عاصي الزند، ضربة معلم
مالت كفة المتابعة، ومنذ الحلقة الأولى، لصالح مسلسل "عاصي الزند" كما هو متوقع، مع تفاوت في المتابعة لبقية الأعمال الدرامية المحلية الأخرى، فعدا عن نجومية بطله، تيم حسن، وعدا عن الدعاية القوية والذكية التي سبقت العرض، يظهر الجانب الإنتاجي الكبير للعمل، وعلى مختلف المستويات، الفنية، التقنية، اللوجستية، والذي وضع ين يدي المخرج سامر برقاوي، مجموعة من الأدوات التي مكنته، من رسم بيئة متجانسة في مفرداتها "الزمكانية" ومنسجمة مع ما يوجد في الأرشيف المصور، عن تلك المرحلة، رغم أن بعض كوادر الحلقة الأولى، ظهرت "نظيفة" جدا، وهذه من ملامح تجربة البرقاوي الاخراجية، في إضفاء طابع جمالي غير مباشر على الصورة، يقوم مباشرة على الديكور والمزاج اللوني للعمل والأزياء. من بعض مفردات هذا الطابع: المناظر الطبيعية التي ترافق العربة في عودة عاصي الشاب إلى حمص، هيئة عاصي الأنيقة والعصرية نوعا ما، رغم أنه عائد من حرب دامية وطويلة.
التمهيد للأحداث، جاء رشيقا، عمليا في الربط والدلالة، وعلى المستوى الفني برز أداء الفنان الشاب ربيع جان، في شخصية عاصي في الصغر، وهي المرحلة التي تأسس فيها وعيه في رفقة والده، قبل أن يستطيع الفرار من مقتلة أسرته.
"عاصي الزند" مسلسل قوي بقوة عناصره مجتمعة، وهو توجه مختلف للشركة المنتجة مقارنة بأعمالها السابقة، وهذه نقطة لصالحها، وتنفيذ مختلف أيضا، على مستوى الشكل والمضمون, كما أنه بالنسبة إلى الفنان تيم حسن، بمثابة ضربة جناح قوية لطائر في فضائه.
البعث ميديا
إضافة تعليق جديد