مواجهات النهر البارد مستمرة ومقتل اربعة جنود وموظفين من الصليب الأحمر
استشهد أربعة جنود بالجيش اللبناني بالإضافة إلى اثنين من موظفي الصليب الأحمر، خلال الاشتباكات التي تواصلت الاثنين، بين قوات الجيش ومسلحي تنظيم "فتح الإسلام" في مخيم "نهر البارد" للاجئين الفلسطينيين شمال لبنان.
وتجددت المواجهات المسلحة بين الجانبين الاثنين، بعد أن خلفت الاشتباكات العنيفة بينهما الأحد، ستة قتلى بين صفوف القوات الحكومية على الأقل، فيما تواردت أنباء تفيد بتعثر الوساطات، بسبب انتقال الملف إلى القيادة المركزية لتنظيم القاعدة.
وبلغت محصلة خسائر الجيش اللبناني، منذ بدء المواجهات مع مسلحي جماعة فتح الإسلام، التي يُعتقد أن لها علاقة بتنظيم "القاعدة"، قبل ثلاثة أسابيع، أكثر من 63 شهيداً، وفق محصلة رسمية.
وتواصل القوات اللبنانية محاولات جادة، بدأتها الجمعة، للدخول إلى عمق مخيم نهر البارد، فيما قالت مصادر عسكرية إن قوات الجيش وصلت إلى مسافة تبعد نحو 80 متراً فقط عن المواقع التي يتحصن بها مسلحو فتح الإسلام، الذين يسيطرون على المحاور الرئيسية داخل المخيم.
وكانت جبهة العمل الإسلامي، وهي تجمع لتنظيمات إسلامية سنية معارضة للحكومة ومتحالفة مع حزب الله بقيادة النائب السابق فتحي يكن، قد أعلنت أن جهود الوساطة التي كانت تضطلع بها قد وصلت إلى طريق مسدود بسبب انتقال الملف إلى القيادة المركزية لتنظيم القاعدة.
وقال يكن الأحد: "تابعنا كل المبادرات، وما ساهم بتعقيدها أن القيادات التي كانت تتابع الاتصالات أصبحت غير موجودة، ويبدو أن ملف فتح الاسلام انتقل من أن يكون في مخيم نهر البارد الى ان يتولاه تنظيم القاعدة الدولي، فمن هنا القضية معقدة، لأنه لا يمكن من خلال المبادرات الوصول الى صاحب القرار."
وبدأت القوات اللبنانية الدخول في عمق المخيم الجمعة، فيما يبدو أنّه بداية للمرحلة الأخيرة من محاولة السيطرة على مسلحي تنظيم فتح الإسلام المتحصنين داخله، وفق ما أعلنت مصادر أمنية لبنانية.
وذكرت المصادر أن تبادلاً للقصف بين الجيش اللبناني ومسلحي التنظيم، استخدم خلاله الأسلحة الرشاشة وقذائف المدفعية، في إطار محاولة الجيش للسيطرة على المخيم، الذي يشهد أسوأ أعمال عنف داخلية، منذ انتهاء الحرب الأهلية في العام 1990.
وسُمعت أصوات دوي القذائف منذ الساعات الأولى صباح السبت، وما زالت تتردد في أنحاء مخيم "نهر البارد"، فيما شوهدت أعمدة الدخان الأسود الكثيف تتصاعد من العديد من المباني داخل المخيم، وبدا على بعضها أثار القصف.
وكالات
إضافة تعليق جديد