ما هي الأهداف غير المعلنة للاعتداءات على مساجد الشيعة
الجمل: بعد الاعتداء على مسجد الإمام العسكري (الشيعي) في سامراء، جاء بالأمس الاعتداء على مسجد بغداد (الشيعي) أيضاً.
• النتائج والدلالات:
إذا كان الحادث الأول قد هدف إلى إهانة القداسة الرمزية لأئمة الشيعة العراقيين، فإن الحادث الثاني قد هدف إلى إلحاق مشاعر الأسى والأمل بهؤلاء الشيعة، وذلك لأنه أدى دفعة واحدة إلى قتل 78 وجرح أكثر من 200 شخص.
• توقيت الاعتداءات:
جاء توقيت الاعتداءات في الوقت الذي أصبحت فيه خطة أمن بغداد على وشك الفشل النهائي، وأيضاً على خلفية بداية الحرب الباردة بين إدارة بوش، وحكومة نوري المالكي.
التوتر في علاقات واشنطن- بغداد، تم الإعداد له مسبقاً بواسطة الدراسة الثانية التي قام بإعدادها روبرت كاغان زعيم المحافظين الجدد، وطالبت فيها الإدارة الأمريكية بتوسيع نطاق خطة أمن بغداد، وفرض بعض الشروط المحددة أمام حكومة نوري المالكي لإنجازها، ويتمثل (خبث) جماعة المحافظين الجدد، في أن هذه المطالب ليست صعبة التحقيق على حكومة نوري المالكي وحسب، بل مستحيلة تمام الاستحالة.. وذلك لأن كل واحدة من المطالب العشر يحتاج إلى بضعة سنوات لكي يتحقق ولو بنسبة 50%، وبالمقابل عندما أدرك نوري المالكي بأنه لن يستطيع تحقيق هذه المطالب، بل وأنها تمثل الفخ الذي سوف يحوله إلى كبش فداء للبيت الأبيض، قام بالحديث ملمحاً إلى المطالبة بعدم بقاء القوات الأمريكية لفترة أطول في العراق.
• الأهداف غير المعلنة للاعتداءات:
تشير المعلومات بأن إدارة بوش قد قررت التخلص من نوري المالكي وتعيين رئيس وزراء جديد مكانه، والتوقعات تفيد بأن الأوفر حظاً في الجلوس مكان المالكي هو عادل عبد الأمير النائب الحالي للرئيس جلال الطالباني، والحليف الأول في العراق لجون نيغروبونتي، والذي سبق أن قام بالتخطيط مع نيغروبونتي لعمليات فرق الموت العراقية.
الاعتداءات الأخيرة ضد المساجد الشيعية، تريد نقل إشارة إلى الرأي العام الشيعي، مضمونها يقول بأن السنة يعتدون على مقدّسات الشيعة، وهي رسالة تهدف إلى دفع الشيعة، وبالذات عناصر جيش المهدي إلى الانشغال باستهداف السنة، وعدم المضي قدماً في المواجهة ضد القوات الأمريكية.
كذلك ثمة جانب آخر يتمثل في قيام سلطات الاحتلال الأمريكي بمباشرة تسليح بعض الأطراف السنية، وذلك في محاولة تهدف إلى جانبين، الاول يتمثل في دفع السنة العراقيين إلى الانقسام بين مؤيد ومعارض إزاء الوضع الحالي، والثاني يتمثل في استفزاز المسلحين الشيعة، ودفعهم إلى القيام بمهاجمة السنة من أجل إضعافهم وعدم السماح لهم بامتلاك عناصر القوة العسكرية أو الاقتصادية أو السياسية مرة أخرى.
وعموماً، حتى الآن لم تظهر نتائج التفاعلات والتداعيات الخاصة بهذين الاعتداءين، ويتوقع أن يظهر ذلك بعد فترة أسبوعين على الأقل.
سوف لن تتوقف محاولات إشعال الصراعات الداخلية بين العراقيين طالما كان العراقيون يستجيبون لذلك، ولن يقتصر الأمر على تفجير المساجد والأضرحة والمراقد المقدسة، بل سوف يتعدى ذلك إلى اقتحام البيوت والمساكن وقتل من فيها بمن في ذلك النساء والأطفال.
كذلك سوف تلجأ سلطات الاحتلال الأمريكي ومن يدعمها من (المتعاملين) العراقيين إلى ابتكار المزيد من الوسائل والأساليب، فوكالة المخابرات المركزية الأمريكية تقوم حالياً بالإشراف على إدارة عمليات فرق الموت تخطيطاً وتنفيذاً في كولومبيا والفلبين.. وإذا فشل مخططها الهادف لاستغلال وتوظيف الانقسامات الدينية فسوف تسعى للبدائل الأخرى المتاحة في العراق، مثل الخلافات الاثنية، أو القبلية أو العشائرية.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد