة، يحتاج إلى إعادة نظر بالتأكيد، خاصة أنّ السوق المحلية اليوم يوجد فيها شركات خاصة عديدة يمكن لها أن توفر الأسطوانات وتقوم بإصلاحها ولديها مرونة أكثر في تأمين احتياجاتها اللازمة من الخارج كالصمامات على سبيل المثال.
لا تزال تعاني آلاف الأسر من مشكلة تأخر أسطوانات الغاز المنزلي والتي وصل سعرها في السوق السوداء يتراوح ما بين 125 – 150 ألف ليرة سورية في أسواق دمشق وريفها، فيما بلغ بمحافظات أخرى مثل حماة بين 100 -125 ألفاً، لدرجة أنها باتت تُعرض في بعض صفحات التواصل الاجتماعي.
وعن سوق أسعار الأسطوانات الفارغة، هي أيضاً ارتفعت بنسبة كبيرة تزيد 100 بالمائة عن سعرها لدى شركة محروقات، حيث تتراوح أسعار الأسطوانات الفارغة بين 180 – 225 ألف ليرة سورية، فيما حددت شركة محروقات سعر الأسطوانة الفارغة بـ 106 آلاف.
أثر برس
إضافة تعليق جديد