المالكي يتهم أمريكا بتسليح العشائر السنية في العراق
قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إن الولايات المتحدة تجازف بتشكيل ميليشيات جديدة في العراق اذا أمدت عشائر عربية سنية بالسلاح دون تمييز.وفي مقابلة مع مجلة نيوزويك أبدى المالكي أول علامة على أن حكومته تختلف مع سياسة الجيش الامريكي في مد عشائر عربية سنية بالسلاح والعتاد لقتال مسلحي القاعدة عملا بنموذج طبق في محافظة الانبار.وقال المالكي "نريد أن نسلح بعض العشائر التي تريد الوقوف في صفنا لكن بشرط أن نكون على علم بتاريخ العشيرة ونتأكد من أن لا صلة لها بالارهاب."
وأضاف للمجلة في المقابلة التي أجريت يوم الجمعة "بعض القادة الميدانيين (الامريكيين) يقترفون أخطاء لانهم ليسوا ملمين بالحقائق بشأن الناس الذين يتعاملون معهم. أعتقد أن قوات التحالف ليست على علم بتاريخ هذه العشائر."واستطرد قائلا "انهم يرتكبون أخطاء بتسليح العشائر في بعض الاحيان وهذا خطير لانه سيؤدي لتشكيل ميليشيات جديدة."وبدا أن المالكي يرفض الانتقادات لتحرك حكومته للوفاء بثلاثة التزامات أساسية تهدف الى تعزيز المصالحة الوطنية بين الاغلبية الشيعية والاقلية العربية السنية التي كانت لها الهيمنة في عهد الرئيس السابق صدام حسين.وزار وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس بغداد في مطلع الاسبوع للضغط على القادة السياسيين للوفاء بهذه الالتزامات وأبلغهم أن واشنطن تشعر بخيبة أمل بسبب عدم تحقيق تقدم.
لكن المالكي قال خلال المقابلة إن مشاريع ثلاثة قوانين وهي قانون تقاسم عائدات النفط وقانون انتخابات المحافظات وقانون يسمح للاعضاء السابقين في حزب البعث المنحل بالعودة الى الوظائف الحكومية ستعرض على البرلمان الاسبوع المقبل.ووصل جميع الجنود الامريكيين الاضافيين وعددهم 28 ألفا الى بغداد ومناطق أخرى في إطار حملة أمنية كبيرة تعد المحاولة الاخيرة لتفادي انزلاق العراق الى حرب أهلية.كما تهدف الحملة الى منح حكومة المالكي التي يهيمن عليها الشيعة الوقت لتحقيق الاهداف التي حددتها واشنطن.
وقال قادة عسكريون أمريكيون كبار الاسبوع الماضي انهم سيواصلون بحذر تسليح وتدريب وحدات شرطة قبلية وسيعملون بهذه السياسة في محافظات أخرى يسودها الاضطراب بعد تطبيقها في محافظة الانبار الغربية التي كانت يوما أخطر المناطق في العراق.ووضعت هذه الاستراتيجية كسبيل جديد لمحاربة القاعدة في معاقلها حيث لا توجد قوات أمن نظامية.وعبر بعض من كبار قادة الجيش عن تحفظات مشابهة لتحفظات المالكي. وأبدى اللفتنانت جنرال مارتن ديمبسي الذي كان مسؤولا عن عملية اعادة بناء قوات الامن العراقية تأييده للاستراتيجية لكنه أثار شكوكا بشأن الدور الذي ستلعبه هذه الجماعات بعد القتال ضد القاعدة.
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد