من يقف خلف تفجير مساجد الشيعة في العراق
الجمل: تصعيد الحرب الأهلية العراقية، أصبح بمثابة المبرر الرئيسي لذريعة بقاء واستمرار الاحتلال الأمريكي للعراق، وكلما تآكلت هذه الذريعة، سعت الإدارة الأمريكية لإعادة إنتاجها مستخدمة مختلف الوسائل السياسية والاستخبارية والعسكرية بما يحقق تصاعدها المتفجر، على النحو الذي يصور في أذهان الأمريكيين وضعفاء النفوس من العراقيين أن بقاء الاحتلال الأمريكي ضرورة قصوى تمليها وتفرضها الأوضاع المأساوية التي يمر بها العراق.
• المسجد العسكري: مركز الزلزال العراقي:
يمثل الشيعة حوالي 65% من إجمالي سكان العراق، ويتميزون بالولاء والاحترام لأئمتهم، وفي مدينة سامراء، الواقعة على بعد 125 كيلومتراً جنوب العاصمة بغداد، يوجد المسجد العسكري، وترجع قدسية هذا المسجد بالنسبة للشيعة في كافة أنحاء العالم بسبب أنه يضم مرقد الإمامين الشيعيين، علي الهادي، والحسن العسكري، وقد تم تشييد المسجد العسكري في عام 944م (أي قبل 1053 عاماً على وجه التقريب).
• مسجد الإمام العسكري ووقائع الاعتداءات:
الاعتداء على المسجد العسكري، الأخير خلال الأسبوع الماضي، لم يكن بالأمر الجديد، بل هو اعتداء يندرج في سلسلة الاعتداءات التي تعرض لها المسجد بعد قيام القوات الأمريكية بغزو واحتلال العراق.
- الاعتداء الأول: حادثة كانون الثاني 2006م:
في يوم 2 كانون الثاني 2006م، وفي تمام الساعة 6،55 (أي السابعة إلا خمسة دقائق) بتوقيت غرينتش، دوت الانفجارات داخل مسجد الإمام العسكري، بشكل أدى إلى تحطيم القبة الذهبية، وأحدث أضراراً بالغة بالمسجد، ويقول شهود العيان: ظهر بعض الرجال الملثمين، أحدهم يرتدي زي الشرطة العراقية، قاموا بدخول المسجد، وقاموا بربط الحراس الموجودين، ثم بعد ذلك وزعوا القنابل، التي نتج عنها الانفجار.
أبرز النتائج التي أدى إليها الانفجار تمثلت في موجهة الغضب الشيعي العارمة، والتي تم توجيهها بما يؤدي لتفريغ طاقة العنف الشيعي ضد العراقيين السنة، وذلك على النحو الذي أدى إلى اتساع نطاق دائرة عمليات القتل المتبادلة والمذابح المأساوية التي نشطت فيها ما عرف باسم (فرق الموت العراقية).
- الاعتداء الثاني: حادثة حزيران 2007م:
في يوم 13 حزيران 2007م، وفي الساعة الثامنة تماماً بتوقيت غرينتش، دوت الانفجارات التي أدت إلى تدمير المئذنتين المتبقيتين من مسجد الإمام العسكري، (يبلغ طول الواحدة 36 متراً، وتقومان على جانبي القبة الذهبية).
• النظريات المفسرة:
تقبلت الأوساط الشعبية في فترة الاعتداء الأول التفسير القائم على أساس اعتبارات أن المسلمين السنة هم الذين اقترفوا الجريمة، وحدث بعد ذلك ما حدث، ولكن بعد الاعتداء الثاني، مازالت حتى الآن محاولات سلطات الاحتلال الأمريكي، وحكومة المالكي عاجزة عن إقناع الرأي العام الشيعي العراقي قبول التفسير القائم على غرار نموذج النظرية السابقة.. وتقبل الرأي العام الشيعي العراقي مزاعم حكومة المالكي والقوات الأمريكية بالكثير من الشكوك والريبة.
وفي غمار محاولات التضليل الإعلامي والحرب النفسية، برز تفسير جديد لحادثتي الاعتداء بالمتفجرات ضد مسجد الإمام العسكري. ففي موقع برس.تي.في الالكتروني، تم نشر مقال حمل عنوان (واشنطن تقف خلف الاعتداء على المراقد الشيعية المقدسة في سامراء).
يقول التحليل الوارد بأن جون نيغروبونتي السفير الأمريكي السابق في العراق، ومدير الأمن القومي الأمريكي السابق، ونائب وزيرة الخارجية الأمريكية هو من قام بالتخطيط للاعتداء الأول والثاني ضد مسجد الإمام العسكري.
ويشير التحليل إلى خبرة نيغروبونتي السابقة في الإشراف على عمليات فرق الموت التي مزقت في هندوراس، وذلك فور توليه منصب السفير الأمريكي خلال فترة الحرب الأهلية في ذلك البلد. كذلك يشير التحليل إلى العلاقة الوثيقة بين نيغروبونتي والمدعو عادل عبد الأمير، الذي يتولى منصب نائب الرئيس العراقي الحالي جلال الطالباني.
كذلك تمتد خبرة جون نيغروبونتي في إدارة فرق الموت إلى السلفادور، وغواتيمالا.. وحالياً تدور عمليات فرق الموت في كولومبيا، والفلبين.. ويقال بأن جون نيغروبونتي هو المسؤول عنها.
فرق الموت العراقية، تقول بعض التحليلات بأن مخططاتها قد وضعت داخل أروقة السفارة الأمريكية في بغداد وذلك خلال فترة تولي نيغروبونتي لمنصب السفير الأمريكي في بغداد، وتحديداً في المرحلة الأولى لبدء الاحتلال، وقد تم التنسيق والتخطيط لعمليات فرق الموت العراقية بالتعاون بين نيغروبونتي، واليهودي الجنرال غاردنر، وأحمد الجلبي عضو المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي، وزعيم حزب المؤتمر الوطني العراقي.
كذلك تقول المعلومات بأن عناصر فرق الموت العراقية التي نشطت في العام الماضي قد تم تدريبها في معسكر ببلغاريا، وآخر بشمال العراق، (تحديداً في كردستان) وذلك على يد جهاز الموساد الإسرائيلي، وكان التمويل الخاص بها تحت سيطرة أحمد الجلبي، الذي كان يستلم الأموال الخاصة بذلك عن طريق إحدى الشركات الوهمية التي كانت تتبع لجماعات المافيا الروسية- الإسرائيلية، وقد ورد في التحقيقات الخاصة بعملية اغتيال ضابط الكي.جي.بي السابق ليتفنينكو بإشعاع البولونيوم في لندن بأنه كان ضمن شبكة عناصر تحويل الأموال إلى أحمد الجلبي.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد