القلق الكردي يتزايد: الإقليم يعاكسنا!
أيهم مرعي:
لا تخفي القوى والقيادات الكردية في سوريا خصومتها لإيران، بوصف الأخيرة الحليف الأقرب إلى الحكومة السورية، والخصم الرئيس للولايات المتحدة. وتجلّت هذه الخصومة بوضوح تزامناً مع الاحتجاجات التي شهدتها إيران على خلفيّة وفاة الشابّة مهسا أميني، حيث نظّمت «قسد» عشرات الفعاليات المندّدة بـ«انتهاكات طهران ضدّ الكرد الإيرانيين». كما تتجلّى اليوم في التعامل مع زيارة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إلى سوريا، والتي تناولتها وسائل الإعلام الناطقة باسم «قسد» بوصفها خطراً على مشروع «الإدارة الذاتية»، وعائقاً أمام مسار الحلّ السياسي للأزمة السورية. وينبع هذا القلق من كون الزيارة تعني تمتيناً للتحالف الوثيق أصلاً بين البلدَين، بما لا يقلّ في خطورته عن التقارب بين دمشق وأنقرة، والانفتاح العربي على سوريا، وكذلك من إدراك «قسد» أن أيّ دعم إضافي من قِبَل إيران، التي تتبنّى علانية «المقاومة الشعبية» ضدّ الوجود الأميركي غير الشرعي في سوريا، لهذه المقاومة، سيشكّل حتماً تهديداً وجودياً للأولى، كونه سيعادل ضغطاً إضافياً على واشنطن لإجبارها على الانسحاب، وبالتالي ترْك «الذاتية» وحيدةً ما بين العودة إلى دمشق أو التفاوض مع أنقرة.
في هذا السياق، رأت وكالة «هاوار»، الناطقة باسم «حزب الاتحاد الديموقراطي»، الذي يقود «الإدارة الذاتية»، أن «أحد أهداف الزيارة إقناع الرئيس السوري، بشار الأسد، بضرورة المضيّ بخطوات التطبيع مع تركيا، لتهدئة المخاوف التركية من الأوضاع في الشمال السوري، والسماح لأنقرة بإنشاء منطقة عازلة بعمق أربعين كيلومتراً في جوارها الجغرافي مع سوريا، ووضع الإدارة الذاتية بين كمّاشتَي النظام في دمشق وأنقرة».
ولفتت الوكالة إلى أن «الزيارة تأتي في خضمّ تحرّكات دبلوماسية إقليمية يتغيّر معها المشهد السياسي في المنطقة منذ اتفاق السعودية وإيران على استئناف علاقتهما، وكذلك زيادة التوتّر الإيراني – الإسرائيلي، على وقع الاستهدافات المتبادلة المباشرة وغير المباشرة بين الطرفَين». كما «تأتي بالتزامن مع تعزيز العلاقات العربية مع حكومة سوريا، وخشية طهران من أن تنزلق دمشق صوب العرب، أكثر ممّا تسمح به إيران، ما يهدّد مصالحها في سوريا». وبالتالي، تَفترض «هاوار» أن «هذه الزيارة هي خطوة نحو عرقلة الجهد العربي الأخير لحلّ الأزمة السورية»، علماً أن «الذاتية» كانت قد وجّهت نداءً إلى الدول العربية المشارِكة في جهود الحلّ، لاعتبار مبادرتها في هذا الإطار القاعدة الأمثل للتسوية في سوريا.
من جهتها، اعتبرت وكالة «فرات» الكردية، المقرَّبة من «حزب العمال الكردستاني» و«حزب الاتحاد الديموقراطي»، في تقرير بعنوان: «زيارة رئيسي إلى دمشق: الأسد يثبت مجدّداً للعرب أنه غير جدير بالثقة»، أن «المفارقة في توقيت الزيارة أنها تأتي وسط تحرّكات عربية لتطبيع العلاقات مع النظام السوري لدفعه إلى تقليص النفوذ الإيراني في البلاد، مقابل عودة العلاقات العربية مع دمشق»، مضيفةً إن «النظام السوري غير جادّ في التقارب مع العرب، ويتعامل بمنطق المنتصر في المواجهة مع الدول العربية التي كانت تراهن على سقوطه».
الأخبار
إضافة تعليق جديد