تراجع القدرة الشرائية لأصحاب الدخل المحدود في سوريا لأكثر من 90% !
أكد أمين الشؤون الاقتصادية في الاتحاد العام لنقابات العمال في سوريا طلال عليوي أنه هناك عدة عوامل أدّت إلى رفع مؤشر تكاليف الحياة لأكثر من 80 % ضعفاً خلال سنوات الحرب، إذ باتت تحتاج الأسرة المكونة من 5 أشخاص من (1.5-2) مليون ليرة لسدّ نفقات معيشتها وتراجعت القدرة الشرائية لأصحاب الدخل المحدود بنسبة تزيد عن 90% بسبب الارتفاعات الكبيرة في الأسعار التي وصلت إلى مستويات تجاوزت نسبها 100 ضعف عما كانت عليه قبل الحرب!.
"عليوي" أكد أنه رغم القرارات الحكومية الوقائية والسريعة، إلا أنّ الأسواق السورية شهدت ارتفاعاً كبيراً في الأسعار من دون مبررات حقيقية.
وقال إن الأسواق شهدت ارتفاعاً في أسعار الأدوية وانقطاعاً في بعض المواد نتيجة احتكارها كالزيت، وتواصل الأسعار ارتفاعها من دون وضع حدّ لهذا الارتفاع بسبب تبريرات البعض بأنَّ الارتفاع عالمي ولا يمكن تثبيت الأسعار اليوم في أيّ منطقة في العالم، كما أنّ غياب التنسيق بين المورّد والمساهم يشكل جزءاً من أسباب عدم التثبيت، إضافةً إلى وجود مصاعب في النقل والتوريد. وتغير الأسعار العالمي ينتج من احتكار بعض المواد أو الإفراج عنها من قبل الدول المصدّرة، وهذه العوامل أدّت إلى عدم التوازن في الأسعار، إضافةً إلى العامل الأهم وهو جشع التّجار.
ولفت عليوي إلى أنه أمام هذا الواقع، المطلوب من الحكومة دراسة أشكال التصدير والاستيراد وتنظيمه بما يناسب احتياجات المجتمع السوري، في الوقت الذي يجب مراقبة السوق الداخلية التي ما زالت غنيّة بكل المنتجات الزراعية والصناعية، وتذليل العقبات أمامها، وتصدير المتاح منها مثل تصدير زيت الزيتون والليمون والخضار والفاكهة الموسمية، مقابل استيراد النقص كالقمح.
وتابع أنه «في ظلّ الظروف فإن هدف السياسة الاقتصادية للحكومة يجب أن يوجّه نحو الوصول إلى معدلات نمو واقعية حقيقية ومستدامة على النحو الذي يخدم تحسين الوضع المعيشي للمواطن، وتعزيز موارد الدولة وإيجاد فرص عمل إضافية من خلال تحسين الواقع الحالي للناتج المحلي الإجمالي ومكوناته ومساهمات الأنشطة المختلفة فيه، والعمل على تكييف وتطويع السياستين المالية والنقدية وسياسة التجارة الخارجية لخدمة هذا الهدف، أما على المدى الطويل فلا بدَّ من البدء بوضع الخطط اللازمة لمرحلة إعادة الإعمار وكيفية توفير متطلباتها».
وشدّد عليوي على أنه لكي تستطيع السياسة الاقتصادية للحكومة الوصول إلى تحقيق الأهداف المخطط لها يجب العمل على تنسيق الإجراءات بين جميع القطاعات التي تشكل دعائم السياسة الاقتصادية، فسورية اليوم، للعام الحادي عشر مازالت تواجه ظروفاً وتحديات استثنائية على مختلف المستويات الأمنية والعسكرية والسياسية والاجتماعية.
البعث
إضافة تعليق جديد